على الرغم من طبيعة الطقس الحار فى محافظة أسوان إلا أنها تعانى من ارتفاع منسوب المياه الجوفية فى بعض المناطق، فعلى بعد أمتار قليلة فى المنطقة الواقعة جنوب مصنع كيما للأسمدة الكيماوية تكونت بركة كبيرة جدًا من المياه الجوفية تحولت لشكل بحيرة صغيرة.
ويرجع سبب تكونها فى محيط محجر للرمال بعد إغلاقه منذ سنوات لما كان يمثله من خطورة على المصنع، وتوقف الآبار الجوفية بمنطقة الشلال القريبة من موقع البحيرة بسبب التلوث.
وكشفت دراسة قامت بها كلية العلوم بجامعة أسوان أن السبب هو توقف ضخ 40 بئرًا تابعة للشركة القابضة للمياه بالشلال، حيث كانت تسحب نحو 4 ملايين 660 ألف متر مكعب سنويًا بالإضافة لتسرب المياه من مشروع المفرخ السمكى لعدم تبطينه وكذلك عدم وجود شبكة صرف، بالإضافة لقربها من منطقة «الحبس» الواقعة ما بين الخزان القديم والسد العالى.
وأوضح الدكتور جمال إسماعيل رئيس قطاعات المصانع بشركة كيما عدم تأثر منشآت المصنع حتى الآن بهذه الكميات الضخمة من المياه الجوفية وهذا ما أثبته تقارير المختصين الجيولوجيين، مشيرًا إلى أن المياه تسببت فى غرق 8 آبار مياه جوفية بكابلاتها ومعداتها وكبدت المصنع خسارة وصلت إلى نحو 2 مليون جنيه.
وأشار مصطفى المحمدى من سكان حى المحمودية إلى أن أسوان ألغت الاعتماد على مياه الآبار بمنطقة الشلال بعد افتتاح وتشغيل محطة توليد المياه بجبل شيشة، ومن وقتها بدأت هذه المياه فى التراكم والظهور بالمحجر القديم للرمال وحدث بعض الانهيارات الرملية مما يشكل خطورة شديدة على مستقبل حى المحمودية فى حالة تسرب المياه إليه.
وقال الدكتور سيد عبده عميد كلية العلوم بأسوان والخبير الجيولوجى: إن ظاهرة المياه الجوفية لا تعد قاصرة على هذه المنطقة فقط ولكن تنتشر فى الجزء الشرقى للمدينة فى الشلال وكيما والسيل.
وطالب عبده بضرورة الانتهاء من مد شبكة الصرف الصحى بالشلال وإلغاء البيارات وإعادة تشغيل الآبار المتوقفة واستخدامها فى الزراعة والرى وعزل المفرخ السمكى، بجانب الكشف الدقيق على جميع شبكات مياه الشرب القديمة للتأكد من خلوها من أى تسريبات، ووضع حلول جذرية للقضاء على هذه المياه الجوفية والتى تزداد يومًا بعد يوم.
أعدتة للنشر على الموقع / داليا عمر