عزيزي يا صاحب الظل الطويل ....
كتب شاعر الحب و الغرام " نزار قباني " يوما ....
" اني خيرتك فاختاري ... ما بين الموت على صدري او فوق دفاتر أشعاري "
اختيار فرض علينا منذ البدايات الأولى للحياة ....
" الإختيار " بين المتعة المؤقتة المنسيه و المطوية بين جدران معتمه .... متعة فانية زائلة بزوال الجسد ... او بين ما يلقب ب " الخلود الأبدي " !!؟
عزيزي يا صاحب الظل الطويل ...
سبحان من جعل من الكلمه " لغة " الأنبياء و الشعراء
حكمة ربانية جعلت من كلمات السماء طريق للهداية و الإيمان ثم الخلود
" الإختيار " صعب ، قاسي ، لكن حتمي !! و صدق نزار حين صرٌح " جبن ان لا تختاري " ...
عزيزي يا صاحب الظل الطويل ...
هذا " الإختبار " او " الإختيار " وجد منذ بداية الخليقة فرب العرش ابلغ العبد عن طريق " الكلمه " التى حملها الرسل المختارين الينا ان يا ايها العبد الضعيف جدا امامك طريقين اما ان تمضي في طريق شهواتك و رغباتك و متع الدنيا ملبيا نداء كل ما يطلبه جسدك الفاني او ان ترتقي بروحك و تهذب نفسك و تسمو على جميع الشهوات البهيميه فتعشق الروحانيات لتصل الى مرحلة ارضاء الروح طمعا بالخلود
عزيزي يا صاحب الظل الطويل ...
ان كل ما ارتبط بالروح راقٍ جدا ... باقٍ ابدا و و خالد
قصص العشق عبر التاريخ خلدت نساء ما كنا سمعنا بهن لولا هذا ( الحب العذري ) او ( الوجع الجميل ) لأن اكثر الشعراء الذين تغنوا بتلك النسوة لم يتمكنوا من الوصول اليهن ..
جن قيس ابن الملوح ب ليلى ، و لم ينل جميل ابن المعمر من بثينه سوى بضع كلمات من الغزل ، و حبس ابن زيدون سنوات بسبب عشقه ل ولاده ، و ذلك ليث العرب و حامي حمى الديار في السلم و الحرب عنترة ابن شداد لم يعجز سيفه البتار سوى حرمانه سنوات طوال من الارتواء من جدول حب عبله ........... الخ ( صدقا إن الحب و الحرب يتشابهان ، فكلاهما بحاجة الى رجال ) .
عزيزي يا صاحب الظل الطويل . .
الشعراء كالأنبياء إن صدقوا الحرف و آمنوا بالكلمه و طبقوا ما تغنوا به بين السطور .... انها " الكلمه " " الامانه "
لها اتباع كثر آمنوا بها و صدقوها و عاهدوا أصحابها على الحب و الوفاء و ( الخلود ) .....
فدوى بركات