ذاكرة قارىء

موقع يعنى بالإبداع الأدبي وشؤون الثقافة العراقية والعربية والعالمية

<!--

<!--<!--<!--<!--<!--

لا اظن ان هناك شعبا اخر في كوكب الارض وربما في المجموعة الشمسية، على فرض ان هناك حياة بشرية عليها، يمكن ان ينافسنا نحن ابناء العراق، في فن صناعة الطغاة ، فهي صناعة عراقية 100% ومن ينفي، عليه يقع عبء الاثبات فالاصل في حكم هذه البلاد هو للطغاة وحكم غيرهم هو الاستثناء، فنحن مع القوي حتى يضعف وضد الضعيف حتى يقوى..
هذه هي بلادنا وهذه هي حقيقتنا وهذه هي سايكولوجيتنا، هذا ما يقوله التاريخ، فلماذا نستحي من تاريخنا، وهذه هي الحقيقة، فلماذا نستحي من حقيقتنا، فنخن متخصصون في صناعة الطغاة بكامل المواصفات، ولا شك انها من اصعب الصناعات ، فمن السهل ان تصنع طائرة اسرع من الصوت ،ولكن من الصعب ان تصنع طاغية قادرا على ابادة الآلاف من ابناء شعبه بالاسلحة الكيميائية دون ان يرف له جفن. او تذرف عيناه دمعة ، او يتعكر مزاجه والويل كل الويل لمن تخور قواه ويسقط سيفه من يديه ويفشل في تعلم دروس الاستبداد، لا نكتفي بترقين قيده واعتباره راسبا ونخلي سبيله فيعود لعياله ونرحم بحاله، فهذا من المحال، فمصيره محتوم القتل والتمثيل والسلخ والسحل ورميه في دجلة(الخير) بلا قبر ولا كفن!، هكذا فعلنا بكثير من الساسة والمعارضة، فعقوباتنا له تمتد الى ما بعد الموت، لها اول وليس لها اخر، فتطال عائلته وعشيرته لتصل الى سابع جار، هذه صنعتنا جيل يسلمها لجيل وطا غية يسلمها لطاغية، فنحن حاضنون عاشقون جاذبون لجلادينا طاردون لاحرارنا وعلمائنا ومفكرينا ومبدعينا !؟.الحقيقة التي ليس من المصلحة الوطنية اخفائها، اننا شعب يميل تاريخيا الى العنف الدموي الذي نكاد لا نرى له مثيلا في بعض صنوفه في بقية شعوب الارض ،فمثلا التمثيل بالجثث وذلك بتقطيع اوصال الميت وتوزيعها الى الكلاب او ترك جثة القتيل دون دفنه لتفترسه الكلاب والذئاب ، اوسلخ جثة القتيل كما حصل لجثة عبد الاله بعد قتله في صبيحة الرابع عشر من تموز. ونبش قبر عبد الكريم قاسم واخراج جثته ورميها في دجلة بعد ربط رجليه في ثقل من الطابوق . او اذابة المعارضين في احواض السيانيد .او اطلاق الكلاب والنمور الجائعة لافتراسهم واحدث الاساليب ما قامت به عصابات القاعدة الاجرامية هو تفخيخ الجثث لتنفجر على ذويها عند محاولتهم اخلائها . الحقيقة لم نجد لد ى شعوب اخرى بما فيها افغانستان التي انطلق منها تنظيم القاعدة جريمة التمثيل ، فجثة الميت محترمة لدى كل الشعوب بصرف النظر عن سبب موت صاحبها . يذكر ان وفدا عراقيا من الضباط الذين قادوا ثورة 1958 قام بزيارة القاهرة واللقاء بالرئيس المصري جمال عبد الناصر في الايام الاولى للثورة، قدم رئيس الوفد هدية وضعت في غلاف يشبه غلاف الساعة اليدوية الى عبد الناصر قائلا له: ( انه اصبع نوري السعيد، يسرنا ان نقدمه هدية لسيادة الرئيس) ، فاشمئز عبد الناصر كثيرا من هذه الهدية وأنبهم كثيرا ووعدهم ان ثوارا بمثل هذا المستوى، لابد ان يكون مصير ثورتهم الفشل، وانصرف غاضبا، وأمر بدفن الاصبع في احد مقابر القاهرة وفعلا وقع ما وعدهم به. تصوروا هذا مستوى النخبة !! فكيف بمستوى الرعاع ؟!! .

هذه شواهد من التاريخ الحديث التي اعتقد الكثير من المثقفين العراقيين انها لن تتكرر،الا ان الاحداث التي شهدها العراق بعد سقوط الدكتاتورية واعمال السلب والنهب التي سميت بالحواسم وجرائم القاعدة والعصابات التي وقعت بشكل اكثر عنفا ودموية من كل سابقاتها في التاريخ ، تؤكد ان سايكولوجية الشعوب لاتفقد خواصها تماما ، وانما قد تسبت ولكنها لاتموت ، فتنهض عندما تتوفر مناخاتها المناسبة، هذه شواهد من التاريخ القريب، اما الشواهد من التاريخ البعيد فتضيق بها كتب التاريخ . ولناخذ مصدرا واحدا تسهيلا للقاريء الكريم وهو كتاب( تاريخ العنف الدموي في العراق) لمؤلفه باقر ياسين مراجعة باسم عبد الحميد حمودي وهو يصف هذا التاريخ :( ان العنف والسلوك العدواني بصوره المتعددة يكاد ان يكون الصفة المرافقة لنشاطات الانسان منذ بدء الخليقة، لكنه يجد في تاريخ العراق، منذ اقدم العصور وحتى اليوم شيئا مختلفا ، فهذا التاريخ لايزدحم بأحداث العنف الدموي والظلم والقسوة والشراسة فحسب بل ان تلك الاحداث تميل على نحو ظاهر للاتصاف بالمبالغة والتطرف والتصعيد اللامعقول في اداء هذه المعاني جميعا، والايغال في تطبيقها وممارستها الى الحد الاقصى، اي المبالغة بالعنف الدموي والمبالغة بالقسوة والظلم والمبالغة في الشراسة والدموية )، ويضيف: ( ان مسيرة العنف الدموي في هذه البلاد تسير بمنهج واحد لا يتغير وهي مازالت متواصلة دون توقف مدفوعة بالنوازع السايكولوجية العدوانية ذاتها، والاسلوب والمنهج التصعيدي المتفجر ذاته ولا يتغير فيها سوى التسميات وتاريخ السنين واسماء الاشخاص )......

 

المصدر: تاريخ العنف الدموي في العراق) لمؤلفه باقر ياسين مراجعة باسم عبد الحميد حمودي..
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 93 مشاهدة
نشرت فى 2 يونيو 2015 بواسطة Thakeratkaree

أ. م. د. محمد صالح رشيد الحافظ

Thakeratkaree
موقع خاص يعنى بالقضايا الأدبية والثقافية العراقية والعربية والعالمية مع اهتمام ببعض التوجيهات التربوية والأكاديمية.. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

4,878