/كبير الخاسرين/

 

أماه أتذكرين 

كيف تحاشينا 

وجع السنين 

وكم جمعنا الحطب 

لتنورنا في فجر 

كأنه نور الملايين 

وكم ضحكنا في الصباح 

ولهونا في المساء 

أتذكرين كيف شاء

رغيف الخبز فانتشينا 

هل مازلت تذكرين 

صوتي الآتي من تجاعيد القمر 

صورتي التي رسمتها على صدر البشر 

ابتسامتي تلك الليلة السمراء 

وهي تسافر عبر الحفر 

وذاك الفأس والمنجل 

وسنابل قمح حقلنا 

وقصف ذلك المعول 

هل مازال كبيرا كوشم السماء 

أم غدا مستضعفا فكان الباقي الأسهل 

هل مازلت تذكرين 

يوم حرمتني من دميتي 

فبكيت ظنا بأني المظلوم 

لم أكن أدري بأني كالمجهول ؛ للمعلوم 

أماه أتذكرين 

كيف انهال الثرى فوق الثريا 

وكيف دنت السماء من أرضنا 

في لحظة حمراء ؛ رمادية ؛ حمراء 

فالتف الجميع مكبرين 

كنت أظن بأنها لحظة شقراء 

ستمر كغيمة بيضاء 

فقلت لابد أن يدنو المطر 

وتدق أجراس الكنائس والمساجد 

لتعلن لحن البداية والتفاف 

الجفاف العاطفي على حجر يخاف 

وكأني ابتسمت قليلا ؛ أو كثيرا 

كم كنت سخيفا ؛ متمردا 

عندما أردت الارتفاع 

قال أحد الحاضرين بأنها 

نهاية الرحلة ؛ والمرحلة 

يالهذي المدحلة ؛ يالهذي المهزلة 

كنت أظن بأني أحد الرابحين 

لكن هناك قرب تنورنا الأسمر 

عرفت يا أماه ؛ عرفت 

بأني كبير الخاسرين  ... 

أتذكرين  ... 

 

وليد.ع.العايش 

١٢ / ٢ / ٢٠٢٢م

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 46 مشاهدة
نشرت فى 18 فبراير 2022 بواسطة Samarahmed1

عدد زيارات الموقع

30,150