كلّ ليلة يجلس قبالك يا بحر....يحاكيك ويبثك اسراره
و يرتوي من ليلك و هدوءه و أسحاره...يناجيك بألم و
حرقة وهو يكتب أشعاره غلى ضوء القمر المبتسم
لآماله الغائبة....أراك بعيونه الحزينة تأخذ زرقتك من...
شعاع الأمل الممتّد على أفاق تجمّل مستقبلا قريب
و اللّيل يسدل ستاره ليرحّب بقلوب العاشقين....
تلتقي....تحت ضوء القمر....و تلألئ النجوم للسّهر
و السّمر....عدى الجالس أمامك...وحيدا يبحربفكره
مع موسيقى أمواجك ...ليرمي بأسراره إليك...
فأنت يا بحر تتّسه لكلّ آهات القلوب...و تلملم....
جراحها النّازفة...من ماض مؤلم وحاضر يئّن حنينا
يهمس إليك بعذاباته و أجزانه التّي قهرته....وزادته
قربا منك....وحدك تفهم حيرته و تخفّف عنه حمله..
ذاك ....هو حبيبي...رفقا به يا بحر...أرشد خطواته
إليّ ودلّه على من تتمنّى قربه كما أنت قريب منه
ليتني يا بحر....كنتُ أنت...لما خذلت حبيبي..بأمل
زائف...يقهره...و لا بطعنة غدر تقتله...ليتني أنت...
لآخذ زرقتك منك و أجعلها دما تسري في شرايين ....
حبيبي...لأتدفّق بحريّة في دمه و أمتزج مع روحه...
إلى الأبد....علّه يعود من جديد ومن بعيد...فيبتسم
ابتسامته المشرقة....يفرح بعد أن غادرته الأفراح....
والليالي الملاح...فأنت يا بحر...لا تشتري ...سعادة
المحبّين بالدّنانير...ولا ترمي قلوبهم إلى آلهة الحبّ
قرابين....فأنت تحتويهم وفقط....
ــــــــــــــــــــ بقلمي بنت وادي الرّمـــال ــــــــــــــــــــــــ
خـــــاطـــرة بعنوان (((حــبــيــبــي و البـــحـــر)))