بات مطلوبا من الثوار حيا أو ميتا                                           يوسف شاكير..المشعوذ الذي وظّف الجن للهتاف "الله، معمر، ليبيا وبس"!

 أختفى واختفت معه سبحته الشهيرة، وبات برنامجه المسمى عشم الوطن على شاشة الجماهيرية جزءا من الماضي الاستبدادي القديم، وماركة مسجلة في تاريخ الإعلام التضليلي والدعائي على مرّ الأزمان، إنه صحّاف ليبيا وغوبلز النظام المخلوع، المعارض بالصدفة، والذي تحول عمدا إلى الموالاة المتطرفة، يوسف أمين شاكير الأرناؤوطي، الشهير بيوسف شاكير!

  •                                  عندما كان قدر الثورة الليبية أن تنطلق من مدينة بن غازي شرقا، لم يجد نظام العقيد معمر القذافي أفضل من يوسف شاكير لسانا وصوتا للدفاع عنه ومحاولة إقناع البنغازيين أن الثورة ما هي إلا لعبة أطفال، أو مخطط أجنبي ينفّذه الجرذان، والكلاب الضالة، مثلما كان يطلق القذافي على معارضيه، وشاكير كان واحدا منهم، بل أشهرهم على الإطلاق لسنوات في مصر، ليس لأنه جاهد أو ناضل لإسقاط القذافي من الخارج، ولكنه معارض من نوع خاص، حيث لم يكتب حرفا ولم يقم بمسيرة أو مظاهرة، لكنه صُنّف ضمن المعارضة في السبعينيات، وكان اسما لامعا في الحركة الطلابية. شاكير الألباني القادم أجداده من بلاد البلقان في فترة الدولة العثمانية المريضة، شاء له القدر أن يكون أحد أعلام ورموز الدولة الليبية المريضة بسبب حاكمها معمر، لكنه قبل ذلك، فتح عينيه منذ 60 سنة في بن غازي، حيث درس هناك، قبل أن يهاجر إلى القاهرة ويلتحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ويتعرف على سيدة مصرية، تزوج منها وأنجب أولادا، ثم قرر العودة لبلاده، وتزوج سيدة ليبية، فظن المقربون منه أن شاكير الذي أوهم الجميع بكونه رجلا متصوفا، لم يعد يميل إلى السياسة والمعارضة بقدر ما يبحث عن الالتزام الديني المختلط لديه بالشعوذة وتحضير الجن، ثمّ اختفى الرجل لسنوات قبل أن يظهر على شاشة الجماهيرية عقب اندلاع الثورة، بلحية بيضاء وسبحة لا تفارق يديه.
  • الظهور كان صادما للبعض، ومفاجأة لآخرين، لكنه بالنسبة لغير الليبيين، مثّل يوسف شاكير أسطورة كوميدية تنافس الزعيم عادل إمام، بعدما تحول إلى مسلسل كوميدي من الطراز العالي جدا، فمروره على شاشة الجماهيرية كل ليلة، جذب له العديد من المعجبين بأسلوبه، الضاحكون على طريقته، الناقمون على مواقفه..خصوصا أن شاكير كان نجما أوحدا لساعات، ولم يلعب المذيع بجانبه إلا دورا هامشيا، وصامتا في معظم الأحيان.
  • جلب شاكير معه في سهرات عشم الوطن، أوراقا ومستندات لكشف من سماهم العملاء والخونة من المعارضين في الخارج، وتحدّث عن عائلاتهم بالتجريح والقذف والسخرية، مارس التضليل في مقابل التهليل للقائد الذي قال إنّ الإنس والجن يحاربون تحت قيادته، لا بل إن شاكير حضّر في إحدى حلقاته ما سماها أرواحا من أجل الخروج لتهتف وتقول..الله، معمر، ليبيا وبس!
  • يوسف شاكير المطلوب حاليا من الثوار "حيا أو ميتا" سيشهد له التاريخ أنه سخّر لسانه ووظف عقله واستعمل خزعبلاته للدفاع عن القائد الدكتاتوري المستبد، وهو لم يتوان يوما في الادعاء أن العواصف والأعاصير والكوارث التي تصيب أمريكا وأوروبا تأتي انتقاما للقائد وعائلته، دون الحديث عما فعله هؤلاء في الليبيين طيلة عقود أربعة من التقتيل وهدر الكرامة وتبديد المال العام..والسخرية عبر التلفزيون.

 

المصدر: الشروق الجزائرية
  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 313 مشاهدة
نشرت فى 27 أغسطس 2011 بواسطة TAHAGIBBA

ساحة النقاش

TAHA GIBBA

TAHAGIBBA
الابتسامة هي اساس العمل في الحياة والحب هو روح الحياة والعمل الصادق شعارنا الدائم في كل ما نعمل فية حتي يتم النجاح وليعلم الجميع ان الاتحاد قوة والنجاح لا ياتي من فراغ »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

717,471

السلام عليكم ورحمة الله وبركات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته