تعاني مياه البصره العراقية من تدهور كبير أصاب نوعيات مختلفة اسماكها بسبب التلوث البيئي والصيد الجائر ، وفي خطوة تهدف لإنقاذ الوضع القائم اعلن مركز علوم البحار في جامعة البصرة عن استحداث مفقس يعمل بنظام الاستزراع المغلق لزيادة الثروة السمكية وذلك بالتعاون مع جامعة “فلورنسا” الإيطالية.

وكما جاء الخبر في ” المدى ” قال مدير المركز مالك حسن لـ “المدى”، ان” مركز علوم البحار، وبالتعاون مع جامعة (فلورنسا)الإيطالية، يعمل على استحداث مفقس يعمل بنظام الاستزراع المغلق لزيادة إنتاج اليافعات والإصبعيات.”

وبين ان “هذا المشروع يأتي انسجاما مع الخطة العلمية التي تبناها المركز لزيادة حجم الثروة السمكية في محافظة البصرة” .

وأشار حسن ان “المؤشرات العلمية التي استخلصها الباحثون في علم المياه تؤكد على وجود شحة في المياه وتدهور كبير في نوعيتها بسبب التلوث البيئي مما دفع مركز علوم البحار لوضع خطة استراتيجية لغرض توفير وتحسين الاستزراع المائي”.

بدوره أشار رئيس قسم الاستزراع المائي والمصائد البحرية في المركز مصطفى احمد المختار الى ان” المركز انجز مختبر للأبحاث العلمية المختلفة والذي يحتوي على (16) حوضا، وكذلك استحداث مفقس الاستزراع المغلق وهذه المشاريع هي من المشاريع الرائدة في الجامعات العراقية التي تبناها المركز لتمكين طلبة الدراسات العليا والباحثين من تنفيذ مشاريعهم العلمية.”

يذكر ان مركز علوم البحار المركز العلمي الوحيد المتخصص في علوم البحار والثروة السمكية، والذي اعد عشرات البحوث والدراسات التي تصب في معالجة مشاكل الثروة السمكية وسبل حمايتها .

الى ذلك يقول ساجد سعد التدريس في قسم الثروة السمكية في كلية الزراعة بجامعة البصرة “إن واقع الثروة السمكية حاليا، متدهور جدا بسبب استخدام السموم وهو ما يسمى بالصيد الجائر وارتفاع نسبة الملوثات بالمياه المحلية ومن أهمها ملوثات النفط ..”

وأضاف سعد “إن غياب الأجهزة الرقابية ولجوء الصيادين إلى وسائل الصيد السهلة باستخدام المبيدات الزراعية الرخيصة والعالية السمية والصعقات الكهربائية والصيد أثناء مواسم التكاثر وانتشار الملوثات أدت إلى تدهور الدورة الحياتية للأسماك وبالتالي إلى نقص كبير في أعدادها.”

فيما يقول مدير بيئة المنطقة الجنوبية طه ياسين القريشي إن “استفحال ظاهرة الصيد الجائر أدت إلى القضاء على القسم الأكبر من الثروة السمكية في مناطق الأهوار، كما أن نسبة كبيرة من الأحياء المائية الأخرى تعرضت إلى الإبادة”.

وأضاف القريشي إن “مديرية البيئة سبق وأن أقامت خلال العام الحالي سلسلة من الندوات الإرشادية والمؤتمرات التي تسلط الضوء على ظاهرة الصيد الجائر، وقد أحرزنا تقدما على صعيد توعية سكان القرى والأرياف بمخاطر هذا الصيد”، مستدركا أن “هذه النشاطات لا تمثل إنجازاً بحد ذاتها، ما لم ترافقها خطوات جادة نحو تفعيل القوانين المتعلقة بحماية البيئة ومكافحة الصيد الجائر”.

وأشار الى إن “المادة 33 من الدستور العراقي الدائم بفقرتيها الأولى والثانية تنص على ضرورة حماية البيئة، بما يضمن تنوعها الإحيائي وسلامة المواطنين من الناحية الصحية، هذا بالإضافة إلى قانون منع الصيد في مواسم التكاثر، لكن تلك القوانين والتشريعات شبه معطلة في محافظة البصرة”.

من جانبه حذر مدير شعبة تعزيز الصحة في دائرة صحة البصرة قصي العيداني من أن “استخدام المبيدات الحشرية والزراعية من أخطر وأبشع أساليب الصيد الجائر وأكثرها تدميراً للبيئة، كما أن الأسماك التي تنجو من الصيد بالمبيدات تفقد قدرتها على التكاثر، وبالتالي تصبح عرضة للهلاك مبكراً”.

وأضاف العيداني “الحقائق العلمية تؤكد أن تلك السموم تترسب تلقائياً في عضلات الأسماك على المدى البعيد، وبالتالي تتعرض صحة الذي يتناولها إلى الخطر. حتى الصيد بالأساليب التقليدية يعرض صحة الإنسان إلى الخطر”.

ويروي الصياد صالح جعفر وهو أحد سكان منطقة الأهوار كيفية الصيد بالطرق غير التقليدية، مشيرا الى ان هناك طريقتان في الصيد بالكهرباء ، ثابتة ومتحركة، الثابتة تكون برمي بعض الطعام قرب الضفاف (الجرف) وبعد مدة قصيرة من الزمن يكون هناك سلك كهربائي موجود في المياه وعند التوصيل بالكهرباء يتم صعق الأسماك، بعدها يتم قطع الكهرباء وتجمع الأسماك الميتة أما المتحرك وهي تم استخدامها بعد 2003، حيث يرمى سلك كهربائي في المياه مربوط بمولدة كهرباء صغيرة موضوعة في (البلم أو المشحوف) وعند حركة المشحوف يتم تشغيل المولدة الكهربائية ويتم الصعق .

على مقربة منه يشير صديقه الصياد أبو محمد في حديث لـ “المدى” الى ان “الفاو تستخدم الزوارق الحديدية (الميكو) وأللنجات شباك الصيد المخروطية (ألترال) في صيد الأسماك والروبيان، هذه الشباك خيوطها من نسيج خيطي قوي، تربط سلاسل حديدية وحبال حديدية مغطاة بخيوط نسيجية فتحة الشبكة ، لتكون ثقيلة و تحتك بقاع البحر، تساعدها في ذلك المثقلات (الدوسكيات) وهي عبارة عن ألواح خشبية سميكة مربوطة مع بعض بأحكام بقطع من الحديد الذي يساعد في أنزال الشبكة أكثر، ويتم صيد جميع الأسماك والروبيان وحتى الأشجار من البحر، الأسماك التي نصيدها من الكبيرة حتى الصغيرة، وعند فتح الشبكة على سطح المركب، نعزل الأسماك والروبيان وحسب الأحجام التي نريدها ، أما الأسماك غير المرغوبة والصغيرة جداً نرميها في البحر”.

اعداد :عبير ابراهيم

المصدر: أسماكى

ساحة النقاش

Publishing
المهندسة/ عبير إبراهيم »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

661,085