بذور السلام هى منظمة شبابية عالمية تأسست سنة 1993 ، على يد الصحفى الأمريكى الراحل " جون والاك " حيث نشأت الفكرة على عشاء عمل ضم سياسيين من أمريكا و مصر و إسرائيل و السلطة الفلسطينية ، و هى منظمة تدعو للإتيان بالشباب من مناطق الصراعات لمناقشة فكرة التعايش السلمى و حل الصراعات القائمة بين هذه المناطق و ذلك فيما يشبه جو المعسكرات الصيفية مع إضافة عنصر جلسات النقاش ما بين المشاركين ، الذين يتم اختيار أعمارهم بين الـ 14 - 16 عاما ، و مقرالمنظمة الرئيسى هو مدينة نيويورك بالولايات المتحدة .

و يتم عقد دورتين إلى ثلاث دورات سنويا ، و قد تم تخريج 2500 شاب من المنظمة منذ افتتاحها حتى الآن ، و قد انضم إليها كثير من شباب : الأردن ، السعودية ، تونس ، المغرب ، قطر ، الكويت ، اليمن ، افغانستان ، الهند ، باكستان ، تركيا ، قبرص ، اليونان ، صربيا ، كوسوفو ، العراق ، ألبانيا ، مقدونيا .

و قد افتتحت المنظمة العديد من مكاتبها الإضافية فى القدس و عمان و القاهرة و رام الله و حيفا و تل أبيب ، حيث تستمر نشاطات خريجيها عن طريق تنظيم لقاءات أخرى مع نظرائهم عبر الحدود بالإضافة إلى القيام بخدمات مجتمعية .

كما تنشر المنظمة مجلة تدعى ( غصن الزيتون ) تصدر بشكل دورى و تحتوى على إجمالى نشاطات المنظمة .

و تلتزم بذور السلام سياسة صارمة بالبقاء موضع الحياد السياسى تجاه أى قضية ، و يتم تمويل نشاطاتها أساسا عن طريق التبرعات ، مع الحصول على تمويل منتظم مخصص لبعض النشاطات من الحكومة الأمريكية .

* ( ناديه و ماجدولينا ) فتاتين من اسرائيل و فلسطين ، إجتمعتا سويا فى معسكر المنظمة فى ولاية مين فى إحدى السنوات ، تقول " نادية الطيبى " : لقد التقيت أشخاصا ما كنت أظـن أننى سألتقيهم يوما ما ، و تقول " ماجدولين  شهيد " : هذا هو المكان الوحيد الذى يستطيع الشخص فيه لقاء أشخاصا من ثقافات مختلفة و التحدث معهم بصراحة .

* و تقول مارينا أنصارى و هى فلسطينية المولد : أنا أؤمن بأن السلام سيتحقق بين الفلسطينين و الإسرائيلين ، و إذا كان من فى مثل سننا يؤمنون بذلك ، فهم سيعملون على تحقيقه حين يكبرون .

. إلى هنا و القضية تبدو عادية ، و لكن السؤال المطروح الآن : هل سيأتى اليوم الذى تكبر فيه هذه الفتاة الإسرائيلية ؟ نعم ، و سوف تجد نفسها مجبرة على حمل السلاح كمجندة فى الجيش الإسرائيلى يوما ما ؟ نعم ، و عندئذ ستجد نفسها مجبرة على إطلاق رصاصات الغدر نحو القلوب الفلسطينية المجردة من حق الدفاع عن نفسها ؟ نعم سيحدث ، إن يكن لله أمرا كان فاعله آنذاك ، ما أقصد أن اقوله : أن الصهاينة الذين يتلذذون بذبح أطفال غزة ، و يطلبون التطبيع مع حثالات العرب ، لا يمكن أن يكون السلام مبدأ راسخا فى معتقداتهم ، و لا يمكن أن يكون السلام هو سلام إقامة المستوطنات و إقامة الجدار العازل و اغتصاب الأراضى مع هدم البيوت على رءوس الآمنين ، و هذه الفتاة ستكون يوما ما بجيش الإحتلال المجرم لتمارس هواية القتل ضد العرب جميعا ، فأى سلام تطلبون .

و للقضية جذور فلقد قرأت مقالا للكاتب بلال فضل فى المصرى اليوم بتاريخ مارس 2009 ، نصف المقال هو خطاب من فتاة مصرية تدعى ( كنزى ) للرد على الكاتب فى اتهامه لهؤلاء الشباب و المسئولين عن سفرهم بالتطبيع مع العدو الصهيونى من خلال سفرهم إلى معسكرات بذور السلام بصحبة اسرائيلين ، و الفتاة فخورة بكونها بذرة سلام و تدافع عن المشروع بأنه كانت هناك شخصيات رسمية مرموقة دعمت لإختيار و سفر هؤلاء الشباب للمعسكر ، فإذا كانت هذه الشخصيات الرسمية تدعم ، فكيف يتهمون بالتطبيع مادامت الدولة تدعم ذلك .

و تكشف الفتاة فى رسالتها بحسن نية : بأن الوفد المصرى المشارك يتم إختياره من العديد من مدارس مصر الخاصة من أهل الصفوة بصعوبة بالغة فى معايير الإختيار ، و ممن لديهم معرفة أفضل عن أصل و جذور الصراع العربى الإسرائيلى ، و يتم مرافقتهم بإثنين من المصريين فوق الثلاثين عاما مع إثنين ممن سبق لهم المشاركة بالمعسكر ، فكيف يتم خداع كل هؤلاء تحت مسمى التطبيع و ليس السلام .

و تسترد الفتاة : يا سيدى نحن لا نذهب لإجراء عملية غسيل للمخ ، بل نذهب لكى نغير حياتنا ، و نعرف عدونا ، و لقد ذهبنا إلى القدس بدعم و موافقة من السيد عمرو موسى و هو واحد من أكبر داعمى بذور السلام ، كما أن ياسر عرفات رحمه الله ، كان يساندنا ، و الدكتور مصطفى الفقى ، الذى حاضرنا عن الصراع العربى الإسرائيلى ، و لقد سافرنا تطوعا إلى مستشفيات العريش لعلاج مصابى عدوان غزة ، و ذلك لأننا نحب بلدنا ، فلا يصح أن تكون محبطا بعد كل هذا مما نؤديه من عمل تطوعى ، ننفق فيه من المال و الجهد قدر ما نستطيع .

و لقد كتبت كنزى رسالتها باللغة الإنجليزية : مما يكشف أن رغبتها فى معرفة العدو كانت أكبر و اقوى بكثير من رغبتها فى معرفة و دراسة لغتها العربية لكى تعبر بها عن نفسها .

و تستفيض الفتاة : أنا يا سيدى مصرية عربية و فخورة بذلك ، و لن أدع أحدا يتهمنى بأننى جاسوسة أو أننى أعمل ضد مصالح بلدى ، و كونى مسلمة يجعلنى أقتدى برسول الله عليه الصلاة و السلام بأن أعرف عدوى حق المعرفة ، و لذلك أنا فخورة بالمشاركة فى المعسكر و أتوق للمشاركة كقائدة وفد .

أما رد صاحب المقال فقد قال : أننى لم اشكك فى وطنية أحد هؤلاء الشباب ، فأنا أعتبرهم ضحايا و ليسوا جناة ، فالذين استدرجوا كنزى و غيرها لتلك الرحلات المشبوهة ، و وافقوا على سفرهم و دعمهم : لم يقولوا لها أن الرسول عليه الصلاة و السلام الذى أوهموها بأنها تقتدى به ، لم يقل لنا أن نضع أيدينا فى أيدى مغتصبى الأرض و سافكى الدماء أو من يقبلون انتماءهم لهذا الكيان اللا انسانى ، و أنه أمرنا بأن نعرف أنفسنا و لغتنا و ديننا و ثقافتنا قبل أن نعرف عدونا .

فهؤلاء الذين دعموا هذه السفرة هم الجناة .

و يقول موجها كلامه للفتاة : يا كنزى أنا لا أتهمك بشئ ، أنا فقط حزين لأنك وضعت يدك فى يد إسرائيلى ، و خائف لأنك لا تدركين أنهم غسلوا لك دماغك عندما أفهموك بأن هذا الإسرائيلى من الممكن أن يكون جارا طبيعيا ، و ساخط فى نفس الوقت على الذين اشتركوا فى هذه الجريمة و لو بحسن نية ، يا كنزى .. الوقت الذى سأضيعه فى اتهامك : أولى بى أن أقضيه مع بناتى لكى أزرع فيهن بذور معرفة عدوهم و كيفية مقاومته ، و أحميهن من الخديعة ، و أحكى لهن قصص الشهداء الذين روت دماؤهم الأرض الطاهرة التى تباع اليوم فى مزادات التخصيص ، دون أن يسأل أحد نفسه ( متر الأرض يساوى كام شهيد ) .

و إلى هنا ينتهى مقال الكاتب بلال فضل ، ليأتى دور عضو مجلس الشعب السيد ( على لبن ) الذى تقدم بطلب إحاطة حول نشاط هذه المنظمة فى مصر و هى منظمة بذور السلام ، مؤكدا أنها أحد مراحل التطور التاريخى للجمعيات التبشيرية التى كان يرسلها الغرب قديما إلى المنطقة العربية، مشددا على أنها تقوم بغرس الأفكار التطبيعية فى أذهان الأطفال المصريين من مرتادى مدارس اللغات الخاصة ، من ذوى الدخول المرتفعة و المتشبعين بالثقافة الغربية ، فضلا عن أن هذه الفئة مهمشة سياسيا ، و أن عملية الإختيار تتم على أساس خمسة عناصر أساسية و هى : الثراء ، إجادة اللغة الإنجليزية ، التفوق العلمى ، قابلية الإستماع و تغيير الأفكار ، و تقبل الإسرائيلين طرفا فى الحوار .

يسافر بعدها الشباب إلى الولايات المتحدة لمدة ثلاث أسابيع ، يعيشون خلالها فى مخيمات ، ليتم تقسيمهم إلى مجموعات ( كل مجموعة نصفها فتيان و النصف الأخر من الفتيات ) من مختلف الدول العربية و الأجنبية و الإسرائيلين ، ليعيشوا معا داخل أكواخ ، يتشاركون فيها المأكل و المشرب و اللعب و الترفيه والنوم ، وغيرها .. و فى نهاية كل يوم تعقد جلسات الحوار التى يتزعمها عربى مطبع و إسرائيلى ، و يتم مناقشة الأمور الساخنة و قضايا الخلاف ، و تنتهى بالدعوة إلى التعاطف و التواصل الفعال بين الطرفين .

و قد شدد أمين عام السياسات بحزب مصر العربى الإشتراكى على أن الحكومة المصرية تتحمل المسئولية الكاملة عن انتشار مثل هذه الجمعيات داخل مصر ، رغم معرفتها الكاملة بأهدافها المشبوهة ، مؤكدا أن الحكومة لا تجرؤ على مواجهة تلك الجمعيات لأن الدول التى تقف ورائها ذات ثقل سياسى كبير ، و مشيرا أن المواطنين أيضا يتحملون المسئولية بتعاملهم مع مثل هذه المنظمات و تسليمهم أبنائهم لها دون أدنى مسئولية .

و يتناول مدير مركزا للدراسات الحديثة أطراف الحديث : مؤكدا وجود مخطط غربى للقضاء على الهوية المصرية و العربية لا سيما الشباب ، موضحا أن تواجد مثل هذه الجمعيات تمثل خطرا على الأمن القومى المصرى ، حيث تعمل على غرس الأفكار التطبيعية بين أبناء الصفوة من رجال المجتمع ، لمعرفتهم أن هذه الطبقة هى التى سوف تتولى زمام الأمور الإقتصادية و السياسية فى مصر مستقبلا ، كما أن الهوية القومية لدى هؤلاء الشباب مهتزة ، مما يتيح الفرصة لبث الثقافات الغربية بها : كحرية الجنس ، و اهتزاز القيم الدينية التى تحدد هوية معظم الدول الإسلامية فى المنطقة .

و فى خبر عاجل اليوم الخميس 12 سبتمبر 2010 بصحيفة المصرى اليوم : أقامت مارجريت سكوبى سفيرة الولايات المتحدة بمصر ، حفلا للشباب المصرى المشارك فى برنامج " بذور السلام " لهذا العام ، و الذى يستهدف تمكين القادة الشباب فى مناطق النزاع على مستوى العالم عن طريق تقوية مهاراتهم القيادية التى تؤهلهم للوفاق و التعايش السلمى .

و حضر الحفل مدرسو و مديرو المدارس المشاركة و قادة الوفد المصرى من معسكر بذور السلام و خريجو البرنامج ، و قالت السفيرة : ( من المؤكد أن أيا من التجارب التى تخوضونها و الأشياء التى تتعلمونها لن تضيع هباءا ) .

و يقول الدكتور وحيد عبد المجيد فى شبكة الإعلام العربية : ( للعام السابع عشر على التوالى ، تواصل منظمة بذور السلام غسل عقول الشباب من عدة دول عربية ، لإقناعهم بأن مجرمى الحرب الصهاينة هم حملان وديعة لا تنشد إلا السلام ) .

و يستطرد الدكتور قائلا : و للعام السابع عشر على التوالى ، تأتى هذه المنظمة لمصر ليصطادون بعضا من أبنائنا و بناتنا لبث هذه الأفكار فيهم ، دون أن يحاسبهم أحد أو يسائلهم عن هذه الخلفية التى يريدون بثها فيهم ، و كأننا بلد لا صاحب لها و لا سلطة .

لم يستفسر أحد منهم عما إذا كانت هذه الأرضية تقوم ، ضمن مكوناتها ، علي إعادة أرض فلسطينية إلي أصحابها أم تحويل ما بقي منها إلي مستوطنات للغزاة المقبلين من بقاع الأرض و البلطجية الذين لا يمكن أن يصبحوا وزراء خارجية إلا في هذا الكيان الاستعماري الاستيطاني .

ولكن الغريب في هذا البلد الذي لا صاحب له أن تصطاد منظمة البذور شبانا وشابات دون أن يسأل آباؤهم وأمهماتهم عما يحدث لهم في المعسكر الذي يجمعهم مع صهاينة سيحملون بعد سنوات قليلة السلاح لقتل أهلنا في فلسطين ولبنان، وربما في غيرهما أيضًا .

 

 فأي صنف من البشر هم أولئك الذين يسمحون بإرسال أبنائهم و بناتهم في مهمة مغضوب عليها ليتشبعوا بالأكاذيب التي يسمعونها هناك ، ويرددونها ، وكم كان ما نسب إلي بعضهم علي أحد مواقع الإنترنت  صادمًا ومفجعًا ، وخصوصا أولئك الذين انبهروا بالكيان الصهيوني إلي حد تحقير وطنهم في مقارنات ساذجة .

 

 وبالرغم من أنهم ليسوا مسئولين وحدهم عن هذا العبث ، فلا نملك إلا أن نقول لهم إنه إذا لم يكن لديكم استعداد للتراجع عن اعجابكم المرضي بالكيان الصهيوني ، فليتكم تبقون حيث أنتم ولا تعودون إلي هذا الوطن الذي خضبت ثراه دماء عشرات الآلاف من الشهداء الذين دافعوا عنه في مواجهة اعتداءات أصدقائكم الجدد ! .

 

و الأغرب فى هذا المجال أن نعرف أنه تم تخريج حوالى 7000 شاب من 77 بلد تقريبا ، بنسبة حضور 72 % من العرب و 8 % من الإسرائيليين و الأمريكان .

 

فإذا كان الهدف الحقيقى من وراء تلك المنظمة المشبوهة هو السلام ، فلماذا لم تتعد نسبة حضور الإسرائيلين الـ 5% ، و الإجابة على تلك التساؤلات : تحوى الأهداف الحقيقية من وراء هذا البرنامج ، إلا و هى :

1) إقتلاع عقيدة الولاء من قلوب الشباب المسلم .

2) الغزو الفكرى لأدمغة الشباب العربى و تغيير معتقداتهم تجاه الكيان الصهيونى .

3) إخراج المسلمون من دينهم ، حيث يقول الله تعالى ( ياأيها الذين أمنوا ، لا تتخذوا عدوى و عدوكم أولياء ، تلقون إليهم بالمودة و قد كفروا بما جاءكم من الحق ) الممتحنة ، و قال تعالى : ( ياايها الذين أمنوا : لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ، و من يتولهم منكم فإنه منهم ، إن الله لا يهدى القوم الظالمين ) المائدة .

4) إقصاء الدين عن الحياة ، فالدين لله و الوطن للجميع .

5) التشبه بالكفار و الإنبهار بتفوقهم فى العصر الحديث .

6) الجهل بالدين و الإنهزام النفسى و عدم التمييز بين الحق و الباطل .

7) التكالب على المنافع و المصالح الزائلة .


** فيا أطفال مصر الأبرياء ، أقدم لكم هذا الفيديو ، لتعلموا مقاصد طالبى السلام الحقيقية ، و أولهم أطفال إسرائيل الذين يجالسهم البعض منكم ، و لتروهم و هم يكتبون تمنياتهم بإزالة دولة العرب و أطفالهم على الصواريخ التى تطلق بين الحين و الحين من أجل الإبادة الجماعية لنا أجمعين ، فلا يخدعنكم أحد ، و إن كنتم غير ملومين فى معرفة تاريخ أحفاد القردة و الخنازير ، و الله هو الهادى :

 

 

و هذا الفيديو لطفلة غزاوية تموت أمام الكاميرا ، من جراء قصف يهودى على غزة ، فبالله عليكم يا شبابنا بماذا ستجيبونها إن سالتكم يوم القيامة : بأى ذنب قتلت ؟

 

 

و أخيرا .. إنها ليست بذور سلام ، و لكنها بذور مسمومة و مغشوشة ، لا تنبت إلا الشوك ، و لا تثمر إلا الحنظل .

Ramzy-online

محمد رمزى

  • Currently 39/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
13 تصويتات / 568 مشاهدة
نشرت فى 12 أغسطس 2010 بواسطة Ramzy-online

ساحة النقاش

محمد رمزى

Ramzy-online
مصرى يملك وطنى فؤادى و أكاد أملكه »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

207,065

مصر



يا حبنا الكبير