كما ينبغى لكل مدير أن يعلم أنه – مهما كانت خبراته – فلن يستطيع أن يحقق أى انجاز بمفرده – لابد له من أفراد يساعدونه – يكونون له بمثابة أيادى جديدة امتدادا ليديه و عقولا جديدة امتدادا لعقله. ولقد أثبتت العديد من الدراسات أن نسبة لا تقل بحال من الأحوال عن خمسة وثمانون بالمائة من الموظقين المتميزين يعملون باتقان فقط من أجل مدرائهم…كما أثبتت الدراسات أن نسبة لا تقل عن ثمانون بالمائة من الموظفين الفاشلين قد فشلوا بسبب مدرائهم
هذه الدراسات توحى لنا بأهمية دور المدير فى تحويل الموظف من فاشل الى عبقرى متميز – كما تؤكد على حاجة المدير لذلك – لأنه بدون انجازات الموظف المتميز – فلن يكون هناك – أبدا – مديرا متميزا. ولو أراد المدير أن يترقى الى وظائف أعلى فلن يتمكن من ذلك ان كان موظفيه فى مستوى اداء متواضع – ذلك ان المستوى المتواضع لأداء الموظف ينعكس بالسلب على اداء المدير – وسمعته
والسؤال هنا: كيف يتسنى للمدير أن يبنى موظفا متميزا – ينتفع هو – المدير – بتميزه؟
بداية لابد لكل مدير أن يعرف أن هذا موضوع معقد وحيوى ولابد له من دراسة وممارسة وسوف نحاول فى سلسلة مقالات: أسرار مدير – أن نغطى بعضه
لكى تتمكن – كمدير – من تحسين اداء موظفيك – لابد وأن تخاطب فطرتهم…الموظف – أى موظف – له احتياجات لايمكن الاستغناء عنها…أولها الشعور بالاحترام
ولكى يشعر موظفك أنك تحترمه – ويقدر ذلك منك – ويتبعه ولاء لك واخلاص لك واتقان العمل من أجلك…لابد أن تعرف أن مفهوم الاحترام نسبى…ومتغير من شخص لآخر…تبعا لنشأته…وثقافته…وحالته الاجتماعية…وتعليمه…وغيرها من المتغيرات
فالموظف كبير السن قد يفهم الاحترام بأن تناديه بلقبه وليس باسمه المجرد
والموظفة الشابة ذات الخلفية الدينيه قد ترى أن الاحترام أن لاتنظر اليها عند كلامك معها
والموظف ذو التعليم العالى والخبرة قد يرى الاحترام أن لا تخاطبه بصوت عال
وموظف المبيعات قد يرى الاحترام أن تثق فى زياراته للعملاء ولاتتابعه
وهكذا
لذلك – ولكى تتعامل مع موظفيك باحترام – لابد لك – كمدير يعلم أهمية موظفيه – أن يسألهم – وبشكل مباشر عن ما هو مفهوم الاحترام لدى كل منهم…ثم يعاملهم باحترام ” من وجهة نظرهم” لا من وجهة نظره…هذه هى البداية لبناء علاقة جيدة وقوية مع موظفيك…أن تعاملهم باحترام…ولكن ومن وجهة نظرهم
على أمل اللقاء فى مقال جديد من سلسلة: أسرار مدير