لستائر من إكسسوارات المنزل الضرورية، ولها دور جمالي فعال يترك وقعه، ليس فقط على الحائط، بل على مجمل ديكور الغرفة ومظهرها العام، وعلى كل من يدخل بيتًا أتقن أصحابه اختيار الستائر.. كما أن لها جوانب عملية كثيرة فهي تعد:
1 – عنصرًا مهمًا للتقليل من حرارة وأشعة الشمس في ساعات ذروتها، لا سيما في فصل الصيف.
2 - عنصرًا مهمًا للستائر، فبعض أنواع زجاج النوافذ يمكن من كشف محتويات البيت، لذا يتوجب علينا إيجاد وسيلة للتغطية، لا سيما في ساعات الليل.
3 - عنصرها الجمالي المهم، والذي لا يخفى عليكِ في تحريك جمود الجدران بستائر تبدو وكأنها قصائد ملونة، ولأنها تحتل هذه المكانة المهمة يجب علينا التفكير ملياً قبل الإقدام على تفصيل تلك الستائر لكي لا نترك مجالاً للتردد أو نسيء الاختيار.
خرجت الستائر عن وظيفتها التقليدية وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من ديكور المنزل قد تضفي عليه جمالاً وترفًا أو العكس، وهذا الأمر لا يتعلق بالشكل أو بالتصميم فحسب، فاختيار نوع القماش من العناصر الأساسية لإبراز الشكل الجمالي للستائر، فالنوعية الجيدة منه تعكس الفخامة، بينما تعطي النوعية العادية أو الرخيصة إخلالاً بالمظهر العام.. كما ان الغرف التي ستستعمل فيها الستائر تحدد نوعية التصميم وما شابهه من عناصر، فلكل غرفة خصوصيتها، وهذا يعني أن لكل غرفة ستائرها.
الغرف وأنواع الستائر
يتم اختيار الستائر حسب المكان وألوان الجدران التي يجب أن تكون منسجمة مع لون الأرضية وطبيعة الغرفة، فغرف النوم مثلاً من الأماكن التي يجب أن تعكس فيها الستائر حميمية المكان، وإن كانت هناك حرية أكبر في اختيار أقمشتها على شرط التركيز على أن تحجب الضوء جيدًا، كما أنها تحتاج إلى لمسات أنثوية خاصة، وألوان دافئة، ويفضل أن يكون مفرش السرير والستائر من قماش واحد أو ملونًا، وتصميم مقارب، لتعطي غرفة النوم طابع الأناقة والترتيب.. وتختلف الستائر في غرف النوم بحسب وظيفة الغرفة، ففي غرفة النوم الرئيسة يجب أن تكون من العناصر الأساسية وليست من المكملات، وتفضل أن تكون من طبقات عدة، على أن تكون الطبقة القريبة من الزجاج داكنة تمنع مرور أشعة الشمس، أما في غرف الأطفال، حيث تكون أكثر عرضة للاتساخ، فيجب أن تكون الستائر مبطنة أو مجهزة بمادة عازلة ليسهل تنظيفها وإزالة البقع عنها، كذلك الأمر بالنسبة للأبواب المؤدية إلى الحدائق أو الممرات، كما يجب التمييز بين الغرف المخصصة للذكور وتلك المخصصة للإناث من حيث التصميم واللون والقماش، ويراعى ألا يكون القماش قابلاً للتجعد، وأن يكون منسدلاً وثابت اللون، وعادة لا يفضل لغرف الأبناء الطبقات المتعددة في الستائر، ويُكتفى بطبقة من الشيفون أو الأورغانزا قرب النافذة تعلوها طبقة أخرى فقط، حتى تسمح لأشعة الشمس باختراق الغرفة.. المهم أن تكون متقاربة مع ألوان الأثاث ولون غطاء السرير حتى يحدث التجانس والتوافق في ألوان الغرفة بشكل عام.. أما الستائر في المدخل فيجب أن تكون أكثر جمالاً من وظيفتها المعتادة، فنحرص على تزويدها بعمود من الخشب المزخرف، ونحرص على إكسسواراتها ومكملاتها أكثر من الحرص على فائدتها النفعية، فهدفها تجميل المدخل فقط، ويمكن في حالة ربط المدخل بغرفة الاستقبال أن تكون الستارة مرتبطة كذلك بالموديل في غرفة الاستقبال.. ستائر الطعام غالبًا ما يكون تصميمها أكثر تعقيدًا، وهي ستائر بعدة طبقات، كما أن استخدام الإكسسوارات الخاصة بالستائر ضروري، خاصة إذا كان طابع الغرفة يميل إلى الكلاسيكية، وهنا يجب أن نميز نوافذنا بتصميمات فريدة ومميزة، لا أن نثقل كاهلها بكميات مهولة من القماش، خاصة إذا كان حجم الغرفة صغيرًا وبها أكثر من شباك، ونجعل شكل الغرفة غير مريح ومتعباً للنظر.
لم يعد المطبخ مكاناً مخصصاً للطبخ فحسب، بل تعدى هذه الوظيفة بكثير، لذا يراعى عند تصميم ستائره اختيار أقمشة قابلة للغسل وسهلة التنظيف ومشرقة الألوان وخفيفة الوزن، حيث إنها أكثر أثاث المطبخ تأثراً ببخار الطهي ورائحته، وليس ضروريًا أن تكون مبطنة، لأن وظيفتها هنا تكون للزينة في المقام الأول.. أما في غرفة الاستقبال والقاعات والمكاتب فيفضل اختيار الأقمشة الفخمة، لأنها لا تخضع لمعايير الموضة وتغيراتها الموسمية، ويشمل هذا الأمر الإكسسوارات التي تكملها من أعمدة وحبال، كي تجذب النظر وتزيد من فخامة المكان، وكلما زادت طبقاتها زادت فخامتها، واختيار ستائر غرفة المعيشة يجب أن يرتكز على عاملي العملية والجاذبية. وهنا تجدر الإشارة إلى أن المرأة يجب أن تكون حيادية في انتقاء نقوش الستائر، وألا تبني اختيارها على لون معين تحبه، حتى لا تفاجأ بنتيجة غير مرضية، فالستائر التي تصـلح لغرفة النوم ليست تلك التي تصـلح لغرفة المكتب أو غرف الأطفال أو غرف الطعام، فالطراز الرومانسي مناسب لغرف النوم، ولكنه لا يصلح لغرف الطعام، والقماش الذي يحمل رسومًا زاهية للفواكه مثلاً يصـلح للمطبخ في حين نختار الأقمشة ذات الألوان البسيطة والناعمة لغرف الأطفال، وتكون في الغالب لصور ألعابهم أو أشكال حيوانات ورسوم متحركة، وإذا كانت الغرفة تحمل صفة طراز عصـر معين فلابد من الالتزام بتصاميم هذا العصر في نقوش القماش الخاص بالستائر. ومن الجدير بالذكر أيضًا أن الغرف التي تقل فيها الإضاءة الطبيعية يمكن وضع إضاءة مخفية في زوايا الستائر لها، وأن تكون الأقمشة خفيفة، وأن يتم اختيار ألوان حارة وزاهية كالأصفر والبرتقالي والزهري، وأن تكون الأقمشة رقيقة ونتفادى الألوان الباردة كالأخضر والأزرق والفيروزي.. أما الغرف المواجهة للشمس فلابد فيها من اختيار الستائر التي تقلل من تسرب الأشعة باستعمال الأقمشة التي تحجب وهج الشمس، وأن يكون اختيار الألوان من بين الأخضر والأزرق والأبيض والفيروزي بعكس الغرف غير المعرضة للشمس، وعندما تكون النوافذ واسعة تغطي قسمًا كبيرًا من مساحة الحائط، ويجب استعمال الأقمشة سهلة التنظيف والسميكة أو المبطنة لتكون حاجزًا للضوء نهارًا وساتراً له ليلاً للحفاظ على خصوصية المكان، مع ضرورة اختيار الأقمشة التي يسهل تنظيفها، مع اختيار الألوان والنقوش التي تسمح بفرد مساحة كبيرة وبسيطة في الوقت نفسه، والتأكد من أن القضبان التي تحمل الستائر قادرة على حملها.. يمكن أن تستخدم الستائر كفاصل وحاجب للرؤيا في بعض الحجرات، كفصلها لغرفة معيشة، بحيث تحدد الحركة بين الأنشطة المختلفة المقامة بهذه الغرفة، مثلاً فصل مكان تناول الطعام ومكان الاستذكار ومكان ممارسة الهوايات عن مكان مشاهدة التلفاز، كما يمكن دمج فراغين في آن واحد، وفصلهما عند الحاجة بالستائر الفاصلة، كدمج فراغ استقبال النساء والمداخل، أو فراغ استقبال النساء والمعيشة، أو غير ذلك من وحدات السكن عن طريق الستائر الفاصلة.
ومن الأمور التي يجب مراعاتها عند اختيار الستائر:
1 - اختيار الستائر يأتي بعد اختيار الأثاث وفرش المنزل، وعلى أساسه يتم تحديد الستائر المناسبة.
2 - دراسة المكان الذي ستعلق فيه الستارة، فستائر غرف النوم تختلف عن ستائر الصالات والمجالس.
3 - التنسيق الجيد بين مساحة الحائط الخاص بالستارة ومساحة الستارة نفسها، حيث إن الجدران ذات المساحة الصغيرة تناسبها ستائر ذات امتداد ضيق، والعكس صحيح.
4 - التركيز على موديل الستارة ومجاراة التصاميم الدارجة في هذه الفترة.
* أنواع الستائر
فخامة أنواع الستائر وجمالها من الوسائل المهمة التي تجعل المنزل مفعمًا بالحيوية والمرح، بما تضفيه على الوسط المحيط بها من دلالات ورموز جمالية، فهي تشكل عنصرًا أساسيًا من عناصر البناء الداخلي للمنزل، وتأخذ مكان الصدارة في واجهة المنزل. وتتعدد خامات أقمشة الستائر، منها الأقمشة الرسمية الفخمة كالمخمل والقطيفة، ومنها الأنيقة كأقمشة الشانيل، ومنها البسيطة كالأقمشة القطنية، ومنها الناعمة كتشكيلات الشيفون.. وفي الآونة الأخيرة برز نوع آخر من أقمشة الستائر (الشيفون المشجر)، وهذا النوع من الأقمشة يتسم بلمسة خاصة تحمل في طياتها الكثير من النعومة والرومانسية والتجديد.. ويتناسب هذا النوع من أقمشة الستائر مع غرف النوم حيث الهدوء والأجواء الخاصة التي تميزها عن بقية غرف المنزل.. ولكن قبل الإقدام على اختيار هذا القماش يجب مراعاة نقطة في غاية الأهمية، وهي أن هذا النوع من الأقمشة شفاف بطبعه، أي يكشف محتويات الغرفة ومن فيها، لذا يتوجب وضع طبقة عازلة عن الضوء الخارجي، وتستر محتويات الغرفة، هذا العازل يوجد في محلات بيع أقمشة الستائر، وهو عبارة عن قماش سميك بألوان متعددة يعتم أجواء الغرفة عن الناظر لها من الخارج، ولا يؤثر على جمال الستارة، ويمكنك البحث عن أحدث الابتكارات في عالم الأقمشة في محلاتها المتخصصة.
مشكلات وحلول مع الستائر والنوافذ
مهما تغير شكل النافذة فالأفضل ألا نحاول إخفاءها بل إظهارها بأي طريقة، لأن محاولة التغطية ستزيد من سوء الوضع، وهذا الشكل ربما يحسب كنقطة لصالح الشكل العام، وهو ما سيميز بالتالي شخصية الغرفة.
- نوافذ بشكل أقواس: من غير المنطقي أن نخفي جمال الأقواس وراء القماش، فهذا الشكل يضيف الأناقة والرونق للمكان، لذلك فإنه من المستحسن إظهار الأقواس والتأكيد عليها بتصميم الستائر على شكل النوافذ.
- نوافذ صغيرة ومتجاورة: يمكن عمل ستائر فريدة لكل نافذة، ثم تجمع كل واحدة على طرف النافذة لتشكل في النهاية توازناً جميلاً ومريحاً للناظر، أو يتم عمل ستارة واحدة ممتدة فوق جميع النوافذ لتجمعها كقطعة واحدة.
ساحة النقاش