ولكى يتمكن المدير – أى مدير – من بناء العقلية الاستراتيجية ولكى يعظم دوره فى مؤسسته لابد وأن يساعد مؤسسته فى أن تحقق ميزة تنافسية فى سوق عملها.
فمدير المبيعات الذى يساعد شركته فى وضع سياسة تسعير تحقق لشركته ميزة تنافسية فى السوق فى مواجة منافسين محتملين أو حاليين مباشرين أو غير مباشرين– هذا المدير لا يمكن التفكير فى الاستغناء عنه
ومدير المخازن الذى يحقق لمؤسسته ميزة تنافسية بتوفير المخزون فى اماكن الاحتياج له بأقل تكلفة فى أقل وقت يقتل كل قدرة للمنافسين على مواكبة سرعة الوصول للعملاء وسرعة انجاز المشروعات – هذا المدير لا يمكن التفكير فى الاستغناء عنه
ومدير الموارد البشرية الذى يستطيع أن يحرك الموارد البشرية المتاحة لتحقيق أعلى عائد على رأس المال البشرى ويعظم انتاجية الفرد باستخدام الموارد البشرية الحالية فى مشروعات جديدة – هذا المدير لا يمكن التفكير فى الاستغناء عنه
ولكى يتمكن المدير من صياغة طريقة عمله ليحقق الميزة التنافسية لمؤسسته – لابد له أن يتعرف وبشكل مستمر على المنافسين الحاليين والمتوقعين – والمنافسين المباشرين وغير المباشرين لمؤسسته. فبدون هذه المعرفة – كيف يتسنى لأى مدير أن يعدل خططة لمواجهة المنافسة؟
وقد يتوهم بعض المديرين أنه لايوجد منافسين لمؤسسته لأى سبب – وهذا خلط كبير – اذ أن المنافسين دائما هناك – مباشرين وغير مباشرين – حتى لو كانت مؤسستك مدعومة بقرارت سيادية أو متفردة فى منتجاتها أو خدمتها فى أماكن جغرافية بعينها
فشركات الخدمات منافس للهيئات الحكومية فى أداء خدمات للمواطنين
وشركات السيارات منافس لشركات الطيران فى توفير خدمات النقل
وشركات البرمجيات المتناهية الصغر منافس لأكبر شركات البرمجيات فى العالم فى بناء البرمجيات عالية الجودة منخفضة السعر
وهكذا – كل ماعليك عمله لاكتشاف المنافسين المباشرين وغير المباشرين – الحاليين والمستقبليين لمؤسستك هو أن تفهم طبيعة صناعتك كما أشرنا فى المقال السابقة وأن تتحرك بنشاط فى كل فاعليات صناعتك – من مؤتمرات وندوات ومعارض ولقاءات وشبكات علاقات - بعين "مكتشف المنافس" – الذى يبحث عن كل المنافسين: من هم – ما حجم أعمالهم – ماهى طبيعة منتجاتهم وخدماتهم – ما هى سياساتهم التسعيرية – ما هى خططهم المستقبليه....وهكذا
ان الادارة العليا التى تسمع منك تعديلا فى طريقة عملك لتحقيق ميزة تنافسية أمام المنافسين – هذه الادارة سوف تنظر اليك نظرة مختلفة – نظرة المدير ذو التفكير الاستراتيجى – الذى بدونه سيكون من الصعب جدا على الشركة الاستمرار...ستكون أنت الرقم الصعب فى مؤسستك
أبدأ الان
