<!--<!--<!--<!--

تنتج أوغندا حوالي 15 000 طن من تربية الأحياء المائية، بما في ذلك إنتاج المزارعين الصغار، والاستزراع التجاري وتخزين (دعم) الخزانات المائية العامة والبحيرات الصغيرة بالأسماك. ويقدر عدد الأحواض الموجودة بالدولة حوالي 20 000 حوض يبلغ متوسط مساحة كل منها حوالي 500م 2 . ويتراوح الإنتاج بين 1 500كجم/ هكتار/سنة في حالة الاستزراع السمكي العائلي إلى 15 000كجم/هكتار/سنة في حالة الاستزراع التجاري.

ونتيجة لتحسين أسعار الأسماك في السوق وتدخل الحكومة بهدف زيادة الإنتاج وكذلك ثبات إنتاج المصايد الطبيعية، فقد بدأت تربية الأحياء المائية تجذب المستثمرين من المزارعين المقاولين، خاصة مع زيادة الطلب الحالي على الأسماك. كما أن التوسع الحديث في تربية الأحياء المائية قد أدى إلى تحويل 20-30% من أحواض المزارعين الصغار من الإنتاج العائلي إلى وحدات إنتاجية صغيرة ومربحة، وذلك من خلال تطوير سبل الإدارة ومقياس الإنتاج. وتشير التقديرات إلى وجود 2 000 مزارع يملكون 5 000 حوضا، يبلغ متوسط مساحة كل منها 1 500 م 2 .

ويبحث الذين دخلوا هذا المجال حديثا، ومعظمهم من الطبقات الوسطى والعاملة، مع عدد قليل من رجال الأعمال، عن أسواق محددة ومستقرة. وقد تبنى هؤلاء نظما متطورة للإنتاج تشمل الاستعانة بالخبرة الفنية من أجل تخطيط وإدارة أفضل. وتتراوح مساحة الحوض بين 5 000- 50 000م2 ، ويصل عددها إلى 500 حوض، 20-30% منها تعمل بفعالية. وتضم هذه الطائفة مديري المفرخات التجارية وعددا من مربى الأسماك للتسمين الذين يصدرون إنتاجهم بالفعل إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، كينيا ورواندا. أما تربية الأحياء المائية على النطاق الصناعي المكثف، فلم تزل في بداياتها،معتمدة أساسا على الاستثمار الخارجي المباشر، أو المشروعات المشتركة بين الشركات المحلية والأجنبية. ومعظم المزارع/الشركات من هذا المستوى ما زالت في مراحل انشاء البنى التحتية أو في المراحل الأولية من عملية الإنتاج. وغالبية هذه الشركات تهدف إلى تصدير إنتاجها للأسواق الإقليمية، كما أنها تخطط لدخول الأسواق العالمية، وذلك من خلال تفعيل القدرة المعطلة المخصصة لمعالجة وتجهيز الأسماك بالدولة.

لمحة تاريخية

تدل المعلومات المسجلة على أن تربية الأحياء المائية قد بدأت في أوغندا في عام 1941، بعد إدخال أسماك الكارب (المبروك-الشبوط) إلى البلاد. وقد اقترحت تربية الأسماك بواسطة الإدارات الاستعمارية، وكذلك محطة كاجانسي Kajjansi لتجارب الأسماك، التي تأسست عام1947. ولكن إدخال الكارب إلى أوغندا خلق حالة من الجدل والتعارض بسبب الخلاف بين العلماء بشأن احتمال التأثير السلبي الذي قد يسببه الكارب الشائع على البيئة المائية المحلية في حالة هروبه من الأسر في الأحواض إلى البيئة الطبيعية. وبسبب هذا الجدل فقد تم اتخذ قرار بإحلال البلطي محل الكارب لأغراض التخزين في المسطحات المائية.
وقد أدى البرنامج الإرشادي النشيط إلى إنشاء 1 500 حوض حتى عام 1956، تركز معظمها في المنطقة الوسطى (بوجاندا Buganda ) وكذلك في أقصى الجنوب الغربي من البلاد ( كيجيزى Kigezi ). وخلال عامي 1959-1960 تم- بدعم من الفاو-تقييم مقارن للكارب والبلطي، أدى إلى إجازة استخدام الكارب، مما أدى بدوره إلى مزيد من التوسع في تربية الأحياء المائية في أوغندا. كما حدث مزيد من التنمية لهذا القطاع في إطار التنمية الريفية. فمع حلول عام 1968 سجل قسم المصايد وجود حوالي 11 000 حوض، ينتج معظمها الأسماك للاستهلاك العائلي. وقد كان مزارعوا الاستزراع العائلي يحصلون على الزريعة من بعضهم البعض و/أو من المفرخات الحكومية التي أعاقت التوسع في قطاع تربية الأحياء المائية. كما أن تغير السياسات بين الحكومات المتعاقبة قد أدى أيضا إلى عدم انتظام الدعم للعديد من المزارعين مما جعلهم يهجرون أحواضهم بسبب عدم وجود الزريعة، الإفتقار إلى الإرشادات الفنية، والمبالغة في القرارات التنظيمية الحكومية. وقد أوضحت دراسة "الخطة الرئيسة للمصايد" عن وجود4 500 حوض سمكي فقط هي التي تعمل حاليا، مع إمداد جزئي بالزريعة، وتنتج 285 طنا من الأسماك في العام.

ومع تدخل الحكومة ومساعدة هيئات التنمية مثل الفاو، فقد بدأت تربية الأحياء المائية تنهض مرة أخرى ليصل إنتاجها الى15 000 طن في عام 2005. وقد أنتجت هذه الكمية من 20 000 حوض يبلغ متوسط مساحة كل منها 500 م2 . وقد قلت الرغبة في تربية الكارب نظرا لعدم وفرة الزريعة، وقد حل محله القرموط الأفريقي الشمالي والبلطي النيلي . وعلى الرغم من أن الاستزراع المائي يعتمد حتى الآن على الاستزراع في الأحواض والاستزراع العائلي، إلا أن الرغبة المتنامية في تربية الأحياء المائية على نطاق تجارى تزيد الحافز نحو تربية الأسماك فئ الأقفاص.

الموارد البشرية

يوجد في الوقت الحاضر 12 000 مزارع أسماك في أوغندا، بالإضافة إلى 150 موظفا لتقديم الخدمات المعاونة والإرشادية، قامت بتعيينهم الحكومات المحلية. ومن بين 56 حيا يوجد مسئول تنفيذي في 50، يعين من قبل الحكومات المحلية، ويكون مسئولا عن الإرشاد الفنى والإدارة لقطاع تربية الأحياء المائية. كما يوجد كذلك حوالي 100 عامل فنى حاصلين على التدريب الأساسى في المصايد وتربية الأحياء المائية، يقومون بتقديم الخدمات الخاصة تبعا للنظام الإرشادي والاستشاري القائم على الخصخصة، وزيادة الطلب والإدارة الذاتية للمزارع. كما يوجد في المقرات الرئيسة بالوزارة (إدارة الموارد السمكية) وحدة لتربية الأحياء المائية يرأسها مسئول رئيسي للمصايد، يكون مسئولا عن فريق من 5 مسئولين للمصايد و4 للوظائف الداعمة. وتقوم وحدة تربية الأحياء المائية بتقديم التقارير إلى المفوض المساعد للمصايد. ويوجد في الوقت الحالي 100 مدير، تم تدريب عدد منهم على المصايد وتربية الأحياء المائية، سيتولون إدارة المزارع التجارية المزمع إنشاؤها قريبا. ويساعد كل مدير من هؤلاء المدراء 3 عمال. كما يوجد حوالي 20 000 عامل يدوى متخصص، يعملون بعض الوقت في تنفيذ بعض المهام مثل إنشاء الأحواض، حفر القنوات، تنظيف الموقع، ونقل وحصاد الأسماك. كما توجد كذلك بعض المجموعات المتخصصة من الشباب يعملون في إنشاء الأحواض على أسس تعاقدية.

توزيع وخصائص أنظمة الاستزراع

قد قامت وزارة الزراعة، الإنتاج الحيوانى والمصايد بتحديد 31 حيا صالحا لتنمة المصايد السمكية وتربية الأحياء المائية اعتمادا على الطبيعة الاجتماعية والاقتصادية السائدة. وهذه الأحياء هى Mayuge, Jinja, Bugiri, Busia, Mukono, Mpigi, Wakiso, Masaka, Rakai, Mbarara, Bushenyi, Ntungamo, Kasese, Hoima, Masindi, Nebbi, Gulu, Adjumani, Arua, Kamuli, Soroti, Lira, Iganga, Tororo, Pallisa, Mbale, Apac, Kabiramaido, Kabarole, Kamwenge and Kyenjojo.

وتقع جميع هذه الأحياء حول المصادر الرئيسة للماء مثل هلال بحيرة فيكتوريا، حوض بحيرة كيوجا، مجمعات نهر النيل، بحيرات كوكى ومجمع إدوارد- جورج. وأهم أنظمة الإنتاج في هذه المناطق هو النظام الموسع والنظام شبة المكثف في الأحواض الأرضية.

الأنواع المستزرعة

لقد ظل البلطي النيلي (Oreochromis niloticus) وحتى عهد قريب، أهم الأنواع المستزرعة في أوغندا، نظرا لنموه الجيد، وسهولة التناسل وإنتاج الزريعة فيه وكذلك طعمه الجيد. وقد نقل البلطي النيلي من بحيرة ألبرت إلى بحيرة فيكتوريا وبحيرة كيوجا والعديد من البحيرات الصغيرة الملحقة بهما وكذلك الآنهار المجاورة. ونظرا لبرامج تربية وإلقاء (تخزين) البلطي في المسطحات المائية، أصبح يوجد تقريبا في جميع مياه أوغندا بما في ذلك المياه المشتركة والمياه الحدودية. والمشكلة الوحيدة لهذه الأسماك هي التناسل المتزايد مما قد يودى إلى الأقزمة. وفى السنوات الأخيرة حل القرموط الشمال أفريقي (Clarias gariepinus) محل البلطي النيلي، ليصبح أكثر الأنواع شعبية للاستزراع السمكي في أوغندا. فالمزارعون الريفيون صاروا مغرمين بهذه السمكة، كما أصبح الطلب عليها في السوق الإقليمي متزايدا. وما يميز القرموط الشمال أفريقي هو نموه السريع وقدرته على التغذية على أى مادة عضوية متاحة. ويوجد القرموط الشمال أفريقي في جميع المياه الأوغندية، خاصة المتصلة بالمستنقعات. ولذلك فقد كان دائما يشكل جزءا هاما من إنتاج العديد من الصيادين. ويشكل هذا النوع في الوقت الحاضر حوالي 60% من إنتاج تربية الأحياء المائية في أوغندا. وأهم معوقات تربيته هي عدم الحصول على الزريعة الجيدة، بالقدر الكافي وفى التوقيت الذي يريده المزارعون. وقد تم التغلب على هذه المشكلة بمعاونة الفاو، حيث يمكن الآن تفريخ هذه الأسماك وإنتاج الزريعة بسهولة.
أما ثالث أهم الأنواع المستزرعة في أوغندا فهو الكارب الشائع (Cyprinus carpio) ، بهدف إمداد الإصبعيات لبحيرة بونفونفى ذات الماء البارد نسبيا، والواقعة في جنوب غرب أوغندا. ولكن تفريخ الكارب الشائع لم ينجج إلا في أواخر الأربعينيات. وقد جرت المحاولات الأولى للتفريخ من قبل المزارعين في أوائل الخمسينيات في منطقة بوجندا في وسط أوغندا، تلتها محاولة أخرى في كيجيزى Kigezi في جنوب غرب البلاد. وأداء الكارب الشائع كان أفضل من البلطي، ولذلك كان المزارعون يفضلونه. وعلى الرغم من ذلك فإن عدم توافر الزريعة بالقدر الكافي، الافتقار إلى الخدمات الإرشادية المناسبة، وتغير منظور حكومات ما بعد الاستقلال لم تشجع على التوسع في تربية الكارب الشائع في أوغندا. ولذلك فهو متوفر فقط في الوقت الحاضر في بعض المناطق، ولكن كمنتج هامشي.

ومنذ الأربعينيات، جرى نقل البلطي الأخضر (Tilapia zilli) والبلطي من نوع (Oreochromis leucostictus) إضافة إلى البلطي النيلي وحمار السمك (اللفش،البرش) من بحيرة ألبرت إلى بحيرتي كيوجا وفيكتوريا بهدف دعم المصايد بهما. وبالرغم من أن النوعين المذكورين تم تناسلهما بنجاح وانتشارهما في البحيرتين، الإ أنهما لم يكونا على نفس القدر من نجاح البلطي النيلي، سواء في المياه الطبيعية أو في الأحواض السمكية. أما الأنواع الأخرى التي استخدمت للاستزراع السمكي ولكنها استجلبت من خارج أوغندا، فهي البلطي الرندإلى (Tilapia rendalli)، القاروص الأسود (black bass) ولتروات (trout). وقد كانت هذه الأنواع الثلاثة ناجحة في البداية، ولكن البلطي الرندإلى هو الذي تكيف مع البيئة، ولم يزل موجودا في المياه الطبيعية نظرا لقدرته على التناسل في هذه البيئة الجديدة، أما القاروص الأسود والتراوت فلم ينجج تفريخها طبيعيا.

ومن الأنواع الأخرى التي أدخلت لأوغندا بهدف الاستزراع، الجمبري النهري العملاق (Macrobrochium rosenbergii) وجراد المستنقعات الأحمر
(Procambarus clarkii). ويتم استيراد النوع الأول بهدف الاستزراع بشكل منتظم، أما النوع الثاني فقد تناسل طبيعيا وصار يشكل تجمعا هاما في بحيرة بونيوتى وفى مركز بحوث وتنمية تربية الأحياء المائية في كاجانسي. ولكن هذا الجراد صار مشكلة في منطقة كاجانسي، نظرا لأنه يحفر ويثقب جسور الأحواض الأرضية مما يسبب رشح الماء خلالها، وكذلك يؤدي إلى هروب الأسماك واختلاطها بين الاحواض.

ممارسات وأنظمة الاستزراع

الاستزراع في الأحواض الأرضية هو أكثر أنظمة التربية شيوعا في أوغندا. أما صور التربية الأخرى مثل التربية في الأقفاص فلم تزل مجرد مناقشات جرت حديثا، خاصة مع ظهور الاستزراع السمكي بشكل تجارى. ففي السابق، كان 99% من المزارعين الذين يزرعون الأسماك للاستهلاك العائلي يملكون أحواضا تتراوح مساحاتها من 50-200 م2 ، ومازال حوالى 60% من هؤلاء المزارعين يتبنون نفس نظام التربية بالقليل من المساعدات الفنية والإدارية أو بدون أى مساعدة. ومع التوجه للاستزراع التجاري والسعي لزيادة مساحة الأحواض السمكية، فقد أصبح متوسط مساحة الحوض في الوقت الحاضر 500 م2 . ويتبنى المزارعون عند هذا المستوى بعض المدخلات الإنتاجية مثل استخدام زريعة جيدة وأعلاف صناعية. ولكن الأعلاف لا تزال تصنع بالمزرعة باستخدام تركيبات علفية يقوم بإعدادها مركز بحوث وتنمية تربية الأحياء المائية.

أعدته للنشر على الموقع/ أمانى إسماعيل

RiverNile5

أمانى إسماعيل

ساحة النقاش

RiverNile5
موقع خاص لأمانى إسماعيل »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

388,581