من اصعب الامور التي تمر على المرء حين تفسر تصرفاته تفسيراً خاطئاًمخالفاً عكس ماكان يقصده تماماً رغم تفسيره وشرحه وايضاحه لكن هيهات ان تقنع الناس بوجهة نظرك وقصدك والاصعب من ذلك حين يكون ذلك التفسير من أقرب الاقربين لك او ممن لهم مكانة كبيرة في قلبك فلربما قلت كلمة بحسن نية وطيب خاطر فسرت بالف معنى وترجمت لمائة ترجمة وطبعاً جميعها سيئة بمعنى الكلمة اي بمبدأ الشر واستبعاد الخير فلربما فسر عبوس المرء على انه تكبر وربما فسر صمت المرء على انه تعالي وتعجرف وربما فسر على انه كراهية وغضب وربما فسرت ضحكتك على انها استهزاء وسخرية وربما وربما وربما ويكون محور حياتنا يعتمد على كلمتين ( ماذا تقصد وماهو قصدك ) والمشكلة الاكبر والاكبر انها تكون من اشخاص احتكاك فيهم يومي وبدون انقطاع فتلك المصيبة الاعظم وهات من يفسر وهات من يشرح وهات من يفهم وهات من يغير تلك التعابير وتلك الاتهامات التي في العيون والشكوك التي في النفوس إنــه شعــور مؤلـم وقمـة الإحساس بالظـلم وخيــبه الأمـــل خاصة لو كـان من الأشخاص المقــربين وربما كلنا تعرض لهـذا الموقــف وتجـرع من كــأسه انه شــعور صعــب للغاية حتى ولــو كنــا نثق ببراءتنا رغم ان مقصــدك هو الخــير ولا شئ غيــره,, ولكن إســـاءة الظن تقــلب أطراف المعادلة..ويبقى العزاء الوحيد والمسكن الفعال هو الشكوى لرب السماوات الرحيم الرحمن بأن ينصفك من هذه الاتهامات الباطلة وهذه الشكوك الزائفة التي اصبحت من المشاكل المستفحلة في عصرنا الحالي والداء العضال للمجتمعات وليس لك الا ان ترفع اكف الضراعة الى مولاك وتقول بملء فيك ( لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين وحسبنا الله ونعم الوكيل ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم ) ولسوف يسعفك بارئك ويظهر حقيقة بواطن نيتك الطيبة ويصفي قلوباً ملئها الشك والريبة ولربما الحقد والغل ولا يسعنا الا ان نقول ( ان بعض الظن اثم ) .
خاطرة :-
ظن العاقل خير من يقين الجاهل .
تأن ولا تعجل بلومك صاحبًا لعل له عذرًا وأنت تلوم
وقفة :-
قال عليه الصلاة والسلام "إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا".
.
.
احسان الصالحي