مجلة رابطة عزف الـأقلام العربية

رئيس مجلس الـإدارة/ سيد منيرعطيه

الفصل الثاني

جرائم بﻻ عقاب
الجزء الثامن
تمتد اطماع هالة
تمر الشهور على فاطمة بين حزن وانكسار فاستسلمت ﻷوامر هالة لم تعد تخالف لها طلب ﻷنها تعلم أنها ستنفذه أخير مع ضرب مبرح من هالة وأبيها ورغم كل طاعتها كانت توبخها ﻷقل هفوة وتنعتها دوما بالغبية . 
حين دخلت هالة في شهرها الثامن من حملها قررت أن تجهز غرفة لطفلها فقالت لغزوان : 
_ أريد أن أفرغ غرفة أمك ﻻجعلها غرفة لطفلي
فرد عليها :
_وفاطمة ألم تفكري بها ثم كيف تجعلين إبنك بعيدا عنك وهو صغير يحتاج إليك
قالت وهي تبتسم باستهزاء:
_ هل تظن أني سأرضعه من صدري وأسهر معه وأنا لدي عملي الذي أهملته طيلة شهور الحمل وأريد تعويض مافاتني
قال باستغراب : 
_مابك من الذي سيعتني به ؟
قالت ببرود: 
_فاطمة فهي أكل ونوم بﻻ عمل 
رد باستهجان : 
_إنها طفلة ﻻتفهم شيئا فكيف تأمنين على إبنك معها
قالت : 
_ﻻتقلق ستكون تحت إشرافي ومراقبتي لن أترك أبني لغبية مثلها 
ثم أردفت تقول: 
_ أنت تحيد عن الموضوع الرئيس أريد إفراغ محتويات الغرفة وسيكون فراش حليمة بجانب سرير الطفل ولمﻻبسها مكان في دوﻻب الطفل 
رد عليها بلا مبالاة : 
_افعلي ماشئت 
في اليوم التالي طلبت من فاطمة إفراغ الغرفة من محتوياتها بينما تذهب هي للسوق مع صديقتها كوثر لتجلب تجهيزات غرفة الطفل . 
كان هناك دوﻻب وبعض الحاجيات الكبيرة التي ﻻتستطيع حملها لوحدها فذهبت إلى جارتهم أم أحمد التي طالما ساعدتها عند اللجوء إليها . نادت أم أحمد على أثنين من أوﻻدها وإبنتها زينب وأتت معهم إلى غرفة فاطمة وقبل وصول هالة أكملوا كل شيء وغادروا وجمعت فاطمة مﻻبسها وحاجاتها وصندوق صغيرمقفل قد تركته جدتها لها وأوصتها بالحفاظ عليه. 
رجعت هالة ومعها سرير ودولاب وبعض الفرش وتجهيزات الطفل فقال فاطمة :
_الله ماأجملها من أثاث
ضحكت هالة باستهزاء وقالت: 
_ﻷنه ليس ذوق جدتك القروي 
لم تعر لكﻻمها إهتمام وسألتها :
_ أين أضع مﻻبسي
ردت هالة ببرود:
_ في المخزن هناك سلة بﻻستك كبيرة أأتي بها وضعيها في تلك الزاوية وأجمعي كل قاذوراتك بها 
صمتت فاطمة ولم تجب وأحضرت السلة وبدأت ترتب فيها مﻻبسها وهالة ترتب في الدولاب فلاحظت الصندوق الصغير فأثار فضولها فسألتها :
_ماهذا ؟
ردت وهي تعمل :
_صندوق جدتي
فقالت لها :
_وما يحتوي؟
قالت فاطمة :
_مصوغات أمي وأوراق جدتي
حينها تركت مابيدها وسألتها بدهشة :
_لديك مصوغات ؟لم أرَك ترتديها من قبل
ردت ببراءة:
_جدتي لم ترضَ أن أرتديها حتى أكبر 
فقالت لها : 
_دعيني أراها
ففتحت الصندوق وأخرجت لها ذهب أمها وبدأت تقلب به هالة واﻷفكار تراودها .
حينها قالت :
_إنها قديمة وذهب وقتها مارأيك أن نأخذها للصائغ ونبدلها بمصوغات جديدة تناسبك
ردت فاطمة وهي تلملمها :
_ﻻ ﻻأريد إبدالها هي الشيء الوحيد الذي بقي من ذكرى أمي 
قامت من مجلسها وهي ممتعضة من رفضها وهي تقول:
_قروية
........ .......... 
باعت اﻷثاث القديم للباعة المتجولين ورمت مابقي منها .
لم تفارق مخيلتها مصوغات فاطمة فتحدثت مع غزوان قبل أن ينام فقالت:
_لم تخبرني أن لفاطمة هذه الكمية الكبيرة من الذهب
فاستعدل بجلسته والدهشة تمﻷه وقال :
_وأين وجدتيه 
فردت بغضب :
_هذا كل مايهمك وأنا أحرم نفسي من كل شيء كي أجمع لك النقود لتكون لك سيارة
فقال بحزم : 
_اسمعي هالة لقد أقسمت ﻷمي رحمها الله عندما أعطتني كل مصوغاتها أن ﻻألمس ذهب فاطمة
ضحكت وهي تداعبه وتقول :
_حبيبي لن تلمسهم أنت وبر بقسمك أنا من سآخذهم وأبيعهم
فأراد أن يتكلم فوضعت اصبعها على فمه وهي تقول :
_انتظر حبيبي ﻹكمل ثم قل رأيك
صمت وهو يومئ إليها أن تكمل فقالت:
_أليست لفاطمة طلبات ومصاريف وانت كل راتبك لنفسك إﻻ القليل الذي ﻻيكفي ،أنا سأعطيك المبلغ الذي سنبيع به الذهب ونشتري سيارة مناصفة بيني وبينك وتعمل أنت في السيارة ، تنقل النساء اللواتي يلدن عندي ودون تعب وستربح الكثير واحفظ النقود لفاطمة اشتري لها مصوغات جديدة بدل تلك القديمة
صمت وهو يفكر فعجبته الفكرة ستكون له سيارة يتجول بها كما يشاء ومتى يشاء . ذهب إلى فاطمة وأخذ منها الذهب وهي ﻻتقوى على مخالفته وحقق لهالة ماأرادت
١١/٧/٢٠١٥
بقلمي

Sayedmoner

الشاعر سيد منير عطيه

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 25 مشاهدة
نشرت فى 12 يوليو 2015 بواسطة Sayedmoner

مجلة رابطة عزف الـأقلام العربية

Sayedmoner
التعريف بالمجلة وشروط النشر على صفحاتها ..... (( مجلة رابطة عزف الأقلام العربية )) : مجلة الكترونية تكتب باللغة العربية....متخصصه في الأدب (( شعر عمودي .. شعر عامي.. خاطرة أو ومضة )) كما إنها تولى عنايه كبيره بالحرف العربي لكل مبتدئ . .... مجلة ((رابطة عزف الأقلام العربية )) هدفها »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

86,598