أن هذه العادة ليس لها سند دينى فى المسيحية إطلاقاً، وليس لها سند صحى، ولا أخلاقى، ولا عملي ...

1- ليس لها سند ديني

فالله حينما خلق الإنسان خلق كل شئ فيه حسناً، وكل عضو له وظيفته ودوره. لذلك فلماذا نسمح بتشويه خليقة الله الحسنة؟. لا توجد آية واحدة فى الكتاب المقدس بعهديه: القديم والجديد، فى اليهودية وفى المسيحية، لا توجد آية واحدة تتحدث عن ختان الإناث. كان ختان الذكور فريضة دينية فى اليهودية، ولم يعد فريضة دينية فى المسيحية. وهو يمارس من وجهة نظر صحية فقط، وليس من وجهة نظر دينية. لذلك نقول إن هذه العادة ليس لها سند دينى.

2- ليس لها سند أخلاقي

فالذين يقولون أن هذه العادة تعطى عفة للفتيات ... يقولون قولاً مغلوطاً، فالعفة أبداً لا تبدأ من الجسد، بل من الإرادة والروح. قال السيد المسيح "الإنسان الصالح من الكنز الصالح فى القلب يخرج الصالحات" (مت 35:12).

إذن فالفضيلة تنشأ من الداخل ... والمهم هو الإرادة الداخلية. وكما يقولون: "الجسد عبد المأمور" ... وكما تتحرك الإرادة والقلب، فالجسد يطيع. لذلك فالذين ينادون بأن هذا طريق العفة، يجب أن يرجعوا إلى الدين الصحيح، وإلى الأسس الأخلاقية الصحيحة، فالتربية الأسرية والمدرسية والدينية، هى التى تنشئ العفة، فى قلوب الفتيان والفتيات، وليست هذه الممارسة الضارة والمؤذية.

3- ليس لهذه العادة سند صحي

فأنتم تعرفون وكما قال صاحب الفضيلة إن هذه العادة مؤذية للصحة النفسية والجسدية فى الفتاة. فهي تحدث المتاعب الصحية الآتية:

أ- تشويه لما خلقه الله لأهداف وأدوار هامة فى حياة المرأة، بل فى حياة الزوجين.

ب- نزيف حاد قد يتفاقم، بل قد يودى بالحياة.

ج- صدمة نفسية مرعبة للفتاة في بداية عمرها.

د- سبب فى مشاكل زوجية كثيرة، إذ تتسبب فى صعوبة العلاقة الزوجية.

ه‍- النوع الثالث بالذات يؤدى إلى مشاكل خطيرة فى الولادة.

4- ليس لها سند عملي

فالممارسة اليومية على مدى سنوات طويلة لهذه العادة، أثبتت أنها أحد الأسباب للمشاكل العائلية والزوجية فيما بعد. فلماذا نمارسها؟ إن هذه الممارسة يجب أن تتوقف فورا ً...

لذلك نحتاج إلى المجهودات التالية:

1- جهداً دينياً

نحتاج إلى وقفة حاسمة، وأتصور أن جهداً دينياً يجب أن نقوم به، وسوف نقوم به، لكيما نعلم أجيالنا: الرجال قبل النساء، وفى الريف قبل الحضر. أن هذه العادة مذمومة ويجب أن تتوقف.

2- جهداً إعلامياً وفنياً

فمثلاً كان هناك فيلم شاهدته، كانت هناك صرخة من مشكلة ما فى الحياة الزوجية، وكنت أتمنى أن يتحدث هذا الفيلم عن هذه المشكلة، لأنها احد أسباب المشاكل الزوجية فعلاً...

نحتاج إلى جهد إعلامي ... لكي ما تكون التنمية تحتية مع الناس والقاعدة العريضة من المجتمع، وليست فوقيه فقط مثلما اجتمعنا اليوم.

3- نحتاج إلى جهد تشريعي

شكراً لله أن المحكمة الإدارية العليا أصدرت حكمها حول القرار الوزارى الذى يمنع ختان الإناث، واعتبرته قراراً سليماً وكان قد صدر عام 1996. يجب أن نُعمِل إذاً هذا الحكم، وأن ننشره فى كل مكان. وسوف تساعدنا وزارة الصحة وكل الوزارات فى هذا المجهود.

أيها الأحباء نعم إنها مأساة ... وفى يدنا أن نعمل الكثير ... وعلينا أن نعمل الكثير.