السجل الأحفوري للقروش يمتد إلى أكثر من 450 مليون سنة قبل الآن، أي أیضا قبل وجود الفقاريات على الأرض وکذلك قبل أن تستعمر العديد من النباتات القارات (الیابسة).

أول سمکة قرش في التأریخ تختلف كثيراً عن أسماك القرش الحدیثة، فمعظم أسماك القرش الحدیثة يمكن إرجاع تشکلها التطوري إلى حوالي 100 مليون سنة قبل الآن.

في الغالب تم العثور على مجموعات کبیرة من أسنان متحجرة للقرش، وفي بعض الحالات تم العثور علی بعض القطع الداخلية للهیکل العظمي (في الحقیقة هي غضروفیة ولیست عظمیة) وکذلك تم العثور على بعض الأحافیر لهیاکل عظمیة کاملة للقرش.

تشير التقديرات إلى أن عشرات الآلاف من الأسنان تنمو لسمك القرش على مدى بضع سنوات فقط، وهذا يفسر لغز اکتشاف الأسنان المتحجرة لأسماك القرش بتلك الکثرة، فأسنان القرش تتکون من معدن الأباتيت Apatite(فوسفات الكالسيوم) والذي يسهل تحجره.

أسماك القرش کانت تمتلك هیاکل غضروفیة بدل من هیاکل عظمیة مغطى بطبقة شبه عظمیة متقطعة مکونة آلاف الموشورات الأباتيتة (فوسفات الكالسيوم).

عندما تموت سمكة القرش یتفسخ الهيكل وتتبعثر موشورات الأباتيت.

الهيكل العظمي الكامل لسمك القرش یتحجر فقط عندما یطمى بسرعة تحت الترسبات الرملیة في القاع. ومن أبرز أسماك القرش البدائية القديمة جدا هي "كلادوسيلاشي" Cladoselache يرجع إلى نحو 370 مليون سنة قبل الآن، الذي وجد في حقبة الباليوزي (حقبة قبل 251 ملیون سنة قبل الآن) في طبقات أوهايو وكنتاكي وتينيسي.

وفي هذه المرحلة من تاريخ الأرض تکونت هذه الطبقات الصخریة من الرواسب الرملیة الناعمة في قاع محیط ضحل وواسع کان يغطي معظم أمریکا الشمالیة. کان طول القرش "كلادوسيلاشي" Cladoselache لایتعدى مترا واحدا وکان له زعانف صلبة (غیر مرنة) مثلثة الشکل وکان له فکا نحیلا نسبیا، أسنانه کانت لها عدة رؤوس مدببة کانت تستهلك بسرعة عند الاستعمال.

من خلال عدد الأسنان التي وجدت في أي مكان من الأرجح القول بأن "كلادوسيلاشي" لم یکن یستطیع استبدال الأسنان الساقطة بشکل منتظم کما في أسماك القرش الحدیثة. زعانف الذيل الخلفیة کانت مشابهة من ناحیة الشکل لسمك القرش "ماکوس" (الذي يعیش في المحیطات) وکذلك لسمك القرش الأبيض الكبير Great White Shark. اکتشاف بقایا أسماكٍ کاملةٍ بذیولٍ بدائیةٍ یوحي بأن "کلادوسیلاشي" کان سباحاً سریعاً ورشیق الحرکة جداً.

معظم الأحافیر المکتشفة لأسماك القرش التي ترجع إلى الفترة 150 إلى 300 ملیون سنة قبل الآن یمکن تبویبها في مجموعة أو مجموعتین، من إحدى هذه المجامیع هي "کسیناکانثس" Xenacanths، و"کسیناکانثس" کانت تعیش فقط في بیئة المیاه العذبة، انقرضت هذه المجموعة حوالي 220 ملیون سنة قبل الآن وحینها کانت منتشرة تقریبا في کافة أنحاء العالم.

أما المجموعة الأخرى المسمى "بهایبودونتس" hybodonts فظهرت حوالي 320 ملیون سنة قبل الآن وکانت تعیش معظمها في المحیطات وبقدر أقل في المیاه العذبة.

أسماك القرش الحدیثة ظهرت حوالي 100 ملیون سنة قبل الآن، أحفور أسنان "قرش الأسقمري" Mackerel shark حدث في زمن عصر الطباشیري البدائيEarly Cretaceous.

أقدم أحفور لسن القرش الأبیض رجح إلى 60 إلى 65 ملیون سنة قبل الآن أي حوالي فترة انقراض الدیناصورات.

في بداية تطور القرش الأبيض هناك على الأقل اثنان من الأنساب:

  • واحد لدیه أسنان منشاریة (مسننة) خشنة من المحتمل أن قد تطور لاحقا إلى القرش الأبیض الكبير الحالي،
  • النسب الآخر مسنن ناعم (أقل خشونة) کان یمیل إلى تحقیق حجم أعظم من ذلك. وتشمل هذه المجموعة أسماك القرش المنقرضة مثل "ميغالودون" و"كارشارودون"، تم التعرف علیها مثل معظم أسماك القرش المنقرضة من خلال الأسنان المکتشفة.

استندت تصورات إعادة بناء فکها إلى حجم أسنانها الکبیرة التي یصل طول معظمها إلى 17 سنتمتر أو طول السمکة کان حوالي من 25 إلى 30 مترا. لکنه تبین أخیرا أن تقدیر الطول لم یکن دقیقا، التقدیرات الجدیدة المنقحة تشیر إلى أن طولها کان حوالي 13 إلى 16 مترا.

ويعتقد أن الحجم الهائل لأسماك القرش المفترسة مثل أسماك القرش الأبيض الكبير قد نشأ عن طريق انقراض الديناصورات وتنوع الثدييات. ومن المعروف أنه في نفس وقت تطور تلك القروش تطورت أیضا بعض الثدیات البدائیة إلى حیوانات مائیة (مثل الحیتان). في کافة أماکن التي نعثر فیها على أسنان أسماك القرش الكبيرة نعثر أیضاً على کمیة وفیرة من عظام الثدييات البحرية مثل الفقمة وخنازير البحر والحيتان. بعض هذه العظام تظهر فیها بشکل متکرر آثار هجوم (افتراس) القرش لتلك الثدیيات، وهناك نظريات تشير إلى أن أسماك القرش العملاقة تطورت بشکل بحیث یمکنها الاستفادة من فرائس أکبر حجماً.

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 338 مشاهدة
نشرت فى 1 ديسمبر 2011 بواسطة Publishing

ساحة النقاش

Publishing
المهندسة/ عبير إبراهيم »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

664,173