كيف تحصل على80 ألف جنية في 8 سنين من الجوجوبا
نبات الجوجوبا هو أكثر نبات “حديث” يمكن لمصر أن تعتمد عليه في إعمار الصحراء بمجتمعات عمرانية زراعية جديدة. فهو نبات قادر على الإستفادة من مياة الصرف الصحي “المعالج” وينمو في ظروف صعبة جدا، ما يجعله ملائم لمناخ مصر وتربتها الشبه قاحلة.
والجوجوبا تتحمل الملوحة بطريقة هائلة “10 ألاف جزيئ في المليون، في حين تموت معظم النبتات عند 4000 جزيئ بحد أقصى” وجذورها تصل إلى 9 أضعاف طولها “حوالي 15 متر”، بل أن أوراق شجيرة الجوجوبا لا تصيبها الآفات لأنها سميكة ولا تحتاج لرعاية كثيفة ، وبجانب ذلك يتميز ورقها بأتجاهه لأعلى وبالتالي يتعرض للشمس بأقل من غيرها من النبتات وهو ما يجعل فاقد المياة قليل للغاية.
لكن ما هو نبات الجوجوبا ؟ هو من النباتات الزيتية وينتج بذور يمكن عصرها بمنتهى السهولة واستخلاص زيتها وهذا الزيت له خواص ربانية هائلة فمكوناته مثل الشمع ويدخل في صناعات دوائية لا حصر لها وكذلك يدخل في مستحضرات التجميل. وأكتشف العالم أهميته لتشابهه مع زيت كبد الحوت وهو الزيت الذي نفذ منذ سبعينات القرن الماضي بعد تحريم صيد الحيتان. وهناك عدة دول تشتهر بزراعة الجوجوبا في أمريكا الجنوبية موطنه الرئيسي. ولذلك أسم النبات الهوهوبا ونطلق عليه نحن الجوجوبا. وأكثر الدول أنتاجا للجوجوبا هي الأرجنتين ويليها في الترتيب أسرائيل، وسط تزايد حجم الطلب العالمي!
أقتصاديات نبات الجوجوبا تجعله جاذب للاستثمار الذي يبحث عن عائد عالي جدا لكن هذا العائد العالي الذي يصل إلى 80 ألف جنية للفدان الواحد نصل إليه بعد 8 سنوات من الزراعة. بيد أن أول طرح للشجيرة بعد 3 سنوات ويكون الإنتاج ضعيف بواقع 150 كج بذور للفدان الواحد. وترتفع هذه الكمية سنويا حتى تصل إلى 800 كيلوجرام بذور للفدان بعد 8 سنوات. وهناك أنواع تصل انتاجيتها الى 1200-1500 كج للفدان كما هو الحال في أسرائيل. ويشكل الزيت نصف وزن البذور ويباع الكيلو بمتوسط 200ج! صحيح ان الإستثمار ينتظر لحين الحصول على البشائر لكن صحيح أيضا ان هناك خطط للتحميل ايضا.
والتحميل هو زراعة ما بين الشجيرات بزراعة أخرى موسمية تعود بعائد أقتصادي موسمي يجعل من مسألة أنتظار طرح الجوجوبا مسألة هينة. الجوجوبا لها اقتصادية في زراعتها تقول أن الفدان يحتوي على 500 شجيرة في المتوسط، تكون المسافة بين الشجيرات “كل شجيرة والأخرى” 4 متر والمسافة بين الخطوط “خط يحتوي على شجيرات” 2 متر. ويجب الحفاظ على نسبة المذكر (10%) والمؤنس (90%) في الزراعة والباقي على الرياح التى تقوم بالتلقيح.
هناك دراسات بحثية على نبات الجوجوبا تجعله من أهم النباتات المستقبلية في المحاصيل الزيتية. الدراسات تقول ان زيت الجوجوبا هو خير بديل لزيت المحركات الحالي المشتق من البترول. والعالم الآن مشغول بمسألة بديل الوقود، لكن القليل جدا من يبحث عن بديل الزيت. ولذلك نبات الجوجوبا الملائم جدا لمناخ مصر مهم للغاية. وراء كل محطة صرف صحي هناك غابة شجرية لا تقل عن 1000 فدان. من الممكن تبني خطة مشتركة بين الشركة القابضة للمياه، وبين المجتمع المدني المهتم بالتنمية وبين وزارة الأسكان اكبر مالك للأراضي خلف محطات الصرف. وتهدف الخطة لتشغيل الشباب، بواقع زراعة 2 فدان لكل شاب. لكن لنتعلم من تجاربنا. الشاب لا يملك الأرض ولا يستأجرها وانما لدى كل مجموعة من الشباب شركة مساهمة تدخل المزاد للحصول على الأرض بنظام حق الإنتفاع طبقا لشروط..
كتابة مقال عن زراعة الجوجوبا الملائمة جدا لمصر ليس للبعد عن المشهد الحالي بتعقيداته ولكنها محاولة للفت الإنتباه لأمور عديدة. منها ان هناك برامج تنموية كثيرة وحديثة ويجب على مرشحي الرئاسة ليس فقط الإلتفات لها ولكن أيضا البحث عنها. أعرف مئات المشروعات المميزة التى لم ترى النور وتستطيع عمل نقلة كبيرة في أقتصاديات مصر. وللأسف أصحابها غير معروفين وصوتهم لا يصل إلى أحد. وهم لا يؤمنوا بتسجيل مشروعاتهم عبر موقع ألكتروني “يجمع” أبحاثهم من أجل عرضها على السادة المسئولين “جربوا الموضوع دا 100 مرة” ولكنهم بحاجة الى “ألية” لتمكينهم من مساعدة بلدهم. هم يبحثون عن من يسمع ويفهم، وعندها سيعرف المسئول انهم يساعدونه وليس العكس.

[email protected]

01118233611- whatsapp

المصدر: elgamelyan
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 169 مشاهدة
نشرت فى 20 مارس 2015 بواسطة SergeyKaldov

SergeyKaldov

SergeyKaldov
كل ما يتعلق بالزراعة - والافكار الزراعية - والابتكارات التنموية - والزراعات الغير تقليدية - والمشروعات التنموية الصغيره »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

28,196