آليّة تنفُّس الحوت

 على الرّغم من أنّ الحوت يعيش في الماء، إلا أنّه كما ذُكِر سابقاََ من الثّدييات، ويتنفّس الهواء الجويّ كباقي الثّدييات، وله زوج من الرّئات مثلها، إلا أنّه يُدخل الهواء ويخرجه عبر فتحة أو اثنتين وذلك حسب نوع الحوت، توجد هذه الفتحة على قمة رأسه وتُسمّى فتحة النّفث.

 التنفس بواسطة فتحة النفث

 للحوت جهاز تنفسيّ فريد من نوعه، يُتيح له البقاء فتراتٍ طويلةً تحت الماء دون أخذ الأكسجين، ويحدث الزّفير عندما يصعد الحوت إلى سطح الماء ويُخرِج الهواء الغنيّ بثاني أكسيد الكربون من فتحة النفث، ويمكن مشاهدة الرّذاذ الضّبابيّ الذي يخرج من فتحة النّفث من مسافات بعيدة، ثمّ يملأ الحوت رئتَيْه بالهواء النقيّ ويغوص من جديد.

 التنفس بواسطة الرئتين

تتكيّف رئتا الحوت مع بيئته البحريّة؛ لذلك تكون صغيرة الحجم نسبةً إلى حجمه، كما أنّها لا تمتلئ بالكثير من الهواء؛ وذلك لأنّها عندما تمتلئ بالهواء ستعمل مثل البالون، أو العوّامة فتُقلّل بذلك من قدرة الحوت على الغوص لأعماق كبيرة، ولتقليل كمية الهواء في الرّئتين عندما يغوص الحوت في الماء تتوزّع كمية الهواء بين الرّئتين وعضلات الجسم التي تحتوي نسبةً عاليةً من الهيموغلوبين، والميوغلوبين، وهي بروتينات وظيفتها الأساسيّة تبادل الأكسجين ونقله بين الدّم والعضلات.

 للحيتان القدرة على التّحكّم بتوزيع الدّم إلى الأجزاء المختلفة من الجسم؛ لذلك عندما تغوص إلى أعماق كبيرة، فإنّها تسمح فقط للأعضاء الحيويّة بتلقّي الدّم الغنيّ بالأكسجين، وتمنع وصول الأكسجين إلى الأعضاء الأقلّ أهميّةً مؤقّتاََ، وتتمّ إعادة الدّورة الدّموية الطّبيعيّة إلى هذه الأعضاء عندما يعود الحوت إلى السّطح مجدداَ.

 المظهر الخارجي للحوت

 ينتمي الحوت (بالإنجليزيّة:( Whale  إلى طائفة الثّدييات، ورُتبة الحيتانيّات التي تضمّ بالإضافة إلى الحيتان الدّلافينَ وخنازير البحر. تنتشر الحيتان في جميع بحار ومحيطات العالم باستثناء بحر قزوين، وبحر آرال، وهي مثل جميع الثّدييات من ذوات الدّم الحار؛ حيث تتنفّس بواسطة الرّئتين، وتتكاثر بالولادة، وتُرضع صغارها، ولديها القليل من الشّعر، إلا أنّ جسمها انسيابيّ مثل الأسماك، وقد تحوّرت أطرافها الأماميّة لتصبح زعانف شبيهةً بالمجداف، ولديها زعانف ذيليّة، كما أنّ معظم أنواع الحيتان لديها زعانف ظهريّة، ويوجد تحت جلدها طبقة سميكة من الدّهون تشكّل طبقةً عازلةً؛ لحماية الحوت من البرد.

 سلوك الحيتان:

 تُشتهَر بعض الحيتان بأنّها مُحبّة للعب، وتقضي في اللّعب ثلاثة أضعاف الوقت الذي تقضيه في البحث عن الطّعام؛ إذ يمكن للحيتان البقاء ثمانية أشهر دون طعام، كما أنّها تُغنّي، وتقفز للأعلى ثمّ تعود للماء كنوع من اللّعب.

تنام كغيرها من الحيوانات، ولكنها تنام مع بقاء نصف دماغها يقظاَ لتتمكّن من التّنفس، ويمكنها أن تنام بهذه الطّريقة لمدّة ثماني ساعات يومياَ، فتحصل على الرّاحة التي تحتاجها. تتواصل الحيتان فيما بينها بأصوات جميلة وعالية يمكن سماعها على بُعد عدّة أميال، وتصل قوّة صوتها إلى 20.000 واط، عندما تكون شدّة صوتها 163 ديسيبل.

تعيش الحيتان فُرادى أو في مجموعات صغيرة، وتميل الحيتان المُسنّنة للعيش ضمن مجموعات اجتماعيّة طويلة الأمد قد تمتدّ مدى الحياة، بينما يميل الحوت الأحدب وهو من الحيتان البالينيّة للعيش ضمن مجموعات قصيرة الأمد. لا تُحافظ معظم الحيتان على شراكات ثابتة أثناء التّزاوج بل على العكس؛ ففي معظم أنواع الحيتان تتزاوج الأنثى مع عدّة ذكور في الموسم الواحد، وتلد أنثى الحوت عجلاََ واحداَ في كلّ مرة، ويخرج ذيل الصّغير من الرحم أوّلاً؛ لتقليل خطر التّعرُّض للغرق. تُرضِع الأمّ صغيرها لمدّة قد تزيد عن عام حليباَ غليظ القوام، وغنيّاَ بالدّهون، وشبيهاً بحليب الأبقار، وهذا يفسّر العلاقة الوثيقة التي تربط بين الأمّ وصغيرها، ويصل الحوت الصّغير إلى سنّ النّضج الجنسيّ في فترة ما بين عامَيْه السّابع والعاشر.

المخاطر التي تتعرّض لها الحيتان:

 تعرّضت الحيتان الكبيرة والصّغيرة على مدى قرون للصيد من قبل البشر للحصول على الزّيوت، واللّحوم، والصّفائح البالينيّة، والعنبر، وفي القرن العشرين تمّ صيد 200.000 حوت أحدب في نصف الكرة الجنوبيّ فقط، وهو ما يُشكّل 95% من العدد الكُليّ للحيتان الحدباء. العديد من أنواع الحيتان انقرضت أو أصبحت مُهدَّدة بالانقراض، ممّا دعا اللّجنة الدّوليّة لصيد الحيتان للدعوة إلى تعليق اختياريّ ومفتوح لصيد الحيتان التّجاريّ في عام 1986م، واستُثنِيت من هذا التّعليق كلّ من آيسلندا، واليابان، والنّرويج، والمجتمعات الأصلية في سيبيريا، وألاسكا، وشمال كندا، وذلك لأسباب مختلفة.

 تتعرّض الحيتان أيضاَ للخطر نتيجة استخدام القوات البحريّة للسونار، وقد افترض علماء بريطانيّون وإسبانيّون أنّ السّونار يُسبّب جنوح الحيتان إلى الشّواطئ، نتيجة تعرُّضها لمرض انخفاض الضّغط (بالإنجليزيّة : (Decompression Sickness، كما أنّ الاختبارات الزلزاليّة المُستخدَمة في التّنقيب عن النّفط والغاز قد تضرّ أيضاً حاسّة السّمع لدى الحيتان، وقدرتها على تحديد الموقع الجغرافيّ بالسّونار الحيويّ، وتُسبّب اضطراب المجالات المغناطيسيّة التي قد تسبّب بدورها جنوح الحيتان نحو الشّواطئ.

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 143 مشاهدة
نشرت فى 28 ديسمبر 2022 بواسطة Publishing

ساحة النقاش

Publishing
المهندسة/ عبير إبراهيم »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

673,814