غاية ما نصبو إليه جميعًا هو أن نصل بحالتنا النفسية إلى مرحلة السلام الداخلي أي الوصول إليى حالة من الانسجام والتوافق وتغيير النظرة إلى الأشياء والأشخاص والحوادث ولكن كيف السبيل إلى ذلك؟؟؟؟؟
قبل معرفة الحل تعالوا بنا لكلمة مشاكل العصر، إننا نقابل ونتعرض كل يوم لمشاكل ولكن هل مشاكل العصر تقف فقط عند عصرنا هذا أم هي دائمة التواجد ولا تقف عند عصر معين؟ ......هي دائمًا موجودة في كل وقت وفي كل آوان ....بل حتى ونحن في عصر التوتر والإحباط والكآبة والقلق، هناك أناساً يعيشون الطمأنينة النفسية والسلام الداخلي، لأنّهم تشرّبوا الخير فصار سجيّة لهم، بالرغم من ضحالة الواقع على الاستقامة، فهم في الناس ومع الناس، ولكنّهم ليسوا ممن ينساقوا مع التيار..... في فترة من الزمن قد يسود الخير والصلاح فيغلب على أهله في تلك الفترة، وقد يسودُ الفسادُ فيهيمنُ على أهله أيضًا خلال تلك الفترة، ولكن ليس معنى ذلك أن ينعدم الفاسدين والمصلحين في الحالتين ولذلك وصانا الإسلام ألا نكون إمعة، إن أحسن الناس أحسنوا، وإن أساء الناس أساءوا، وإنما يوطِّنوا أنفسهم إن أساء الناس أن يحسنوا.
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) (المائدة/ 105).
ولقد أساء بعض الناس فهم الآية علي أنها تعطيل للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في حين أنها تنهى عن الاستسلام للحالة اليائسة التي يبرِّر الإنسان فيها لنفسه ارتكاب المعاصي على أنها حالة عامة شائعة، وكأنه يتساءل: الكل يفعل ذلك، فهل أنا الصالح الوحيد فيهم؟ أو كل تخلى عن مسئوليته، فلم أكون المسئول الوحيد، وهكذا.
كن مثل الشمعة التي تشق ظلام غرفة تحيل جوَّ الغرفة من مستوى الطاقة المنخفضة إلى مستوى الطاقة المرتفعة.... كن بصيص الأمل ..... قوِّي جهاز المناعة في داخلك، يقول أحد أطباء الصحة النفسية مشخصًا ما نعاني: "لقد أصبح المرض عنصرًاً وجزءًا لا يتجزأ من حياتنا عندما انفصلنا عن (الصحة المثالية)، التي نتمتع بها منذ لحظة ميلادنا". ويعني بالصحة المثالية، هي ارتباطنا المطلق الله تبارك وتعالى.
كن على يقين أنّ كل العقاقير المهدِّئة، ومضادّات الكآبة ، لن تفعل فعل ارتباطنا  بالله تبارك وتعالي) في تجلِّيات الحب والمعرفة والثقة والاطمئنان والعافية، كما أنّنا على ثقة من أن المرض النفسي لا يعالَج بدواء مادّي، بل علاجه بشيء معنوي، أو روحي، وقد تبدو وصفة: استعدِ الثقة بالله وزِد حسن ظنك به، وسوف تشفى من الكثير من اضطرابك وقلقك النفسي، مستهلكة أو نافدة المفعول، لأنّها – بحسب ظن البعض الذي لم يعرف قيمتها حقًا – ربما تنفع غيرنا، أما نحن فبحاجة إلى عقار آخر.
إنّ هؤلاء ينسون أن الشفاء كان باستعادة الارتباط مع مَن بيده الأمر كله،  (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد/ 28)، كانت قبل أن يكتشف الطب المهدئات والمسكنات، بل هي صالحة للاستعمال في كل وقت.
لنعد إلى السؤال  وهو: كيف أعيشُ حياةً هادئةً خاليةً من الضغوطِ؟ كيف أصل إلى السلام الداخليّ؟
1-تخلص من الحاجة إلى أن تكون الأفضل:
إن الكثير مما يسبب الحقد والغيرة والحسد والانتقام وانعدام الثقة هو إشعارك الآخرين بالتعالي عليهم، وأنهم دونك.. وإنك الوحيد الذي تستحق فرصة الحياة، وأن (الملعب) لا يسعكما معًا!
إنّ مقولة: "سيد القوم خادمهم"، لو روعيت حق مراعاتها، لارتفعت نسبة المخلصين والمدافعين عن مبادئهم،  فالفضل أو الفضيلة حتى يكونا منبعًا للصحة النفسية .
2-اعترف بخطأك :
ماذا تريد أن تكون (محقًا) أم (سعيدًا)؟
جوابك بأنّك تريد أن تكون سعيدًاً هو الذي ينفعك في تحسين صحّتك النفسية، ولا ننفي هنا أن الحق سعادة بذاته، – إن كان الحق واحدا لا يتعدد – فقد ندخل في جدال وخصام يثير النعرات أكثر ما يؤلف القلوب، فحينما يتحول الجدال لمن هو صاحب الحق ومن الحق عليه إلى صراع تسيل فيه الدماء وليس فيه رابح، هنا يكون الحل بالاعتراف بالخطأ....والاعتراف بالخطأ فضيلة.
3- تخلص من الرغبة في الفوز باستمرار!
هذا طلب مثير للدهشة بالتأكيد ! فإنّ الرغبة في الفوز قد تصل في كثيرٍ من الأحيان إلى تحطيم الخصم، وقد تصل إلى أتباع الطرق غير المشروعة لنيل شرف السبق، وكل ذلك ليس من السلام الداخلي في شيئ ، إنّه حرقٌ للأعصاب ونسفٌ للراحة والاستقرار.
لا يجب أن أفكر بطريقة التنافس الذي تُسقط معه كل القيم والاعتبارات، وتصيبني بأمراض نفسية .... بل لابدّ لي أن أردد في داخلي وأزرع في عقلي أن:
أ‌.فوزي الأوّل هو على نفسي، على نقاط ضعفي، عيوبي، ذنوبي
ب‌.أنّ الخسارة تنطوي على ربح أيضاً، لأنّها تُعلِّمك درساً لا يُنسى
ت‌. جميل أن أشترك بالفوز مع آخر
ث‌. فوز الذين أحبهم فوز لي أيضاً
4-توقف عن الإحساس الدائم بالاستياء:
كيف يتسنّى ذلك؟ وهل هذا ممكن؟
انتبه، فقد يكون الإاستياء شكوى من الله تعالى والله يُشتكى إليه ولا يُشتكى منه:كان الرسول (ص)  يشكر الله على النعمة، وفي حال البلاء يقول: الحمد لله على كل حال)، وهذه إحدى طرق علاج الاستياء.
من أساليب العملية الرائعة أن تضع الصغيرة في إطارها فلا يكبِّرها بانفعالاتك، فردِّد كلمات من قبيل: (بسيطة)، (هيِّنة)، (عابرة).. وقد لا تكون صغيرة فعلاًً، ولكنك بهذه الطريقة لا تترك للمشكلة أن تكون ضاغطاً نفسياً يشلِّ حركتك وتفكيرك، ولا أنت بذلك تخدع نفسك بتصغير الكبائر والعظائم من الأمور، ولكنّك توحي إلى نفسك بأنّك قادر على حلها، أي أنّها هيِّنة على الحلِّ.
5- دور الصلاة في السلام الروحي والداخلي:
أنها تمزيق لشرنقة المادّة للتحليق في سماوات الروح.. فركعتان تصلِّيهما بعيدًا عن التفكر في الدنيا، كافيتان بأن تحدثا انقلابًا نفسيًا هائلاً من جنبات روحك وشفاء نفسك.. جرب ولا تيأس.. وحين تتمكن من أداء هاتين الركعتين، ستجد أنك في عالم آخر، أنك مخلوق آخر.. وما يقال عن الصلاة يقال عن سائر العبادات.
تأمل عينات من النور المبين:(وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا) (البقرة/ 103)، (لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ) (الأعراف/ 96).
(وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) (الأنبياء/ 88)!!. وعد صادق غير مكذوب.. ومن أصدق من الله قيلا؟!
6- تخلّص من الشكوك لأنّها خائنة:
يقو (شكسبير): "إن شكوكنا خائنة، لأنها هي التي تجعلنا نفتقد كل الخير الذي يمكن أن يعود علينا بإحجامنا عن المحاولة"!
إننا عندما نظن ببعض الناس السوء نأثم، وننسى أن ظننا بأنفسنا سوءًاً، بأن نظلمها حين لا نضعها في الموقع اللائق بها إثم أيضًا، ولذلك قيل: "رحم الله امرءًا عرف قدر نفسه".
إن الشكوك التي تقف في طريق إصلاحك لمشكلة، أو علاجك لأزمة، أو تنفيذك لمشروع، في أنه أكبر من طاقتك، وإن غيرك حاول وفشل، وإنّ الإمكانات ضئيلة، وإنّ النتائج قد تكون مخيبة.. همسات شيطان يعرف أنك لو مضيت لتحولت أحلامك إلى وقائع، ولذلك كلما كنت أصماً لا تلقي أذنك للشيطان وشكوكه.. كان توفيقك أكبر.
7-ارتقي إلى مستوى الطاقات العليا:
لتواصل مع الطاقات المرتفعة وابتعد عن الطاقات المثبِّطة المهبِّطة، ارفع مستوى شحن بطاريّتك، فلن يستطيع أحد النيل منك أو إحباطك إن كان مستوى طاقتك مرتفعاً، ولا تقابل الإساءة بالإساءة, فذلك مجال من مجالات الطاقة المنخفضة، فإذا تصرّف شخص معك بشكلٍ عدائي وتجاوبت معه بالمثل، فهذا يعني أنك تشاركه نفس مجال الطاقة المنخفضة، الأمر الذي يعني أن مقابلة الإساءة بالإحسان (وهو مبدأ أخلاقي) يؤدي إلى ارتفاعك بالطاقة، وبهذا يمكننا أن نفسر على ضوء نظرية الطاقة المرتفعة والأخرى المنخفضة معنى الحديث الشريف: "اليدُ العُليا خير من اليد السفلى"، بأن اليد العُليا (المعطاءة) تمثل الطاقة المرتفعة، واليد السفلى (الآخذة) تمثل الطاقة المنخفضة، بل وكل الأحاديث الشريفة التي تستخدم صيغة التفضيل الذي يؤشِّر دائماً باتجاه الطاقة المرتفعة، فتعامل من الآن فصاعدًاً بمبدأ (أفضلكم) (أحسنكم) (أكرمكم) (أقربكم)، على أنّه مجال للطاقة المرتفعة التي تحتاج أن تشحن بها بطاريّتك باستمرار.- إنّ مجرد تعاملك بطيبة مع نفسك ومع كل ما هو حي هو أكبر طاقة قادرة شحن بطاريتك .
عزيزي عزيزتي حاول أن تصل بنفسك إلى حالة السلام الداخلي ..... حاول مرارًا وتكرارًا.....
إنّ في حياة الأطفال دروسًاً في الصحة النفسية جدير بالكبار أن يتلوها في مدرستهم العفوية!

  • Currently 3/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 217 مشاهدة

المدربة / سحــرالهــــــاشمي

SaharAlhashemy
مدرب دولي معتمد تنمية ذاتية وبشرية مرشد تربوي وأسري ممارس معتمد للعلاج بالطاقة الحيوية برانيك هيليج * الفلبين والريفلكسولوجي دبلومة بيوجيومتري _ علم التشكيل الهندسي المستوي الاساسي والمتقدم اخصائي تشخيص وعلاج صعوبات تعلم _ جامعة عين شمس أخصائي تنمية مهارات -مونتيسوري أخصائي سيكوموتور و علاج وظيفي وبرين جيم من »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,017