غُروبُ شَمْسِ الأُمَّة
أسْقَتْني أُمِّي حَليبَ و زُبْدَ الحُرِّيَّة
أوصَتْني أنْ أكونَ سَنَدَ الإنْسانِيَة
عَدُوًّا لِكُلِّ مُنْبَطِحٍ بِيَد رايَةَ البَرِيَّة
خانوا العَهْدَ الكَرامَةَ عِزَّةَ السَّنِيَّة
رِضا بالذُّلّ صَمْتٌ عَنِ الوَحْشِيَّة
يَقْبَلُونَ الخُنُوعَ يَلْحَسونَ الأحْذِيَّة
يُسَبِّحونَ بِحَمْد المُقَدَّسات الغَرْبِيُّة
اِخْتاروا لِصَلَواتِهِم القِبْلاتِ الشَّرْقِيَّة
كَأنَّها مِنْ هَيْئاتِ الإحْسانِ الخَيْرِيَّة
هِيَ كِلابٌ تَنْهَشُ الأجْسامَ البَشَرِيّة
الحُرِّيَّةُ لا تُطْلَبُ تُنْزَعُ بِاليَد الوَطَنِيَّة
الأُمَّةُ الجَدِيرَةُ بالحَياة تُحَقِّقُ الأُمْنِيَّة
يَقْبَعُ الأحْرارُ في الزِّنْزانات الفَرْدِيَّة
تَمَّ تَسْجِيلُهُم عَلى اللَّوائح المَنْسِيَّة
بُعَيدَ نَشْرِهِم دَعَوَةَ الثَّوَرَات الشَّعْبِيَّة
بُلْبُلٌ حَزينٌ على غُصْنٍ يُرَدِّدُ السَّجِيَّة
يَسْتَحِقونَ كُلَّ تَقْدِيرٍ وأصْدَقِ التَّحِيَّة
قَدْ حانَ وَقْتُ لِنَكْتُبَ لِنَتَكَلَّمَ العَرَبِيَّة
دَمٌ حِبْرٌ يَجْرِي في أقْلامِنا الشَّخْصِيَّة
قالَ لِي اللَّيْلُ أُكْتُبْ الأبْياتِ الشِّعْرِيَة
عَنْ شُهَداءِ أحْرارِ الأُمَّة لِلحُرَّة الصَّبِيّة
أمامَ ظُلْمِ أشْباهِ الرِّجالِ الطِّفْلَةُ القَوِيَّة
بِدون خَجَلٍ تُرَدَّدُ البُطولات الوَهْمِيَّة
يَفْتَرِشونَ رِداءَ الجَهْلِ يَلْتَحِفونَ الأُمِّيَّة
العَيْبُ لَيْسَ على رُماةِ الأثافي الثُّلاثِيَّة
مِنَ العَجَم والجهاتِ أصْحابِ الفَرْدِيَّة
على مَنْ في عَتَمَة الظُّلْمِ رَدَّدَ الأُغْنِيَّة
سَمِعْتُ هُتافًا يَشْبَهُ الأصْوات الأدَمِيَّة
برُوحِنا بِدِمائنا نَفْدِي الزَّعامَةَ الأبَدِيَّة
الحَقُّ يُؤْخَذُ قَسْرًا لا بالمُناشَدَة الهَزْلِيَّة
لِكسْرِ الظُّلْمَ يُحْتاجَ إلى النُّفُوس النَّقِيَّة
يَنْجَلي الظَّلامُ تَشْرُقُ الشَّمْسُ الحَقِيقِيَّة
لِنَعودَ إلى صُنْع الحَضارَةَ العِيشَةَ المَدَنِيَّة
فلا تَتْرُكوا الأوْطانَ لُقْمَةً لِلْعُقول الدَّمَوِيَّة
أَشْبالٌ ضِرْغامٌ كالشَّمْسٌ تَحْرُقُ العُبودِيَّة
طنجة 17/07/2022
د. محمد الإدريسي