جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
جريمة باسم الحب
الجزء الثالث
اللقاء اﻷول
بعد مغادرة اﻷوﻻد إلى المدرسة انشغلت حليمة بتنظيف المطبخ وأوني الفطور بينما صحا أخوها الصغير ناظم فانشغلت أمها به ..
بعد وقت قصير نادت أم جمال على حليمة :- حليمة قبل انهماكك بتنظيف المنزل اذهبي الى محل أبي أحمد وأتي بالحاجيات التي أخبرتك عنها
ردت حليمة:- حاضر أمي.
أسرعت إلى عباءتها المعلقة خلف باب غرفتها وارتدتها وخرجت ...
فقد كان خروجها لمحل أبو أحمد بمثابة إطﻻق سراح مؤقت من سجن البيت الذي ﻻتفارقه إﻻ نادرا .. ووسط الدروب الترابية الضيقة مشت إلى المحل فاذا بغزوان وثلة من أصدقائه يصادفوها على الطريق فيحاول أحد أصدقاء غزوان اللحاق بها والتغزل في محاسنها ومعه اثنين من اصدقاء غزوان ..بينما يقف غزوان ينظر إليها بصمت فيسرع صديق غزوان لقطع الطريق عليها وكانت حليمة ترتجف خوفا وعيناها الجميلتان تلمعان من الدموع التي تحاول حبسها ..إنتفض غزوان حينها وسحب صديقه الذي يضايقها والتفت إليها
وقال :-المعذرة تفضلي
بعد أن أفسح لها الطريق ..حثت خطاها حينها دون أن تلتفت لهم وهي مذعورة ...بهذا الوقت تشاجر صديق غزوان مع غزوان
وهو يصرخ قائﻻ:-لماذا غزوان لماذا؟
اجاب غزوان بعصبية :-ﻷنكم تافهون ..ﻻأريدكم بعد اليوم أصدقاء
وتركهم ومشى مسرعا يغير طريقه الى درب آخر يجلس وحيدا يستظل بظل شجرة كبيرة وهو ﻻيعرف لماذا أحس بها تعنيه مع أنه أول مرة يقابلها .. جذبه خجلها وخوفها منهم وسيرها المسرع كي تختفي من أمامهم .. أحس بالغضب من أجلها في هذه اﻷثناء كانت قد أسرعت الخطا حليمة نحو محل أبو أحمد كي تتجاوز هذه الثلة .. أكملت شراء الحاجيات على عجل وقررت أن تغير طريقها حتى ﻻتصادفهم ثانية .. فسلكت دربا آخر وإذا بغزوان يراها تمر أمامه .. إحساس غريب راوده حين رآها..بين خجل من نفسه ..ورغبة باﻻعتذار لها مع أنه لم يتعود اﻻعتذار..أفكار راودته في لحظات ..قرر معها أن يقطع الطريق عليها ليعتذر عن تصرف أصدقائه.. وقف فجأة أمامها..شهقت وهي في حالة فزع
قال لها ليطمئنها:- أعتذر لم اقصد إخافتك
ردت بين خجل وخوف:-ماذا تريد
أجابها:- فقط أردت اﻻعتذار عن تصرف الحثالة الذين كنت أرافقهم وأقسم أني لن أرافقهم بعد اليوم على فعلتهم
ردت بعد أن تنفست بارتياح:-أشكرك ﻻنك منعتهم عني واسمح لي اﻵن أكمل طريقي
إنتبه لنفسه إنه يسد الطريق عليها فتنحى جانبا وبابتسامة رقيقة
أجابها :- أعتذر مرة أخرى تفضلي
فحثت الخطا وكأنها تهرب وقلبها بين خوف وابتسامة فرح ﻻتعرف لها معنى وهو مسمر يشيعها بنظراته حتى اختفت من أمامه.. ورجع هو إلى البيت باكرا ليس كعادته ..والفرحة تنطق قصائدا من نظرة عينيه.. أنكرت أمه رؤيته في هذا الوقت المبكر وكل هذه الفرحة تغمره
فسألته قائلة:-خير يارب ..ماأرجعك ووجهك يتهلل فرحا
رد قائﻻ بابتسامة لم تعهدها منه :-ﻻيرضيك أن آتي مبكر وﻻ أن أتاخر ..حيرتيني
إبتسمت بفرح وردت :-الله يهديك ..ماذا أريد أكثر
..................
رجعت حليمة الى البيت مع كيس محمل بالمشتريات ووجهها مضطرب .. تحاول إخفاء إضطرابها بالانهماك في العمل ..خوفا من أن تشعر أمها بها فتعرف ماحدث وتمنعها من الخروج لمحل البقالة مرة أخرى وهي تعتبره متنفسها خارج البيت..هذا كان كل تفكيرها البسيط.... ولم تﻻحظ اﻷم شيئا بانشغالها بالصغير ناظم وبكائه المتواصل..
4/6/2015
ايمان المحمداوي