هل تستطيع مفاجأتها وهي صغيرة قبل أن تفاجئك وهي كبيرة؟
للنجاح المتميّز في أي مسارٍ مهنيّ تتقدّم مهارات حل المشكلات problem solving إلى صدارة المقوّمات الأساسية.
إنّ المشكلات الكريهة المستنزفة لجهودنا وأوقاتنا وأعصابنا تقتحم حياتنا اقتحاماً وتزعزع اطمئناننا فترغمنا على إبطاء مسيرتنا ومراجعة خطواتنا والتفكير في المجهول.
ولذلك ترى معظم الناس يسارعون في التخلّص من المشكلات -أو من مواجهتها- بأي طريقة وبأي ثمن. وهكذا ترى نفسك أو ترى صديقك أو زميلك يختار أسرع الحلول أو أوضحها ثم سرعان ما يندم عندما يدرك أنّه كان يوجّه جهوده إلى عنوانٍ غير صحيح ويبدّد وقته وجهده على مكافحة الدخان والشرر بينما مصدر النيران ما يزال ينتشر ويشتدّ، وبينما المشكلة الحقيقيّة تتضخّم وتتعقّد لتصبح أكبر وأخطر وأصعب معالجة.
حتّى تكون موفقاً في حل المشكلات لا بد لك من اعتماد منهجٍ منظوميّ systematic منطقيّ في استشعار المشكلات وتحليلها والتعامل معها.
تهدف أسئلة الاختبار التالي إلى مساعدتك في تقييم أسلوبك الحاليّ في معالجة المشكلات، إن تحسين أسلوبك في حل المشكلات يرجى منه تحسين صناعتك للقرار، وبثّ الثقة فيك لتصبح أشدّ مناعةً على الانزلاق المغري إلى أوّل الحلول وأسهلها وأوضحها والذي لا يكون في معظم الأحيان أفضلها. وبعد الإجابة على الأسئلة التالية سنسير معاً في جولةٍ تحليليّة سريعة لمكونات حل المشكلات لديك، نتعرف فيها على الجوانب الأكثر حاجةً إلى العناية.
أسئلة الاختبار:
ضع في المربّع المجاور لرقم كلٍ من البيانات التالية التعليق الذي يصف مدى اقتراب أو ابتعاد هذا البيان عن شخصيتك وتفكيرك وممارستك الواقعية في حل المشكلات.
أ- غالباً ب- كثيراً ج- أحياناً د- نادراً ? - أبداً
1- فور أن أختار حلّاً فإنني أرسم خطةً للتنفيذ وتسلسلاً للخطوات اللازمة لإتمام الأمر.
2- بعد تنفيذ حلٍّ ما فإنني أتبعه فوراً بالبحث عن طرقٍ لتحسين الفكرة وتجنّب المشكلة في المستقبل.
3- حتّى أتجنّب توجيه نظري إلى الوجهة غير المجدية وطرح الأسئلة غير الصحيحة فإنّني أحرص علي تحديد معالم كل مشكلةٍ تحديداً دقيقاً قبل محاولة حلّها
4- اهتمّ اهتماماً كبيراً بالنظر إلى المشكلات من اتجاهاتٍ مختلفة وتوليدِ حلولٍ متعددة.
5- أهتمّ بالمسائل السياسيّة (تفاعلات الأشخاص والمجموعات) وبالمضاعفات الأخرى الناجمة عن التغييرات التي أقترحها حتّى يتفهّمني الآخرون ويؤيّدوا حلّي المقترح.
6- أقيّم الحلول المحتملة تقييماً شاملاً دقيقاً بالمقارنة مع المعيار المحدّد مسبقاً
7- أقوم منهجياً بالبحث والرصد لاكتشاف المسائل التي يمكن أن تنشأ عنها مشكلات في المستقبل.
8- عندما يرسو قراري على حلّ فإنني أمضي في تنفيذه مهما كانت المعارضة
9- كثيراً ما يحدث معي أن يتسع نطاق المشكلات الصغيرة ويصبح حلّها معقّداً جداً
10- أطرح على نفسي الكثير من الأسئلة المختلفة حول طبيعة المشكلة
11- بعد تنفيذ حلّي فإنني أطمئن تماماً وأنصرف إلى جدول أعمالي المنتظم
12- أركّز على صيانة جريان العمليات الحالية جرياناً سلساً وأرجو أن لا تكون المشكلات من نصيبنا
13- أقيّم الحلول الممكنة بالتزامن مع تفكيري فيها ودراستي لها
14- عندما أحتاج حلاً لمشكلةٍ ما فغالباً ما تتوفر لديّ كل المعلومات التي أحتاجها لإيجاد الحل
15- لدى التقييم والمقارنة بين الحلول فإنني أتريّث وأخصّص وقتاً للتفكير في كيف ينبغي عليّ أن أختار
16- صناعة القرار هي الخطوة الأخيرة في عملية حل المشكلة لديّ تجميع الدرجات:
في البيانات ذات الأرقام:1- 2- 3- 4- 5- 6- 7- 10- 15- احسب لنفسك درجات على النحو التالي:
أ- غالباً = 5 ب- كثيراً = 4 ج- أحياناً = 3
د- نادراً = 2 ? - أبداً = 1
وفي البيانات ذات الأرقام 8- 9- 11- 12- 13- 14- 16- احسب الدرجات على النحو التالي:
أ- غالباً = 1 ب- كثيراً = 2 ج- أحياناً = 3
د- نادراً = 4 ? - أبداً = 5
بعد تعيين درجتك في كل بيان اجمع النتائج ثم امض إلى تحليل النتائج.
تحليل النتائج:
16 - 36
إنك تنظر إلى المشكلات نظرةً سلبية "مصائب" ولا ترى فيها فرص وإمكانيات القيام بتغييرات ممتعة وضرورية.
أسلوبك في حل المشكلات يعتمد على الحدس أكثر من اعتماده على المنهجية المنظوميّة، وهو ما يمكن أن يكون السبب وراء تجاربك المتعثّرة في الماضي.
مع مزيد من الممارسة، والالتزام بأسلوبٍ أكثر منهجيةً ستجد نفسك قادراً على تطوير هذه المهارة الأساسية وتبدأ في التعامل مع المشكلات تعاملاً ناجحاً.
37 - 58
أسلوبك في معالجة المشكلات أقرب إلى "مرة تصيب ومرة تخيب". تفلح أساليبك أحياناً وتخفق أحياناً، وفي كثير من الأحيان لا تعرف لم حدث ما حدث.
أنت تعرف ماذا ينبغي أن تفعل، وتدرك أهمية تبنّي عمليّة process منهجيّة لحل المشكلات. ولعل ما ينقصك هو مزيد من الالتزام.
59 - 80
أنت حلّال مشكلات يعرف ماذا يصنع، ممتلئٌ بالثقة شأنه شأن السبّاح الذي يعوم في بركةٍ عمقها متر مثلما يعوم في بركةٍ عمقها ألف متر. وبالتأكيد إن المتمرِّسين في النظر إلى المشكلات كجزءٍ أصيلٍ من الحياة لا يملّون من التذكير بأنّ النقص في كل أعمال البشر و مجال التحسين الدائم الحضور هما أيضاً أجزاء أساسية في كل مجالات الحياة، ومن ينكرهما أو يغفل عنهما إنّما يغفل عن جزءٍ من حياته ونجاحه.
تلخيص الثغرات والاحتياجات:
صمّم الاختبار السابق بناءً على نموذج "سيمبليكس Min Basadur"s Simplex problem-solving model" في حل المشكلات. يتألّف هذا النموذج من ثمان خطوات تتبع ترتيباً دائرياً متواصلاً يتم فيه حلّ المشكلات الحاضرة واستكشاف المشكلات المستقبلية ومواصلة التحسين دون توقف.
في السطور التالية نمرّ على خطوات هذا النموذج ونبين أسئلة الاختبار السابق المرتبطة بكل خطوة.
1- ملاحظة وجود المشكلة: ( السؤالان 7 و21)
المشكلات كالأمراض، بعضها يعلن عن نفسه منذ البداية بأشدّ الإنذارات، وبعضها يبدأ وينتهي وينهي حامله معه دون أن يدري به أحد. من أجل ذلك كانت الملاحظة الإيجابية الفاعلة جزءاً أساسياً في عملية حل المشكلات. ينبغي أن تفتش عن المشكلات وأن تفاجئها قبل أن تفاجئك. بهذا المسلك تتخلّص من كثير من مواقف الطوارئ وتحافظ على هدوئك وسيطرتك.
2- تجميع الحقائق: (السؤالان 10 و 14)
بعد ملاحظة وجود المشكلة المحتملة تلزمك الحقائق. ما العوامل المرتبطة بالمشكلة؟ من الأشخاص المؤثّرون والمتأثّرون بها؟ ما الحلول المجرّبة من قبل؟ كيف يرى الآخرون هذه المشكلة؟
إن تسرّعت في التحرّك لإيجاد حل فإنك تخاطر بالاعتماد على معلوماتِ ناقصة مبنية على الافتراضات والمناظير الجزئية. تريّث إذاً ولا تشترِ سرعة يومٍ بعرقلة شهر.
3- تحديد معالم المشكلة: (السؤالان 3 و 9)
بعد تحقّقك من وجود المشكلة وطبيعتها، عليك أن تعرّف معالمها بدقّة. إن توصيف المشكلة توصيفاً مكتوباً وواضحاً يجبرك على تعيين حدودٍ بينةٍ لها. وهذا الأمر يقيك من توسيع نطاق المشكلة توسيعاً لا مبرر له ويساعدك في المحافظة على تركيزك موجهاً إلى القضايا الجوهرية.
4- ولّد أفكاراً (السؤالان 4 و 13 )
مستنداً إلى الترسيم الدقيق لمعالم المشكلة يمكنك البدء بتوليد أفكار الحلول. ولعلّ أهمّ مطلبٍ هنا هو الحفاظ على أقصى درجةٍ ممكنة من المرونة والانطلاق في النظر إلى المشكلة ومعالجتها. ينبغي النظر إليها من جهاتٍ كثيرة مختلفة.
وقد يفيدك كثيراً البحث عن أنماطٍ متكررة أو عناصر مشتركة في أجزاء مختلفة من المشكلة. ويفيدك أيضاً اللجوء إلى رسم الصور التشبيهية التي تساعدك في تحليل المشكلة واكتشاف نقاط تماثلها مع مسائل أخرى معروفة والبحث عن الحلول انطلاقاً من تلك النقاط.
5- التقييم والاختيار (السؤالان 6 و 15)
بعد الانطلاق في توليد الأفكار (والحرص أثناء ذلك على اجتناب التقييم الذي يعرقل الإبداع) يصير لديك خياراتٌ متعددةٌ للانتقاء منها أو للمشاركة بينها.
بدافع السرعة قد ينزلق المرء هنا إلى التسرّع في تقريب بعض الأفكار وطرد بعضها، ولذلك ينبغي التنبيه هنا إلى ضرورة أن يسبقَ مناقشة الأفكار والمفاضلة بينها تقرير معايير الحل الأفضل واتخاذ تلك المعايير مقياساً موحّداً يخفّف من مخاطرة استبعاد الأفكار الواعدة والانبهار ببعض الأفكار غير المجدية.
ابدأ بتقرير العناصر اللازم توفّرها في أيّ حل واقعيّ فعّال، حدّد العناصر الأكثر أهمية، وبعدئذٍ يمكنك المضي إلى المفاضلة بين الخيارات وانتقاء أفضلها.
6- خطّط (السؤالان 1 و 16)
قد يظن البعض أن التوصّل إلى حل هو نهاية عملية حل المشكلة. والحقيقة هي أنّه بداية مرحلة التنفيذ فيها. تتطلّب هذه المرحلة الكثير من الرسم والتحضير، وإن لم تكن وضعت تحليلاً شاملاً للمخاطر في مرحلة التقييم فعليك أن تقوم بذلك الآن. يجب أن تعرف ماذا ستواجه، وماذا سيلزمك كي تستطيع أن تواجه، وكيف تؤمّن هذه اللوازم قبل إعلان النفير والمناداة بتطبيق حلّك المقترح.
7- سوّق الحل (السؤالان 5 و 8)
ضمن مرحلة التخطيط ينبغي أن تقنع المتأثّرين والمتدخّلين بحلّك بأنّه الحل الأفضل. وقبل أن تسوّق حلّك وتواجه المعارضة المحتملة تأكّد من استيعابك لكل الآثار الناجمة عن حلّك، ولكلّ التبعات المحتمل نشوؤها عن كل خيارٍ من خيارات التصرف مع المعارضة.
أنصت إلى آراء الناس، وقم بما ينبغي القيام به من تغييرات، وتذكّر أنّ تلبية الحل لاحتياجات عدد أكبر من الناس تعني توسيع نجاحه ومضاعفة آثاره الإيجابيّة.
8- تحرّك وواصل التحرّك (السؤالان 2 و 11)
بعد أن أقنعت المتأثرين والمشاركين الرئيسيين بجدارة حلّك ونجاعته يمكنك المضيّ إلى التنفيذ. هذه هي مرحلة الإثارة وتذوّق حلاوة النصر في عملية حل المشكلات.
هذه المرحلة نهاية، وهي كذلك بدايةٌ. فبعد انتهاء التنفيذ يحين موعد الخطوة التالية في العملية. خطوة الاستطلاع الفعّال والعثور على المشكلات ومفاجأتها وهي صغيرة قبل أن تفاجئنا وهي كبيرة.
نشرت فى 12 يوليو 2011
بواسطة PioneersAcademy
ساحة النقاش