الدكتور احمد على صالح يكتب: البحث العلمي في مصر بين الواقع والخيال

نشرت بواسطة:admin في أعمدة النيل, الرئيسية, نافذتك للعالم 23 يوم مضت 14 تعليقات 87 زيارة

تمتلك مصر الان عدد كبير جدا من العلماء والباحثين والخبراء القادرين علي خدمة المجتمع وتطويع المنجزات العلمية والبحثية لتنمية هذا المجتمع ورفع قدرته العلمية كما انه توجد في مصر العديد من المراكز والمعاهد البحثية والتي تنفق عليها الدولة المبالغ الطائلة فيبلغ عدد المراكز البحثية التابعة لوزارة البحث العلمي أكثر من 14 مركزا وذلك بخلاف 219 مركزا للبحوث والدراسات بالوزارت المختلفة بالدولة وكذلك أكثر من 114 مركزا بحثيا بالجامعات المصرية ويبلغ اجمالي الاستثمارات الموجهة للبحث العلمي في مصر وذلك في مطلع الالفية الحالية أكثر من 2.1 مليار جنية سنويا ولكن أين العائد الملموس في البحث العلمي في مصر.كلنا علي يقين بأن اساس تقدم الشعوب وازدهارها هو اهتمامها بالبحث العلمي ونجد ان خلال فترة الثمانينيات من القرن العشرين أنفقت الولايات المتحدة الامريكية أكثر من 40 بليون دولار علي البحث العلمي في حين كان الانفاق في جميع الدول العربية لا يتعدي 200 مليون دولار فقط. وفي مصر التي تعتبر أكبر دولة عربية بلغ معدل الانفاق علي البحث العلمي عام 1992 (0.37%) من الناتج القومي وقل هذا الانفاق في السنين التالية الي ان بدا في الزيادة مرة أخري في أوائل عام 2000 ولكن اين هو من الدول المتقدمة فنجد أن المانيا علي سبيل المثال وفي نفس الفترة كان معدل الانفاق حوالي 40 مليار دولار ما يعادل (2.3%) من الناتج المحلي ومن خلال هذا الفارق الكبير لا نستغرب حصول الالمان ومع نهاية الحرب العالمية فقط علي 10 جوائز نوبل في الفيزياء من مجموع 45 جائزة و 16 جائزة من اصل 40 في الكيمياء.

وفي الوقت الحاضر بلغت ميزانية الاتحاد الأوروبي للبحث العلمي من 2002م إلى 2006م 17.5 بليون يورو، وهي تمثل 3.9% من الموازنة الإجمالية للاتحاد الأوروبي في العام 2001م. وفي أقل من عقدين من الزمان تضاعف تمويل البرامج المشتركة للبحث العلمي وفي مصادر أخرى بلغت ميزانية الاتحاد الأوربي للبحث العلمي خلال الفترة من 2007 إلى 2014م حوالي 300بليون يورو. أما في معظم الدول العربية لا تظهر أرقامًا وإحصاءات عن الباحثين والبحث العلمي، فإذا ظهر شيء من ذلك فيكون غير مطمئن: الإمارات 0.6%، والكويت 0.2% والاردن 0.3% ومصر 0.2% وجملة الباحثين في الوطن العربي هم أقل من 16 ألف باحث وتكلفة الباحث في السنة لا تتعدي 36 ألف دولار وفي أحصائيات من الجامعة العربية فان كل مليون عربي يقابله 318 باحث في الوقت الذي تصل في أوروبا الي 4500 باحث لكل مليون شخص. ولكن دعونا ننظر الي نتائج البحث العلمي في الدول العربية وخاصة مصر فنجد أن بالرغم من تدني الاستثمارات في مجال البحث العلمي الا ان مصر تمتلك عددا كبيرا جدا من العلماء الذين ابهروا العالم بعلمهم والامثلة علي هذا كثيرة جدا .
ولكن تمكن المشكلة الكبري في مصر هو عدم ربط نتائج البحث العلمي بالمشروعات الخدمية والتطورية في مصر فنجد أن البحث العلمي في أتجاه مختلف تماما عن متطلبات المجتمع المصري.
والحل يكمن في تعاون الوزارات المعنية مثل وزارة البحث العلمي ووزارة التخطيط والاستثمار . فنجد أنه في كل عام هناك العديد من رسايل الدكتوراة والماجستير والابحاث العلمية التي تنشر في مجلات دولية وكل هذة المؤلفات تحتوي علي العديد من الافكار الحديثة في كل المجلات والتي منها وبكل بساطة يمكن ان توجه لخدمة المجتمع فنجد علي سبيل المثال هناك في مجال الزراعة الكتير من الابحاث المهمة والتي من أهم نتائجها النهوض بمستوي الزراعة بمصر ولكن أين نتائج هذة الابحاث من التطبيق علي الواقع . فنجد مكتبات الجمهورية والجامعات مكتظة من هذة الابحاث والرسايل بدون أي جدوي او استفادة
والحل هنا بسيط وهو وجود قاعدة بيانات لهذة المخرجات داخل وزارة البحث العلمي ويكون هناك تعاون بين الوزارة ومختلف الجهات الاخري التي تستطيع الاستفادة من هذة الابحاث وتوجيهها لخدمة المجتمع بمختلف تخصصاته

بقلم الدكتور أحمد علي صالح
مدرس بجامعة كفرالشيخ

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 159 مشاهدة
نشرت فى 8 ديسمبر 2013 بواسطة Saleh2014

عدد زيارات الموقع

3,553