تحت الانشاء

تحت الانشاء

الأن و قد تحققت مكاسب ما كان أحد ليحلم بها - مجرد الحلم - قبل 25 يناير 2011 يجب علينا أن نقف و نتسائل: على ماذا نحن مقبلون؟

 هل نحن مقبلون على دولة العدل و المساواة و العدالة الاجتماعية؟ هل نحن مقبلون على عصر الرخاء الاقتصادى و الحرية؟ هل سيختفى العاطلون عن العمل؟ هل سوف يستطيع الناس الصلاة و الاعتكاف فى المساجد بدون ملاحقات أمنية؟ هل سيستطيع المسيحيين ممارسة شعائر دينهم فى سلام؟ أى نموذج نحن سائرون على هداه؟ نموذج الدولة المدنية التى تفصل الدين عن السياسة؟ أم الدولة العلمانية التى تحتقر الدين و ترفع شعار "أن لا اله" حيث تقوم كلتا الدولتين بوضع دينها الخاص بها تحت مسميات عده...مثل الديموقراطية والدستور؟ على ماذا نحن مقبلون؟

 

لنتفهم على ماذا نحن مقبلون؟...يجب علينا ان نبحث فى فكر الثورة و أهدافها...فلقد أرتفعت الاصوات: الشعب يريد اسقاط النظام...وعندما سؤل الثوار أى نظام تريدون علت الأصوات تصرخ...لا لا...لا للدولة الدينية...صرخت الاصوات...مدنية مدنية مدنية...كانت هذه اشارة واضحة الى فكر من قاموا بالثورة و من ساندهم - على الأقل بالرأى - هو: لنعمل على تنحية الدين مع تنحية النظام...وهذا بالطبع لا يدل على أن النظام السابق كان ينتهج الدين - لاسمح الله - ولكنها كانت فورة...بل ثورة ولدت من أب و أم... 

 

كان الأب لفكر تنحية الدين ماهو الا نتاج ثورة على من أكلوا بدينهم...وعلى من جهلوا دينهم و أساؤا اليه بسؤء عرضه على الناس...ان من ينادى: مدنية...مدنية...مدنية...لم يرى فى الواقع الدولة الاسلامية...لم يرى الحكم الاسلامى...لم يتذوق لذة القرب من الحق - سبحانه و تعالى - بالحياة فى معيته و على هداه...ان من قاموا بالثورة والذين يريدون تحقيق معجزات اقتصادية فى أيام و نزلوا الى التحرير "ليأخذوا حقهم" لم يروا كيف حقق عمر بن عبد العزيز - رضى الله عنه - المعجزة الاقتصادية فى أشهر قليلة...لم يروا كيف فاضت الأموال فى خزائن الدولة حتى بعد أن زوجت الدولة الشباب و أغنت الفقراء والأرامل و ذوى الحاجات ودفعت ديون المدينين...ثم كان أن اطعموا الطيور على الجبال وفى القفار...ثم مازال المال يفيض...هذه المعجزة الاقتصادية التى "لن وأكرر لن" تحققها أية حكومة تأتى "بدين" عفوا "دستور" غير الاسلام...ولكن الاسلام الحق...وليس اسلام الشهادتين فحسب.

 

ان أخوف ما أخاف ان يكتشف الثوار و من ركبوا موجاتهم ان يصيبهم الاحباط و هم يروا أن الحكومة الجديدة التى جاءت عن طريق "الدين الجديد"...عفوا "الدستور الجديد" فشلت أن "تعطيهم حقهم الذى خرجوا للتحرير للحصول عليه...أخاف أن يتحول حال المصريين الى "خرج و لن يعد"...خرج للحصول على حقه...ولكن الحكومة "الديموقراطية" فشلت فى تحقيقه

 

وكانت الأم لفكر وأهداف الثورة هى وسائل الاعلام "الحديثة" و التربية "الحديثة" و التعليم "الحديث" الذى شكل عقول لاترى الا انفصالا تاما بين الدين و الدنيا...وهجوما على كل من يقحم الدين فى السياسة و "أسرار" الحياة

 

أنا أعذر الجميع لأنه لم يرى الاسلام...ولم يحيا حياة الاسلام و لم يرى من الاسلام الا الارهاب و التطرف و التزمت...أنا أعذرهم...لأنهم رأوا عبوس الملتحين و لم يروا تبسم أسعد الخلق - صلى الله عليه و سلم...أنا أعذرهم لأنهم رأوا "عدل" الأمريكان مع شعوبهم و لم يروا مطلق عدل الرسول الكريم - صلى الله عليه و سلم - مع اليهود المحاربين...أنا أعذرهم لأنهم طلبوا الحرية و حلموا بها مع الحلم الامريكى - جيد التسويق - ولم يروا حقيقة حرية التعبير مع النبى الكريم حينما نزل على رأى أصحابه فى "حرب" مصيرية هى موقعة بدر و غير مكان تعسكر الجيش

 

ولكن مع عذرى لهم...أخاف على ما أكتسبناه من ثورة الشعب...أخاف أن يضيع أو لا يتحقق كما نريد...لأن أى "دين" عفوا "دستور" ستقوم به مصر الجديدة سيكون "دين" عفوا "دستور" قاصر...وضعه مخلوق تفكيره محدود بحدود علمه...سيكون ذو ثغرات...نسد بعضها اليوم لنرى غيرها غدا

 

أنا لا أدعوا الى تولية الاخوان المسلمين و لا مساندة دعوات ايران ولا حزب الله...أنا أدعوا الجميع للركون الى دين الاسلام...دستورا و حياة...معاملات و عبادات...أدعوا الى حياة يأمن فيها المسيحى قبل المسلم على حياته و ماله و عرضه...أدعوا الى حياة من تصميم من خلق الانسان و خلق له كل شيىء...ولنسميها ماشئتم...لنسميها دولة تحيا كما أرادا الله لها الحياة

 

صلاح الكاشف

http://www.youtube.com/user/salaheldinelkashef

 

المصدر: مقالات الاستاذ صلاح الكاشف عن تصوره لمستقبل مصر بعد ثورة 25 يناير 2011
SalahElKashef

تحت الانشاء

  • Currently 80/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
26 تصويتات / 534 مشاهدة
نشرت فى 16 فبراير 2011 بواسطة SalahElKashef