للسيّدات فقط
عبد الصاحب إ أميري
*****************
رياح عاتيّة باردة ، اقتلعت الأشجار
صاحبها المطر
سيول بدأ ت تحصد ما في طريقها
دون حساب
ليلة سوداء، بلون قلوب النّساء،
إن غضبن،
إن قررّن الإنتقام
الأرواح فرّت خائفة
أعلنت النّذير
الأموات تحصّنوا بالقبور
وأنا التحفت بالغطاء،
توسّلت بالجدار
ليكون لي درعا، ينقذني من شرّ البلاء
قيّامة قامت وأنا لا أدري
قالوا من غضب النساء
اختلط الأمر عندي
****************
صوت صهيل الخيول زادت رهبتي
فرسان جنكيزخان ظهروا من جديد
هكذا اشيع
اسئلة ازدحمت برأسي
من هم،
الأقوال تباينت
كيف أدافع عن نفسي
كلّ ما لديّ قلمي، قرطاسي،
أنشد لهم شعرا، يتركوني بأمان
زلزال زلزل غرفتي
قطع سلسلة أفكاري
تهدّم جدار حأئطي
كأنّني في العراء،
نسوة أربعة، كالقمر تركن خيولهن،
اتّجهن نحوي بملابسهن، تقطر ماء
خوف وحيرة، أحاطتني
كأنّي في معركة
نسيت من أكون، تلعثمت
اختلط الأمر عندي
*************
اجتمعن حول سريري،بأعمارهن المتفاوتة
فيهن بنتا لم تتجاوز العقدين
امرأة تجاوزت الأربعين
أخرى ترتدي السّواد
حزنا على زوجها الشّاب
رابعة لم أميّز وضعها
ماذا يردّن من أجل مسكين مثلي
تلعثمت حروفي
كمن شعرن بمعاناتي
رسمن على وجوههنّ ابتسامة رفعت الخوف من على صدري
سحرهن عجيب
-جئناك نسأل عن سرّ السّعادة
أين تكمن، وها نحن ذاهبات
جدار غرفتك سيعود كما كان ويكون
اطمأنّ قلبي
الإبتسامة كانت شفيعا لمعاناتي
أختلط الأمر عندي
***************
فتحت أبواب نطقي
لا أحد يقاطعني،
الأمر بيننا، لا تدعوه ينفذ
سيكشفوا سرّنا،
سرّ سعادتكنّ، في مقولتي
أهمس به سرّا
سرّ سعادة البشر ، فيكن أنتنّ
في ابتسامتكن، إن كانت مشحونة بكلام طيّب
الكلمة الطّيّبة سحرها فاعل
تزرعن بها الورد، تحصدن السّعادة
انتن مفاتيحها،
أنتن الرّمز، الّذي يهدي،
لا عتاب،، لا خيانة، لا كذب، لا ريْاء
مدح وثناء، وحبّ يفتح الآ فاق
نظرن إلى بعضهنّ ، ابتسمن
السّعادة عندنا،و نحن عنها نبحث
تركن غرفتي
عاد جدار غرفتي
انقطع المطر
ابتسمت السّماء
أعلن سعادة البشر
اختلط الأمر عندي
عبد الصاحب إ أميري
***********