20 أبريل 2012 
بهدف إحياء قطاع الأسماك في إقليم شمال شرق اليابان المتضرر من كارثة الزلزال الكبير والتسونامي قامت دولة قطر بتخصيص مبلغ 50 ميلون دولار أمريكي لإنشاء مجمع متطور ومتعدد الأغراض لتحضير وحفظ الأسماك في بلدة «أوناغاوا» بمحافظة «مياغي».
وقد خصصت دولة قطر هذا المبلغ من صندوق الصداقة القطري (QFF) ويتكون المشروع من مجمع متعدد الأغراض لتجهيز وحفظ الأسماك في بلدة أوناغاوا بمحافظة مياغي يعد الأكبر والأول من نوعه الذي يقوم صندوق الصداقة القطري بتمويله حتى الآن.
وكما ورد الخبر في ” العرب ” فقد عقد مؤتمر صحافي أمس في طوكيو بحضور سعادة الشيخ أحمد بن محمد آل ثاني، مساعد وزير الخارجية للتعاون الدولي، وعدد من أعضاء البرلمان الياباني، وسفراء الدول العربية والأجنبية ولفيف من رؤساء الشركات الكبرى، تم الإعلان عن تخصيص مبلغ يقدر بنحو 24.3 مليون دولار لتنفيذ أول مشروع كبير، وهو إنشاء مجمع متطور ومتعدد الأغراض لتحضير وحفظ الأسماك في بلدة «أوناغاوا» بمحافظة «مياغي».
وسيبدأ تنفيذ المشروع في نهاية أبريل الحالي ومن المقرر أن يتم الانتهاء منه في أكتوبر 2012م. والمشروع يعد مشروعاً استراتيجيا من المتوقع أن يخلق نحو 3310 فرص عمل لمواطني تلك البلدة التي دمرت مرافقها وموانئها جراء الكارثة ويعتمد نحو %50 من سكانها على صيد الأسماك، مما أدى إلى فقدهم لوظائفهم والقدرة على إعالة أسرهم. وسيعمل المشروع على إحداث تأثير إيجابي يقدر مجمله بنحو 0.82 مليار دولار سنويا.
وافتتح المؤتمر الصحافي بكلمة مسجلة، لسعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الدولة للشؤون الخارجية موجهة إلى الشعب الياباني الصديق قال فيها: «إنه ليس لدينا أي شك في أن اليابان سوف تنهض بقوة أكبر من ذي قبل.. وكانت وما زالت اليابان تمد يد المساعدة لجميع الناس في أوقات الأزمات، وتتفاعل مع المحتاجين في جميع أنحاء العالم؛ ولذلك عندما تتعرض اليابان لكارثة، فإن واجب جميع أصدقائها هو الوقوف إلى جانبها وهذا هو ما قمنا به في دولة قطر».
كما ألقى سعادة الشيخ أحمد بن محمد آل ثاني رسالة شدد فيها على أن «صندوق الصداقة القطري» سوف يقوم بإنشاء المشاريع التي من شأنها دعم حاضر ومستقبل سكان المناطق المتضررة، معربا عن أمله بأن تكون هذه المساهمة قادرة على تخفيف العبء الثقيل الذي تواجهه اليابان. وقد أعد فريق صندوق الصداقة القطري بإشراف سعادة السيد يوسف محمد بلال، سفير دولة قطر لدى اليابان، برنامجا متكاملا لمدة ثلاث سنوات ينفذ على ثلاث مراحل مختلفة.
المرحلة الأولى، ستشهد إنشاء مشروعين من المشاريع الكبرى بقيمة 50 مليون دولار أميركي والمرحلة الثانية، تشمل إنشاء ما يتراوح ما بين مشروعين إلى خمسة مشاريع تبلغ قيمتها 35 مليون دولار أميركي وستغطي المرحلة الثالثة إنشاء ما يتراوح ما بين 10 و15 مشروعا بقيمته 15 مليون دولار أميركي.
وسيبدأ صندوق الصداقة القطري بتنفيذ المرحلة الأولى، من خلال الإعلان بأن مشروعيه الكبيرين سيمولان بمبلغ وقدره 50 مليون دولار أميركي في مجال قطاع الأسماك مما سيساعد على إحياء هذا القطاع الحيوي في تلك المنطقة.
وقد تم اختيار المشروع المقدم من قبل «مؤسسة اليابان»، وهي واحدة من الصناديق اليابانية المرموقة والموثوق فيها.
وبعد تنفيذ المرحلة الأولى، سيدخل صندوق الصداقة القطري المرحلة الثانية في مايو 2012، حيث سيعلن عن فتح باب التقدم للمشاريع متوسطة الحجم.
وكان حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى قد أعلن عن تقديم مساعدات لليابان بقيمة 100 مليون دولار أميركي لإعادة تأهيل المناطق المنكوبة، بإشراف مباشر من سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ولي العهد تركز على قطاع صيد الأسماك والتعليم والرعاية الصحية.
وقد أنشئ صندوق الصداقة القطري في يناير 2012م ليتولى اختيار وتنفيذ ومتابعة المشاريع التي سيتم تنفيذها من قيمة المساعدات.
وقام الصندوق بتنفيذ أول فعالية له في نفس الشهر الذي أطلق فيه (أي يناير الماضي) وكانت حول توفير الدعم النفسي والاجتماعي لما يقرب من 1200 من طلاب المدارس الابتدائية والمتوسطة وأولياء أمورهم من المحافظات التي تعرضت للكوارث (إيواتي، مياغي، وفوكوشيما) من خلال تنفيذ رحلة لأحد أفضل منتجعات التزحلق بمدينة «يوباري» في محافظة «هوكايدو» على الجليد بهدف الترويح النفسي لأطفال المناطق المنكوبة وأسرهم.
وكان سعادة الدكتور العطية قد عبر في تلك الفعالية عن سعادته البالغة لرؤية البسمة على وجوه الأطفال مرة أخرى، وأكد لهم أن دولة قطر ستقوم باتخاذ المزيد من المبادرات من أجل إسعادهم قائلاً: «سأنقل إلى حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، وسمو ولي عهده الأمين والشعب القطري، ما شهدته اليوم. وأعدكم بأن هذه هي مجرد بداية لصداقة طويلة الأمد بين البلدين الصديقين وهذا يدل على الوحدة والالتزام المشترك نحو بناء مستقبل أكثر إشراقا لأطفالنا والأجيال المقبلة.
اعداد : عبيرابراهيم
ساحة النقاش