من هو الشاب خالد سعيد ؟
الذى قتل بأيدى زبانية الداخلية منذ شهور ، بغض النظر عمن كان قاتله : أضابط هو أم تابع من تابعى السلطة الغاشمة .
لا يهمنى من هو خالد سعيد ، و ما هى إتجاهاته الفكرية إن كانت له إتجاهات ، أو ما هو نمط حياته إن كان قد عرف للحياة نمطا ، ولكن كل ما أعرفه و أعيه جيدا : أنه مواطن مصرى ، شاب أقبل على الدنيا لم يختر له فيها إسما أو دينا أو ابا أو وطنا ، و للمواطنة حقوق ، و أبسط حقوق المواطنة أن يملك الإنسان منا حريته و كرامته داخل أرض الوطن ، و أن يعامل كمواطن صالح إلى أن يثبت العكس ، فيحاكم محاكمة عادلة أمام القانون الذى يتساوى أمامه جميع المواطنين ، إبتداءا من رئيس الدولة إلى البائع الجوال فى الطرقات .
و السؤال المطروح الآن : إليس كل منا له أبنا شابا فى مثل عمر خالد سعيد رحمه الله ، فلماذا نسى عتاة الإجرام أنهم أفرادا من هذا الشعب ، لن ينسلخوا عنه مهما كان ، فأنا واثق أن من فعل تلك الفعلة لم يخطر بباله أبدا أن أخا له أو إبنا او صديقا كان من الممكن أن يكون فى موضع خالد سعيد ، و لم يفكر للحظة : ماذا كان سيفعل لو حدث له مثل ما حدث للشاب المجنى عليه .
أعرف أن الأمر حقيقة جلل ، و لم تبدأ بشاعته حين قتل الشاب البرئ ، و لكنه بدأ منذ سنوات طويلة ، أصابنا التعب و الكلل من عدها و حسابها .
أعلم أن الأمر لن يتغير على الإطلاق ، و سيكون هناك فى كل يوم قادم : ألف خالد سعيد ، فكلنا أكلنا يوم أكل الثور الأبيض ، و سيسيل فى كل يوم دماء أبرياء على الطرقات ، و سنرى الدم الأحمر ليذكرنا بما يدل عليه اللون فى علم مصر ، دم الشهداء ، و لكن هذه المرة سنتذكر قول يوليوس قيصر و هو يصرخ : " حتى أنت يا بروتس " ؟!
سيتكرر الأمر كثيرا فى ظل قانون الطوارئ الذى سار لجاما لكل قاطع طريق ، يلجم به أصوات المطالبين بالحق و الكرامة و العدالة و تطبيق القانون ، كلنا سواسية ، كلنا لنا حق فى هذا الوطن ، كلنا ملكنا الأرض و الهوية ، كلنا فى مركب واحد ، فأين صحوة الضمير .
و لا يسعنى فى النهاية إلا أن أتذكر عنوان الكتاب الشهير : " يا عزيزى كلنا مواطنون " ، مع كامل إعتذارى للتحريف الواجب .
ساحة النقاش