جمعية صهيب الليبية الخيرية لضمور العضلات

خاص بمرضى ضمور العضلات والحثل العضلى

(وَقَالَ رَبُّكُمُ آدْعُونٓىِ أَسْتَجِبْ لَكُمْ )

ثبت في السنن عن النعمان بن بشير رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله علي وسلم قال «الدعاء هو العبادة ثم قرأ(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ. [ غافر:60]. 

فالدعاء من أجل العبادات وأعظمها ،وهو حق لله سبحانه وتعالى لا يجوز أن يُصرف لغيره كائناً من كان ،وله مكانةٌ عظيمةّ في الدِّين ومنزلةٌ رفيعةٌ فيه،وذلك لما في الدعاء من التضرع وإظهار الضعف والحاجة لله،ولأنَّ العبادة كلما كان القلب فيها حاضراًوأخشع فهي أفضل وأكمل ،والدعاء أقرب العبادات إلى حصول هذا المقصود،والدعاء فيه ملازمة للتوكل والاستعانة بالله،والتوكل هو اعتماد القلب على الله وتقته به في حصول المحبوبات واندفاع المكروهات ؛والنصوص في فضل الدعاء وعظيم شأنه كثيرة لا تحصر.

ولشهر الصيام شهر رمضان المبارك خصوصية في الدعاء،

فإن الصائم ممن لا ترد دعوته إذا أخلص في صيامه ونصح في عبادته وصدق مع الله ففي الحديث «ثلاث دعوات مستجابات دعوة الصائم ،ودعوة المظلوم ،ودعوة المسافر »وقال عليه السلام «ثلاث دعوات لا ترد دعوة الوالد لولده،ودعوة الصائم ،ودعوة المسافر».

ومما يبين مكانه الدعاء وعلو شأنه في شهر الصيام أن قوله تعالى في سورة البقرة( {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }البقرة186. ،قد جاء متخللاً لآيات الصيام وفي أثنائها؛فقبل هذه الآية قوله تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ) وبعدها قوله تعالى(أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ )،فجاءت هذه الآية الكريمة وهى 

مختصة بالدعاء متوسطة لآيات الصيام ومحفوفة بها ولعل في ذلك ما يدل على عظم قدر الدعاء وأهميته في هذا الشهر ؛لآن العبد في هذا السهر المبارك يملؤه الرجاء أن يوفقه الله للقيام بحق الله في هذا الشهر على أتم الوجوه وأكملها ؛ولا سبيل له ذلك إلآ بسؤال الله ودعائه،وهو كذلك يكثِر في هذا الشهر من الطاعات والعبادات والقربات وهو يرغب ويطمع أن يتقبلها الله منه؛ولا سبيل إلى ذلك إلا بدعائه والانكسار بين يديه والتضرع له،وكذلك قد يكون العبد مرتكباً لبعض الآثام قبل رمضان أو صدَر عنه نقصّ أو تقصيرّ أو تفريطّ أثناء رمضان وهو يرغب في توبة الله عليه ومغفرة ذنوبه؛ولا سبيل إلى ذلك إلا بالدعاء،فكأن الله يلفت عباده إلى ما يلوذون به ويهربون إليه وبه تجاب رغباتهم وتقضى حاجاتهم وتقال عثراتهم وتغفر زلا تهم.

قال ابن القيم رضى الله عنه «أساس كل خير أن تعلم أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ،فتتيقن حينئد أن الحسنات من نِعَمِه؛فتشكره عليها وتتضرع إليه أن لا يقطعها عنك ،وأن السيئات من خذلانه وعقوبته ؛فتبتهل إليه أن يحول بينك وبينها،ولا يكِلَكَ في فعل الحسنات وترك السيئات إلى نفسك .وقد أجمع العارفون على أن كل خير فأصله بتوفيق الله للعبد ،وكلَّ شرَّ فأصله خذلانه لعبده،وأجمعوا أنَّ التوفيق أن لا يكِلَك الله إلى نفسك ،وأن الخذلان هو أن يخلي بينك وبين نفسك ،فإذا كان كلٌّ خير فأصله التوفيق وهو بيد الله لا بيد العبد ؛فمفتاحه الدعاءُ والافتقار وصدق اللَّجإ والرغبةِ والرهبةِ إليه،فمتى أعطَى العبدَ هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له ،ومتى أضله عن المفتاح بقى بابُ الخير مُرْتَجاً دونه.....وما أُتي من أُتِيَ إلا من قِبَل إضاعة الشكر وإهمال الافتقار والدعاء،ولا ظَفِرَ من ظفر-بمشيئة الله وعونِه -إلا بقيامه بالشكر ِ وصدقِ الافتقار والدعاء»

والدعاء شأنه في الإسلام عظيم،ومكانته فيه سامية،ومنزلته منه عالية ؛إذا هو أجلٌّ العبادات وأعظمُ الطاعات وأنفعُ القربات ،ولهذا جاءت النصوص ُ الكثيرةُ في كتاب الله تعالى وسنة رسوله عليه السلام المبينةُ لفضله والمُنَوِّهةُ بمكانته وعظم شأنه ،والمرغِّبةُ فيه والحاثَّةُ عليه ،وقد تنوَّعت دلالاتُ هذه النصوص المبيِّنة لفضل الدعاء، فجاء في بعضها الأمر به والحثُّ عليه، وفي بعضها التحذير من تركه والاستكبار عنه،وفي بعضها ذكرُ عِظم ثوابه وكبر أجره عند الله،وفي بعضها مدحُ المؤمنين لقيامهم به ،والثناء عليهم بتكميله ،وغيرُ ذلك من أنواع الدلالات في القرآن الكريم على عظم فضل الدعاء.

المصدر: مطوية(كلمة الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر). استاذ العقيدة بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 85 مشاهدة
نشرت فى 20 يوليو 2013 بواسطة Sohub

Sohub

Sohub
تنبهت بمشيئة الله بمصاب أصاب إبنى إلى شريحة من المجتمع أحوج ما تكون إلى المساعدة والعون، ومن هذا البلاء وجدت اللذة الحقيقية فى مساندة هذه الفئه بهذا العمل المتواضع الذى لا أملك حلول سحرية ولا علاج لهذة الأمراض بل أملك الشعور والأحساس بهم وبمصابهم »

ابحث

تسجيل الدخول