عندما ترتفع ستارة الضباب ....
أراه ..يغتسل بطهر الفجر ..
ساقاه ..ورديتان ..
طويلتان ...
تحملان نورسا حرا ..
جناحاه سبائك عطر ..
أرقب خطاه ..
يتعثر منه الرفيف ..
لاينسحب المد ..عند شواطئنا ..
يظل يداعب التربة ..
لا جزر يتبع مدا 
ولامنقارا يداعب سمكة 
تنطلي شفاه الشاطىء ..
بقدميك القرمزيتيْن ..ايها النورس ..
تتعالى قهقهات الريح 
..على مرايا الدمع ...تنعكس البسمات ..
وينساب البرزخ ..يفصل بيْن الصمت والهمسات ..
وعلى الشفاه تقطر الوشوشات ..
وترف كفراشات ..
سندسية الجناح ..في بياض الحلم ..
يتساقط ريش البوح من جناح الغربة ..
رداء فضيا ..
يستر التربة ..
وتلمع عيناه ..قمرا ..على عرش الأبدية ..
وأنتَ ..هناك ..
تقرأ نبوءة مسيلمة الفرعوني ..
وتمزق " سفْر ياشر " 
ورقة ورقة ..
وتفترس مخالبك الصدق ..
وتغتال الحقيقة ..
تجهض الحلم ..تعلقه على أهداب المستحيل ..
تقطع أذرع الحاضر ..
بمقصلة الغدر العليل ....
فلا تتردد ..ادفن ذاتك ..في مقبرة ماضيك ..
ولا تسائلها عن مستقبل ..
رواه المستحيل ..
امسح قطرت الخجل من جبين البحر 
فقيثارة الوجع ..لن تعزف أبدا ..
لن تغني أبدا ..
لن تصدح الأوتار الا..
بلحن جميل ..
سيستحم النورس ..في بركة النور ..والمطر ..
فاطمة سعدالله ـــ تونس ـــ