تسعى أى منظمة  إلى تحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية وإنسانية ، من خلال تقديمها  منتجات معينة إلى  عملائها . وقد تكون  منتجات المنظمة  فى شكل  سلع أو خدمات  أو أفكار  أو اشخاص  أو أماكن . ويلزم للمنظمة الوصول إلى أسواقها المستهدفة لتقديم منتجاتها ، وتحقيق إشباع  حاجات عملائها من خلال المنافع  التى تحققها  لهم تلك المنتجات . وتستطيع  المنظمة  تحقيق  ذلك  من خلال  النشاط التسويقى  بها ، والذى يتكامل مع باقى الأنشطة الأخرى كالإنتاج والتمويل والموارد البشرية ، سعيا للوصول إلى أهداف  المنظمة.

وتواجه  الأنظمة  التسويقية بالمنظمات  حاليا  العديد من التحديات ، ومن أهم  تلك  التحديات  شدة المنافسة المصاحبة للاتجاه إلى العالمية  والحرية الاقتصادية  وإزالة الحواجز  بين الدول . وتواجه  المنظمة بتحدى كبير عند إعدادها للكوادر  التسويقية  المزودة بالمعلومات  والخبرات والمهارات ، فضلا عن توفر  النظم التسويقية  التى تمكن  تلك الكفاءات من العمل  بفاعلية .

ويعتبر  اتساع  نطاق علم التسويق  وتزايد أهميته  من بين التطورات  التى لها دلالتها فى إدارة الأعمال فى الفترة الأخيرة. ولم يعد التسويق  حيويا فقط، ولكنه أصبح ينطوى على كثير من التعقيد. فالمشاكل  التسويقية  تتميز بدرجة  من التعقيد أكبر من تلك التى تتميز بها  مشاكل  التمويل  أو الإنتاج .وإذا كانت  القرارات الإدارية عموما تتخذ فى درجات متفاوتة  من عدم التاكد ، فإن هذه الدرجة تزيد بشكل كبير فى حالة القرارات التسويقية  ونتيجة لذلك فانه يصبح  من الصعب التنبؤ  بنتائجها ، وكذلك  يصبح  التسويق  من أهم  محددات نجاح المشروع.

 

 

تعريف التسويق:

على الرغم  من أن كثيرين  لديهم أفكارا معينة  عن التسويق ،فإن  هذه  الأفكار  تختلف عن بعضها  اختلافا بينا ، كما أنها تختلف عن المضمون الحقيقى للتسويق كمجال من مجالات الدراسة  فى إدارة  الأعمال  فقد  يفهمه  البعض  على أنه  البيع والإعلان  ، كما قد يفهمه البعض الآخر  على إنه توفير السلع حيث تكون متاحة للمشترين . كل هذه المفاهيم  وغيرها تمثل بعض أبعاد التسويق  الذى هو أشمل من ذلك.

وليس هناك تعريف واحد  متفق  عليه للتسويق، لذلك فإن إعطاء عدة أمثلة من التعاريف الشائعة للتسويق  يخدم  فى نظرنا هدفين  أساسيين .

 أولهما : تنبيه القارىء إلى مدى إختلاف وجهات النظر  حول  مضمون  هذا  المجال  من مجالات الدراسة .

ثانياً: مساعدة القارى  على الإلمام بالجوانب والأبعاد  المختلفة  التى يضمها  التسويق  وفيما يلى بعض هذه  التعاريف.

1-       عرفته الجمعية الأمريكية للتسويق AMA بأنه (( يتكون  التسويق من أداء مجموعة من الأنشطة  التى توجه انسياب السلع والخدمات  من المنتج إلى المستهلك أو المستعمل))

            وعلى الرغم من أن التعريف يبدو وكأنه يقصرنشاط التسويق على عملية البيع  والتوزيع وأنه يبدأ بعد إنتهاء عملية الانتاج ، إلا أنها فى التعليق على التعريف توضح صراحة أن الأنشطة  التسويقية  تبدأ قبل بداية عملية الانتاج ، كما إنها تمتد إلى ما بعد  عملية البيع.

 

2-   وهناك تعريف يرى أن (( التسويق عبارة عن نظام كلى من أنشطة الأعمال المترابطة والتى تصمم لتخطيط وتسعير وترويج وتوزيع  السلع والخدمات التى تشبع إحتياجات  العملاء الحاليين والمحتلمين))

ويمتاز هذا التعريف عن سابقه بأنه:

ý      يلقى الضوء على العناصر الأساسية التى يتكون منها النشاط  التسويقى.

ý      يوضح الهدف من التسويق بأنه إشباع حاجات العملاء

3-   وأخيراً فإن هناك تعريف آخر  يضيف بعدا يتعلق بالإطار  الذى يتم  فيه  التسويق  ويرى أن))  التسويق هو عملية ملا ئمة  تقوم على الأهداف والقدرات ، يقدم فيها المنتج مزيجاً تسويقياً(منتجات  أو خدمات ، إعلان ، توزيع، تسعير.... الخ) يقابل  حاجات  المستهلكين فى إطار  المجتمع)).

وكما يتضح من هذا  التعريف  فإن العملية التسويقية:

ý     توفق أو تلائم  بين طرفين أساسيين ( المنتجون  والمستهلكون)

ý     يحاول المنتج أن يتوقع الطلب المحتمل من السوق أو اكتشاف  رغبات  المستهلكين سواء كان ذلك عن طريق  التخمين أو بحوث  السوق

ý    يقدم المنتج إلى المستهلك عرضا تسويقيا  متكاملا يتمثل  فى عناصر المزيج التسويقى . وقد يكون المستهلك فردا أو أسرة أو منظمة صناعية أو حكومية

ý     تحدث عملية التسويق عندما يقبل  المستهلك هذا العرض ويعطى فى مقابله شيئا له قيمة- عادة النقود

 

 

 

 

TMAWAHEB

خالد سويدان

  • Currently 118/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
39 تصويتات / 411 مشاهدة
نشرت فى 19 ديسمبر 2009 بواسطة TMAWAHEB

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

67,397