ما زلت طليق الجناح , عالي الطموح , قادراً على أن أشيّد المباني والصروح , أرى الكون حولي بوضوح , أتنفس الصعداء وأرفع رأسي بشموخ.
ما دمت أرى وأشعر , أخطط وأفكر , أسعى لأنجح , أتأمل وأطمح ,أصارع الصمم بالهمّة , سعياً للوصول الى القمّه ,إن كانوا يخشون عدم سمعي لما يقولونْ , فسأسعى لأمكنهم من فهمي بإشارات إصبعية واخرى وصفية , فأين دورهم من تعلم لغتي ؟ وأين سعيهم ليتمكنّوا من فهمي ؟
كلمات بسيطة على لسان أصمّ , وتساؤلات وَليدةُ تلك الكلمات بحاجة لمن يجيب !
ماذا لوكنّا صماً وهم السامعون ؟ بماذا نشعر ؟ وما نتمنى ؟ وما الذي نحتاجه منهم لنتمكن من التواصل معهم ؟
ثمة وعي يُنشر بين أوساط المجتمع بضرورة تعلم لغة الاشارة للتواصل مع الصمّ سيكون له أثر كبير في المساهمة لدمجهم بالمجتمع , تحقيق ذلك يكون من خلال إشراكهم في الأنشطة التي تقدمها المدارس والمعاهد والمراكز إضافة إلى توظيفهم في أماكن تتطلب تواصلهم مع السامعين , تحقيق ذلك سيسهم في إلزام السامعين على تعلم لغة الاشارة من اجل التعامل مع الصم , كما سيساعد الصم أنفسهم على التواصل مع السامعين , فالصم شريحة من شرائح المجتمع تستحق الاهتمام.
كذلك نرى ضرورة تغيير النظرة الخاطئة والسائدة في المجتمع تجاه الأصم , فالأصم لا يعاني من مشكلة في قدراته العقلية , وهو قادر على أن يعطي ويُنجِز , فالعديد من الصم يوجد لديهم من المهارات والمواهب التي يندر وجودها لدى السامعين ولهم قدرات وطاقات للإبداع , كما توجد لديهم الرغبة في الظهور المتميز في كافة مجالات المجتمع.
عند عمل استطلاع على فصول احدى المدارس الثانوية العادية للبنات عن عدد الطالبات اللاتي يتمتعن بوجود مواهب مميزة لديهن, بلغ اجمالي عدد الطالبات الموهوبات من كل فصل لا يتعدى الأربع طالبات من أصل خمس وأربعون طالبة , في استطلاع آخر التقيت بمجموعة من الفتيات الصم في احدى المراكز التي تجتمع بها الفتيات الصم واللاتي بلغ عددهن خمسة وعشرين فتاة, ما فاجأني ان كل طالبة منه توجد لديها موهبة فريدة من نوعها , وجدت منهن الرسامة المبدعة و الطباخة الماهرة و الكاتبة الجيدة والمصورة المحترفة, والعديد منهن لديه القدرة على استخدام برامج الحاسب الآلي و الابداع في برامج التصميم , البعض منهن تتعدد لديه المهارات لتشمل مواهب عديدة تتقن وتبتكر وتبدع فيها , لو وُجدًت مراكز تتبنى تلك المواهب وتهتم بدعمها لترى النور لكان ذلك كفيلاًُ بالتعريف بالصم وما يحملونه من مواهب وقدرات.
يداً بيد لنشر فكر واعي نحو الأصم وليكتبها كل منّا بالخط العريض (لكُلّ أصم .. أنتم أنا).
سارة محمد البوزيد - الظهران
ساحة النقاش