المصدر: محيط أسك زاد
الصفحة الرئيسيةالمحتوى
من الذي انتهك كرامة القضاء في مصر
* محمد شوقي
انتفض المستشار أحمد الزند رئيس نادي قضاة مصر كالليث الهصور ليدافع عن كرامة القضاة والقضاء في مصر بعدما قيل عن اعتداء محامين على وكيل نيابة بمدينة طنطا .
وأرغى وأزبد وتوعد بالويل والثبور وعظائم الأمور لكل من تسول له نفسه انتهاك القضاء +أو هيبة القضاة حفظهم الله ورعاهم.
ولكن لدي سؤال يضرب رأسي ويلح علي بشدة وهو : من الذي انتهك كرامة القضاء وهز صورته في بلدنا المحروسة. هل هو محامي غلبان ضرب وكيلاً للنيابة في لحظة طيش وغضب وهو بالفعل أمر مرفوض إذا ثبت صحته؟؟
هل هذا المحامي هو من يهين القضاء ويجرح كرامته أم نظام الدولة بالكامل الذي يجعل إهدار أحكام القضاء والضرب بها عرض الحائط وعدم تنفيذها سياسة متبعة له في جميع الشئون ؟ فالحكم الذي يرضي النظام ينفذه والحكم الذي لا يرضيه لا ينفذه.
في واحدة من أخس الأمور التي يمكن أن يتخيلها عقل أن يكون هناك نظام يحكم بلداً و مواطن في هذه البلد يحصل على حكم قضائي واجب التنفيذ ثم يتجه إلى سلطة بلده المسئولة أن تعطيه حقه وتنفذ ذلك الحكم وإذا بتلك السلطة تلقي بذلك الحكم عرض الحائط و ترفض تنفيذه .
وهي بذلك تقول للقاضي الذي أصدر الحكم وللقضاة جميعاً لا قيمة لكم عندي ولا لأحكامكم أعقدوا الجلسات واسمعوا المرافعات وأصدروا الأحكام التي تشاءون ولكنها لن تنفذ لأنه ببساطة لا قيمة لكم عندي.
حدث ذلك في عشرات بل مئات الأحكام التي تصدر سواء بالإفراج عن معتقلين أو بوقف انتخابات أو باستبعاد مرشحين في انتخابات أو بالأحكام الخاصة بلبس النقاب أو أو الكثير والكثير من الأحكام التي تهدر ولا تنفذ.
وآخرها الحكم الصادر لصالح اثنين من الاخوة المسيحيين ويقضي بالسماح لهما بالحصول علي حكم بالتطليق والاذن لهما بالزواج استنادا إلي الائحة رقم 38 التي وضعها المجلس الملي للكنيسة المصرية .
ولكن شنودة يرفض تنفيذ الحكم في تحدي صريح للدولة وللقضاء فلماذا لم يغضب المستشار الزند من هذا الرفض لحكم صادر من المحكمة الادارية العليا ؟.
كنت أنتظر في مقابل كل ذلك وقفة ولو بتصريح أو بتلميح من سعادة المستشار رئيس نادي القضاة وناديه المحترم يعرب فيه عن استياءه أو حتى ( زعله ) من ذلك لأن ذلك يمس كرامة القاضي في الصميم ويمس هيبته ويجعل من عملهم كله لا داعي له.
فضلا عن الموقف الذي كان من الضروري أن يؤخذ لو اهتم فعلا بكرامة القاضي بإعلان نفرة وهبة مثل التي أعلنها في مواجهة المحامين وقفة تقول إن لم تحترموا أحكام قضاتنا فنحن سنضرب عن العمل حتى تحترم احكام القضاء .
ولكن ذلك لم يحدث للأسف ولن يحدث فرئيس نادي القضاة و ناديه يهبون كالأسود فقط في وجه محامي أو محامين قد يكونوا أخطأوا في انتهازية واضحة لموقف كان من الممكن أن يمر بالتعقل.
ولكن للأسف أسد علي وفي الحروب نعامة.
على فكرة أنا لست محامياً ولكن مواطن مقهور من الحول الذي يصيب القيادات في شتى المجالات بمصر.
نشرت فى 7 نوفمبر 2010
بواسطة SuLTAN2
عدد زيارات الموقع
7,950
ساحة النقاش