... هذي البلاد حزينةٌ ...
الآنَ تملَأُني المَشاهِدُ حسرةً
والحرفُ يحمِلُ مَيتَتي كَسَحابَة
غيرَ الدُعاءِ وأحرُفي لا مِلكَ لي
وَطَنُ الثَكالَى والدَمارُ إجابَة
وأَعارِبٌ بينَ القيودِ بُكاؤهم
والحكمُ أخرَقُ والسلامُ ضَبابَة
الرأيُ في وَطنٍ تَقَزَّمَ مَقْتَلٌ
زَبَدٌ وُقوفُ قِيادَةٍ كذّابَة
والشِعرُ يندُبُ حيرَةً .. وحِصارَهُ
أهلُ النِفاقِ مطِيَّةٌ لِعُصابَة
يَبكونَ قتلَى القاتِلينَ شُعوبَنا
وتَواطَأوا .. كي يَقضُموا السَبابَة
وتَكاثَروا حولَ البُيوتِ وقُدسِنا
والمسجدِ الأقصى يَقِلُّ رَحابَه
وَهَناكَ أطفالٌ رِجالٌ دافَعوا
عن كلِّ شِبرٍ .. عِزّةً وَمَهابَة
ونِساؤنا صَفَعتْ قُواهُ بِوَقفَةٍ
صَدَّتْ بِغاءَ جُموعِهم بِصَلابَة
وسَرابُ دَعْمِ عُروبَةٍ مُتَمَزِّقٌ
بَعدَ القِبابِ يُحَطِّموا مِحرابَه
يَمَنُ العُروبَةِ جُوِّعَتْ .. مِن حلفِهم
مخنوقةٌ .. حَلَفَتْ تُعيدُ نِصابَه
وَطَني يُقاومُ بالصُدورِ تَتَارَهُم
مُتَصَهْيِنينَ .. نُقودُهم خَرّابَة
باعوا المَساجِدَ والقِيامَةَ .. وانحَنوا
والصخرَةُ الغرّاءُ تخلَعُ نابَه ...
ذاكَ الدَخيلُ مَنِ افْتَرى مُتَوَحِّشاً
ثارَ الترابُ مُبايِعاً أحبابَه
هذي بِلادُ الأنبياءِ حَزينَةٌ
أينَ السَماءُ تُعيذُنا الهَيّابَة ..؟!
يا ربُّ عارٌ أنْ تَهونَ دِماؤنا
فالرَهطُ طَبَّعَ عزفَهُ بِرَبابَة
نهـــى عمــــر