انتبهوا أيّها السادة ..
...........................
الغربانُ في سباقٍ محمومٍ تتكاثرُ فتثيرُ الزحامَ تنقرُ علىٰ نافذةِ الصباحاتِ المُجلجلةِ في المدائن الغارقةِ بالسكونِ توقظُ بنعيبها المدوّي كُلّ شَبَحٍ غفا تحتَ سياطِ الجلادينَ تشتهي فتاتَ خبزٍ خالٍ من الأملاحِ حتىٰ لا يستفزّ فيها عقدةَ الوفاءِ وسقطَ متاعٍ خالٍ من الكوليسترول كي لا ترتفع أمواجُ ضغطِ الدمِ الباردِ ، زائرٌ ثقيلٌ يعاودُ الكرّةَ كلّ أربعٍ من السنين العجافِ ، كبيسةٌ سنةُ نحسهِ يقتاتُ علىٰ أصابع الندمِ المغمسةِ بحبرِ الخطيئةِ لا يكلّ ولا يملّ عن ترديدِ (سين) التسويفِ و(سوف) المراوغةِ يعدهم بجمهورياتِ افلاطون السعيدةِ ومدنِ الفارابي الفاضلةِ وفي رأسهِ بوادٍ تصحّرتْ بعدَ ما تعرتْ قدْ أصابها الجفافُ ولم يعرفْ طريقها المطرُ ديماغوجيّةٌ ورثها عن أسلافهِ مداهنٌ يجيدُ الكرّ والفرّ سريعُ الرَوَغانِ شغوفٌ بمعسولِ الكلامِ وعندَ المواقفِ شيمتهُ المخاتلة حرِّيفٌ لاذعٌ يرتشفُ رحيقَ زهرهم ويطعمهم حنظلَ الإهمالِ وفي نهايةِ المطافِ سيرتوي الغرابُ الظامئُ من بُركةِ الجياعِ ويفرّ هارباً في وقتٍ يعزّ عليهم العثور على حجر .
كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
العِراقُ _ بَغْدادُ