الخرافات والأساطير لا تقتصر فقط على عالم الصغار وإنما تمتد إلى شرائح عمرية أخرى من المجتمع تسيطر عليها معلومات وروايات خاطئة لا تمت للواقع بصلة، وبعض من رواد الأعمال قد يقعون ضحية لمقولات خاطئة توارثتها الأجيال المتعاقبة حول مجال ريادة الأعمال، ومن أشهر تلك الخرافات كما ورد بمجلة “إنك” الأمريكية:
الخرافة الأولى: رأس المال = النجاح : الكثير من رواد الأعمال يعتقدون أنه بمجرد إيجاد المستثمر المؤمن بفكرة المشروع والقادر على توفير رأس المال المطلوب فإن هذا يعني أن المشروع قد نجح بالفعل، إلا أن هذا الاعتقاد لا يزيد عن كونه أكذوبة تتنافى مع الواقع، فالحصول على رأس المال وسيلة لتحقيق غاية وليس غاية في حد ذاتها، فهو شرارة البدء لرائد الأعمال في مشروعه، ويليها الكثير من الجهد والمثابرة لتحقيق النجاح.
الخرافة الثانية: أنت بحاجة للعمل لأكثر من 80 ساعة أسبوعيا لتنجح : من أكثر الصور الذهنية انتشارا في أذهان رواد الأعمال الناشئين، صورة الموظف الذي سقط مغشيًّا عليه من شدة التعب وطول ساعات العمل، وتحيط به الأوراق من كل جانب، حيث يقول “ماريانو سواريز باتون”، مؤسس شركة مورال لي Mural.ly: “كنت أعتقد في بداية حياتي المهْنية أن ارتفاع عدد ساعات العمل سبب أساسي لبلوغ النجاح، إلا أنني اكتشفت مؤخرا أن الأهم من عدد ساعات العمل هو كيفية استغلالها الاستغلال الأمثل لتحقيق الأهداف، وأن الحصول على قسط من الراحة يحفز للعمل بمجهود أكبر وبعقلية أكثر صفاء.”
الخرافة الثالثة: إذا كنت تريد أن تنجح، فأنتج منتجا جديدا : ريادة الأعمال لا تتعلق أساسا بابتكار المنتجات الجديدة بقدر تعلقها بالسعي وراء تأسيس عمل جاد وراسخ، فقد تهتم بإيجاد منتج جديد لم يستخدمه العملاء من قبل إلا أنه لا يتناسب مع بيئتهم وما تفرضه عليهم من متطلبات واحتياجات، والأفضل أن تطور منتجا موجودا بالفعل ليلبي احتياجات الجمهور بشكل أفضل من منافسيه في السوق، فما يجب أن يشغل تفكير رائد الأعمال في المقام الأول هو إيجاد الآلية المناسبة لتنفيذ الأفكار وليس الفكرة بحد ذاتها، والأهم أن هذه الريادة تتطلب قائدا مبادرا يُحافظ على علاقات وطيدة مع عملائه وموظفيه كي يميز نفسه عن عشرات المنافسين الآخرين.
ساحة النقاش