قصيدة الميدان 
*** 
للشاعر عبد الرحمن الأبنودى 
أيادى مصرية سمرا ليها فى التميز 
ممدودة وسط الزئير بتكسر البراويز 
سطوع لصوت الجموع 
شوف مصر تحت الشمس 
آن الأوان ترحلى يادولة العواجيز 
عواجيز شداد مسعورين أكلوا بلادنا أكل 
ويشبهوا بعضهم نهم وخسة وشكل 
طلع الشباب البديع قلبوا الخريطة ربيع 
وحققوا المعجزة صحوا القتيل من القتل 
أقتلنى .. قتلى ما حايعيد دولتك تانى 
بأكتب بدمى حياة تانية لأوطاتى 
دمى ده ولا الربيع..الأتنين بلون أخضر 
وبأبتسم من سعادتى ولا أحزانى 
تحاولوا ما تحاولوا .. ما تشوفوا وطن غيره 
سلبتوا دم الوطن وبشمتوا من خيره 
أحلامنا .. بكرانا.. أصغر ضحكة على شفة 
شفتوش صياد يا خلق بيقتله طيره 
السوس بينخر وسارح تحت إشرافك 
فرحان بهم كنت وشايلهم على كتافك 
وأما أهالينا من زرعوا وبنوا وصنعوا 
كانوا مداس ليك ولولادك وأحلافك 
ويا مصر .. يا مصر قام العليل رجعت له أنفاسه 
وباس جبين الوطن.. مال الوطن باسه 
من قبل موته بيوم صحوه أولاده.. 
من كان سبب علته محبته لناسه 
الثورة فيضان قديم محبوس ما شقوش دول 
الثورة لوجت ما تبانش فى كلام أو قول 
تقلب وتعدل فى سرية .. تفور فى القلب 
وتتغزل فتلة فتلة فى ضمير النول 
ما تخافش على مصر يابا.. مصر محروسة 
حتى من الطغمة دية اللى فينا مدسوسة 
ولو إنت أبوها بصحيح وخايف عليها قوى 
تركتها ليه بدن بتنخره السوسة 
وبيسرقوك يا الوطن قدامنا عينى عينك 
ينده بقوة الوطن ويقول لى قوم فينك؟ 
ضحكت علينا الكتب بعدت بنا عنك 
لولا ولادنا اللى قاموا يسددوا دينك 
لكن خلاص يا وطن صحيت جموع الخلق 
قبضوا على الشمس بإسدسهم وقالوا لأ 
من المستحيل يفرطوا عقد الوطن تانى 
والكدب تانى .. محال يلبس قناع الحق 
بكل حب الحياة خوّض فى دم أخوك 
قول : إنت مين للى باعوا حلمنا وبا عوك 
وأهانوك وذلوك ولعبوا قمار بأحلامك 
نيران هتافك تحرر صحبك الممسوك 
يرجع لها صوتها مصر .. تعود ملامحها 
تاخد مكانها القديم والكون يصالحها 
عشرات سنين تسكونوا بالكدب فى عروقنا 
والدنيا متقدمة .. ومصر مطرحها 
كتبتوا أول سطور فى صفحة الثورة 
وهما علما وخبرا مداورة و مناورة 
وقعتوا فرعوت هرب من قلب تمثاله 
لكن جيوشه ما زالوا يحلموا ببكرة 
صباح حقيقى ودرس جديد قوى فى الرفض 
أتارى للشمس صوت .. وأتارى للأرض نبض 
تانى معاكم .. رجعنا نحب كلمة مصر 
تانى معاكم.. رجعنا نحب ضحكة بعض 
مين كان يقول إبننا يطلع بنا من النفق؟ 
دى صرخة ولا غنا .. ده دم ولا شفق ؟ 
أتاريها حاجة بسيطة الثورة يا إخوانا .. 
مين شافها كده .. مين أول اللى بدأ 
موش دول شبابنا اللى قالوا كرهوا أوطانهم؟ 
ولبسنا توب الحداد وبعدنا قوى عنهم 
هم اللى قامواالنهاردة يشعلوا الثورة 
ويصنفوا الخلق .. مين عانهم ومين خانهم 
يادى الميدان اللى حضن الفكرة وسهرها 
يادى الميدان اللى فتن الخلق وسحرها 
يادى الميدان اللى غاب إسمه كتير عنه 
وصبرها ما بين عباد عاشقة وعباد كارهة 
شباب كأن الميدان أهله وعنوانه 
ولا فى الميدان نس كافيه ولا كابتشينو 
خدوده عرفوا جمال النوم ع الأسفلت 
والموت عارفهم قوى وهم عارفينه 
لا الظلم هين يا ناس ولا الشباب قاصر 
مهما حاصرتوا الميدان عمره ما يتحاصر 
فكرتنى يا الميدان بزمان وسحر زمان 
فكرتنى بأغلى أيام ..فى زمن ناصر 
شايل حياتك على كفك صغير السن 
ليه بعد يوم المعاناة وإنت موش بتأن؟ 
جمل المحامل وإنت غض ..بتعجب 
إمتى عرفت النضال .. إسمح لى .. حاجة تجن 
أتاريك جميل يا وطن .. مازلت وحا تبقى 
زال الضباب وإنفجرت بأعلى صوت ..لأه 
حرضتنا نبتسم ودفعت إنت الحساب .. 
وبنبتسم بس بسمة طالعة بمشقة 
فينك يا صبح الكرامة اللى البشر هانوا 
وأهل مصر الأصيلة إتهانوا وإتخانوا .. 
بنشترى العزة تانى والثمن غالى .. 
فتح الوطن للجميع قلبه وأحضانه 
الثورة فيض الأمل وغنوة الثوار .. 
والليل إذا خانوا لونه يتقلب لنهار 
ضج الضجيج بالندا إصحى يا فجر الناس 
فينك ياصوت الغلابة وضحكت الأنفار 
وإحنا وراهم أساتذة خايبة .. 
تتعلم إزاى نحب الوطن وإمتى نتكلم 
لما طال الصدا قلبنا ويأسنا من فتحه 
قلب القلب الوطن قبلكم كان خاوى ومضلم 
أولنا فى الجولة .. جولة ورا جولة 
ده سوس بينخر يابويا فى جسد دولة 
أيوه صحيح الملك صار كتابة 
إنما أبدا لو غفلت عينا لحظة حايقلبوا العملة 
لكن خوفى مازال جوه الفؤاد يكبش 
خوفى اللى ساكن شقوق القلب ومعشش 
يقولى موش راح يسيبوا ولسه حايقبوا 
حايلاقولهم سكك وبيبان ماتتردش 
وحاسبوا اوي من الديابة اللي في وسطيكم.. 
والا تبقي الخيانة منك وفيكم.. 
الضحك علي البق بس الرك علي النيات.. 
فيهم عدوين اشد من اللي حواليكم 
***