الدكتور / رمضان حسين الشيخ

باحث في العلوم الإنسانية، مدرب مهارات الحياة، خبير التطوير الإداري والتنظيمي، إستشاري ريادة الأعمال

authentication required

 

انا متزوجة وعندي ثلاث بنات ووضعي المادي لا بأس به اكتشفت ان زوجي متزوج بامرأة اخرى منذ اربع سنوات، تخيل انه كان يخدعني ويكذب علي كل هذه الفترة وطبعا لا يصرف علي انا اعمل ولست بحاجة.
طلبت منه ان يطلقها رفض وانا الان يائسة منه ماذا أفعل هل اطلب الطلاق لانني لا اتحمل وجود امرأة ثانية في حياته.

****   *****   ***  ***   ***  ****   ******   ***   ****  ****  ***

الأخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في رسالتنا هذه، سوف لا نتعامل مع القضية من منظور الصحة أو الخطأ وهل يحق له ذلك أم لا؟ بل سنتعامل مع أمر واقع وكيف يمكن التصرُّف بحكمة مع الموضوع؟
زوجكِ متزوج عليكِ منذ أربع سنين، وأنتِ زوجته الأولى وأُم أبنائه، فماذا تفعلين وما هي عواقب الأمور؟
ينبغي أوّلاً أن تتجاوزي عواطفك وتفكّري بعقلكِ ولا تقدمي على أمر حتى تعرفي نتائجه، وأنتِ أمامك طريقان لا ثالث لهما:
- الأوّل: أن تطلبي الطلاق من زوجكِ، فماذا تكون النتيجة؟ سوف تخسرين زوجكِ حتى بالحد الأدنى الذي تحصلين منه الآن على رعايته وحمايته، وسوف تعرّضين أبنائك الثلاثة للتشرُّد والضياع، وسوف يؤثِّر ذلك على مستقبلهم، الصحي والنفسي والإجتماعي، وقد يعرّضهم للفشل في حياتهم، خصوصاً البنات، اللاتي سوف يكنّ أبناء طلاق، وتعرفين كيف يتعامل المجتمع بظلم وقسوة معهنّ.


إنّ العائلة التي تنجب الأولاد، يجب أن تفكِّر في مستقبلهم أكثر من مستقبل الزوجين، فما ذنب الصغار ليدفعوا ضريبة أخطاء الكبار، وطالما أنّها أنجبت أطفالاً فعليها أن تنسجم وتعيش من أجلهم، إلّا إذا كان ذلك مستحيلاً وكان الطلاق لصالحهم أيضاً.


- الطريق الثاني: أن تصبري وتتحمّلي وتكوني فدائية من أجل بناتك وتتعاملي مع الأمر، وكأنّك لا تعلمي به، كما كنت في السنوات الأربع السابقة، وتحافظي على هدوء بيتك وسعادتك وصحتك، وكذلك البنات، وربّما كان تعاملك الحسن مع زوجك سيجعله أكثر انشداداً إلى بيته وأسرته وأطفاله، وبالتالي يكون أكثر حرصاً على سعادتهم ومستقبلهم وربّما انتبه يوماً بأنّ الزواج الثاني كان شيئاً زائداً فتراجع عنه... أو أنّه يستمر فيه ولكن دون أن يؤثِّر ذلك على علاقته بزوجته الأولى وأبنائه منها، وهو المطلوب.


إذن تعاملي مع الأمر بذكاء وحكمة وصبر وحلم ولا تجعلي بيتك يخرب وبناتك يضعن وتعطين الفرصة للزواج الثاني أن يأخذ منّك كل شيء ويضيِّع حياتك، بل تمسكي بزوجك وحياتك أكثر، ولا تعذبي نفسك بالتفكير الزائد في أمر الزوجة الثانية وأنّها قد أخذت منّك زوجك أو تشاركك فيها، بل عيشي لحظات حياتك هادئة مطمئنة ناظرة إلى مستقبل بناتك بتفاؤل وأمل، مؤمنة صابرة محتسبة عند الله تعالى ما تقدّميه من عطاء وفداء، وهو سيعوّضك في الدنيا والآخرة، وقد ورد في الأثر: (أيما امرأة صبرت على سوء خلق زوجها بعثها الله يوم القيامة مع آسية بنت مزاحم) وهي زوجة فرعون ومن سيدات أهل الجنّة.. ومن الله التوفيق.

المصدر: استشارات
RamadanHussien

محبكم الدكتور / رمضان الشيخ ☆ باحث في العلوم الإنسانية ☆ مدرب مهارات الحياة الذاتية وتكوين الكاريزما الشخصية ☆ خبير التطوير الإداري والتنظيمي ☆ إستشاري ريادة الأعمال ☆ الأمين العام للمنتدى الدولي للتدريب والتطوير.. (للتواصل المباشر: E-Mail: [email protected] ).

  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 468 مشاهدة
نشرت فى 29 نوفمبر 2013 بواسطة RamadanHussien

ساحة النقاش

الدكتور / رمضان حسين الشيخ

RamadanHussien
باحث وكاتب في العلوم الإنسانية وفلسفة الإدارة، مدرب مهارات الحياة الذاتية وتكوين الكاريزما الشخصية، خبير وإستشاري التطوير التنظيمي والإداري، إستشاري التدريب وتنمية الموارد البشرية وتصميم النظم، إستشاري ريادة وتطوير الأعمال، والأمين العام للمنتدى الدولي للتدريب والتطوير. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

185,914