بسم الله الرحمن الرحيم
ثورة الشعب المصري في 25 يناير
بداية أقول و بالله التوفيق :
إذا الشعب يوما أراد الحياة
|
فلا بد أن يستجيب القدر
|
و لا بد للليل أن ينجلي
|
و لا بد للقيد أن ينكسر
|
و مما لا شك فيه أن ثورة الشعوب على الفساد لتغيير الأوضاع المتردية و محاولات الإصلاح التي قامت في صر على يد أبنائها المخلصين الصادقين المؤمنين بحقهم الكريم في حياة كريمة حرة و الثورة التي قام بها الشعب المصري في الخامس و العشرين من يناير سنة 2011 لتستحق أن يكتب عنها كل قلم مخلص و كل عقل يفكر و لو أعطانا الله سحر البيان و طلاقة اللسان لقلت أن هذا الموضوع ( ثورة الخامس و العشرين ) هو موضوع الساعة و هو الأكثر تأثيرا لما له من أبعاد سياسية و اقتصادية و اجتماعية ليس على المستوى المصري فحسب بل على المستوى العربي و العالمي أيضا
و هذه الثورة التي بدأها شباب مصر أولا ثم انضمت إليهم بقية طوائف الشعب جميعها بكل فئاته و طوائفه المسلم منهم و المسيحي لثورة تستحق التقدير و الاحترام , هذه الثورة التي بدأت في ميدان التحرير بالقاهرة , بل في كل محافظات جمهورية مصر العربية طالب فيها المتظاهرون بإسقاط النظام الفاسد و تعديل الدستور و عدم كبت الحريات .
و هذه الثورة العظيمة التي غيرت مجرى تاريخ الذي لم يعد يكتب فقط بمداد الكتاب و لكن بدماء الأحرار و الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل غد أفضل و مستقبل أعظم لكل أبناء مصر الشرفاء .
و لقد تميزت هذه الثورة المباركة بأنها كانت ثورة بيضاء , و كان شعار القائمين بها أنها ثورة سلمية سلمية , و كان المتظاهرون يرددون ( الشعب يريد إسقاط النظام ) و ذلك كله بعد أن بلغ الفساد مداه و انتشر في كل أرجاء مصر في جميع القطاعات السياسية و الصحية و الاجتماعية ................................... الخ
و لما كانت النوايا صادقة و العزم أكيد على التخلص من الفساد و الاستبداد , فما كان من الله إلا أن استجاب لدعوات هؤلاء الشباب وثورتهم المباركة في الانتصار على النظام الفاسد , و تم حل الحكومة و مجلسي الشعب و الشورى و انتهى الأمر بتنحي الرئيس ( حسني مبارك ) عن السلطة و تم تسليم السلطة إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة الباسلة التي وقفت بكل قوة إلى جوار الشعب المصري ( شعب الكنانة العظيم ) و وقف جنود مصر ليحموا الثورة بكل قوة و بسالة حتى يتم تشكيل حكومة جديدة و تعديل الدستور القديم بآخر جديد مستجيبا بذلك لرغبات المصريين في حياة ديمقراطية سليمة قائمة على الحق و العدل و المواطنة , و تم عمل استفتاء شعبي على التعديلات الدستورية , و خرج الشعب ليدلي بصوته في انتخابات حرة قائمة على الشفافية مختارا لما يحب
و هكذا انتصرت إرادة الشعب و يتم تقديم كل المقصرين و الفاسدين من أعضاء النظام السابق و أعوانهم إلى المحاكمة العادلة للقصاص منهم و رد كل ما سلبوه من خيرات الوطن و أمواله .
عاشت مصر ارض الكنانة , و اعش شعبها الحر الكريم الذي كان دائما و مازال يلبي داعي الجهاد في كل وقت و حين , و كما قال الشاعر :
دعت مصر فلبينا كراما
|
و مصر لنا لا فلا ندع الزماما
|
قياما تحت رايتها قياما
|
أمامكم العلا فامضوا أماما
|
هناك المجد يدعوكم فهبوا
|
و ليس يروعكم في الجد خطب
|
لنا ذكر مع الماضي مجيد
|
لنا أمل يجد بنا بعيد
|
كذلك مثلما سدنا نسود
|
و نرفع فوق هام النجم هاما
|
|
ساحة النقاش