مجال نباتات الزينة والأشجار الخشبية

مهتم بنباتات الزينة والأشجار الخشبية زهور القطف

 

يعتبر نبات القرم (Avicennia marina) كما يسمى في الجزيرة العربية أو الشورى كما يسمى في مصر والسودان، هو نبات الأيكات الساحلية الأكثر شيوعاً في الوطن العربي حيث ينتشر حول ساحل البحر الأحمر الغربي (مصر والسودان) والساحل الشرقي للمملكة العربية السعودية واليمن حيث في الأخير تكون بالقرب من مدينة الحديدة فهي أشجار شبه غارقة في مياه المد العالي حيث تختفي جذوع الأشجار تحت الماء تقريباً، وكذلك على خليج العقبة والخليج العربي. ويبدو أن جيومورفولوجية ومناخ هذه السواحل تشجع نمو جماعات هذا النبات حيث توفر الخلجان الصغيرة التي تنتهي إلى السواحل والمحمية جزئياً بالشعاب المرجانية أو الجزر وسطاً ملائماً لنموه بسبب كسرها لقوة الأمواج والتي عادة ما تدمر وسط النمو وتحمل البادرات بعيداً عن مهدها. ويشير اسم الجنس إلى العالم العربي الفارسي ابن سينا (Avicenna) صاحب القانون في الطب، أما اسم النوع فهو يشير إلى المناطق البحرية (Marine).إنّ هذا النوع يعتبر من أكثر نباتات الأيكات الساحلية انتشاراً في العالم، حيث يمتد من شرق أفريقيا والبحر الأحمر ( يتميز بكونه الموقع النموذجي له) إلى الشواطئ الاستوائية وتحت الاستوائية للمحيط الهندي حتى جنوب الصين، ومعظم أستراليا حتى بولينيزيا وفيجي ونيوزيلاندا.

تتميز نباتات القرم Avicenia بتحملها لملوحة البحر، حيث أنها تحتوي على جذور سائدة تسمى الجذور التنفسية تعمل على تقليل تيارات المد والجزر وتسبب ترسباً هائلاً في الطين والغرين. تنبت بذور هذا النبات وهي لا تزال على الأشجار الأم وتسقط البادرات وتطفو في الماء إلى أن تثبت نفسها في الماء الضحل حيث تظهر الجذور النامية ربما لتكون جزيرة جديدة. وتختلف مناطق أشجار الأيكة الساحلية من حيث كثرة الأنواع فتتميز السواحل الشرقية من القارات بالغنى والتنوع النباتي مقارنة بالسواحل الغربية للقارات.

تشبه أشجار الأيكة الساحلية أشجار الغابة المدارية المطيرة في أن جذورها سطحية وتنمو نمواً أفقياً بالدرجة الأولى ويتراوح طول الأشجار ما بين 5 إلى 7 أمتار. ومن أحسن المناطق التي تنمو فيها أشجار الأيكة الساحلية المناطق التي تقع بالقرب من خط الإستواء في كل من إندونيسيا وغينيا الجديدة والفلبين. وبصفة عامة تقل نباتات الأيكة الساحلية في كثافتها وأنواعها كلما ابتعدنا عن خط الاستواء حيث تقصر في بعض المناطق على نوع من الأشجار مثل أشجار القرم. يختلف امتداد مناطق الأيكة الساحلية على طول الساحل تبعاً للظروف المحلية، ففي شرق إفريقيا تقع بين دائرتي العرض 3 شمالاً حتى 22 جنوباً، بينما في أمريكا الشمالية والجنوبية تمتد بين دائرتي العرض 29 جنوباً في البرازيل و32 في برمودا بأمريكا الشمالية، وبين دائرتي عرض 37 شمالاً و38 جنوباً في أستراليا ونيوزيلندا، وقد كانت أشجار الأيكة الساحلية منتشرة في سواحل الخليج العربي الغربية ولكن معظم الأشجار اختفت بسبب القطع الجائر لهذه الأشجار قبل ظهور النفط.

منذ زمن طويل تمثل أشجار المانجروف طوق نجاة للمجتمعات الساحلية في بعض البلاد، فهي تحميها من العواصف وتوفر الغذاء والأخشاب للعائلات. كما أنها طوق نجاة للعالم بأكمله، حيث تمتص الكربون من الجو وتخزنه في أعماق تربتها تحت المياه لقرون عدة. وقد أظهرت دراسات حديثة أن بإمكانها تخزين ما يصل إلى 10 أضعاف كمية الكربون لكل فدان بالمقارنة بالغابات البرية.

تكيف أشجار المانجروف في ظل هذه الظروف القاسية:

كيف تتعامل أشجار المانجروف مع الملح:

يمكن أن تقتل المياه المالحة النباتات، لذلك يجب على أشجار المانجروف استخراج المياه العذبة من مياه البحر المحيطة بها، حيث تستطيع العديد من أنواع المانجروف تصفية ما يصل إلى 90% من الملح الموجود في مياه البحر أثناء دخوله إلى جذورها، وبعضها تفرز الملح من خلال الغدد في أوراقها، فتجد هذه الأوراق مغطاة ببلورات الملح الجافة، كما يوجد بعض أنواع المانجروف تستطيع تركيز الملح في الأوراق القديمة أو اللحاء، وبالتالي عندما تسقط الأوراق أو يشيب اللحاء؛ يذهب الملح المخزن معهم.

كيف تخزن أشجار المانجروف المياه العذبة:

تقوم أشجار المانجروف بتخزين المياه العذبة بأوراق عُصارية كثيفة مثل النباتات الصحراوية، ثم تقوم بعض أنواع المانجروف بعمل طلاءٍ شمعي على الأوراق فيتم تخزين الماء وتقليل التبخر، كما تعمل الشعيرات الصغيرة الموجودة على أوراق بعض الأنواع الأخرى على تحريف الرياح وأشعة الشمس، مما يقلل من فقد الماء من خلال الفتحات الصغيرة الموجودة عليها، وفي بعض أنواع أشجار المانجروف تقع هذه الفتحات الصغيرة أسفل سطح الورقة، بعيدًا عن الرياح والشمس.

كيف تتنفس أشجار المانجروف؟

تنبت بعض أشجار المانجروف جذور تشبه القلم الرصاص وتخرج من الأرض الرطبة الكثيفة مثل أنابيب التنفس الخاصة بالغطس، والتي يطلق عليها (المكورات الرئوية – pneumatophores)، فتسمح أنابيب التنفس هذه لأشجار المانجروف أن تواجه الفيضانات اليومية التي يُحدثها المد والجزر، كما تأخذ المكورات الهوائية الأكسجين من الهواء ما لم تكن مسدودة أو مغمورة لفترة طويلة .

كيف تتكاثر أشجار المانجروف:

أدّى وجود غابات المانجروف بين البر والبحر إلى طرق فريدة للتكاثر، حيث تنبت قرون البذور أثناء وجودها على الشجرة، بحيث تكون جاهزة لإنبات جذور عندما تسقط مباشرة، وإذا سقطت بذرة في الماء أثناء المد العالي، يمكن أن تطفو وتتجذر بمجرد أن تجد أرضية صلبة. إذا سقطت براعمٌ خلال المد والجزر، فبإمكانها أن تثبّت نفسها بسرعة في تربة الطين قبل ظهور المد القادم، وقد تنمو بذرة قوية تمتدّ حتى قدمين (حوالي 0.6 م) في عامها الأول. تُشكّل بعض أنواع الأشجار جذوعًا طويلة وجذرية على شكل رمحٍ بينما لا تزال متصلة بالنبات الأصلي، وبعد أن تتغذى من الشجرة الأم لمدة سنة إلى ثلاث سنوات، قد تنقطع هذه البراعم.

أهمية أشجار المانجروف:

حجر الزاوية في النظام البيئي الساحلي:

تعمل الأشجار كفخٍ للرواسب والملوّثات التي تتدفق إلى البحر، كما تعمل كعائقٍ إضافيّ أمام الطمي والطين الذي قد يخنق الشعاب المرجانية.

حضانة تفريخ الأسماك:

تُوفر أشجار المانجروف أرضًا خصبة للعديد من الأسماك؛ حيث تستخدم هذه الأسماك جذور المانجروف كملجأ عندما تكون صغيرة، ومن ثم تتحرك في المحيطات المفتوحة عندما تكون بالغة.

شبكة غذائية متكاملة:

توفر غابات المانجروف موطنًا لآلاف الأنواع على جميع مستويات شبكات الغذاء البحرية والغابات، حيث تحمي الأشجار أنواعًا من الحشرات، وتحمي الطيور أيضًا في الفروع الكثيفة، فتعمل كمكان للتعشيش والراحة لمئات الطيور الساحلية المهاجرة.  كما  أن عندما تسقط أوراق غابات المانجروف كل عامٍ و تتحلل؛ فإنها توفر العناصر الغذائية لللافقاريات والطحالب والتي بدورها تغذي العديد من الكائنات الصغيرة مثل الطيور والأسماك الصغيرة والمحار.

تثبيت السواحل:

تجمع جذور المانجروف الطمي والرواسب التي يحملها المد والجزر، كما يمكنها الاحتفاظ بالتربة في مكانها، وتعمل الأشجار على تثبيت الشواطئ من التآكل.

درع ضد العواصف:

تعمل غابات أشجار المانجروف كمنطقة عازلة تحمي الأرض من أضرار الرياح والأمواج، حيث أنّ الأماكن التي تم قطع أشجار المانجروف فيها تكون أكثر عرضة للأعاصير المدمِّرة والأمواج المدّية.

مورد غذائي للبشر:

توفر غابات المانجروف العديد من الموارد التي يعتمد عليها سكان المناطق الساحلية من أجل بقائهم على قيد الحياة، فعند انخفاض المد؛ يمكن للناس السير عبر مسطحات المد والجزر لجمع المحار، وعند ارتفاع المد؛ تتحرك الأسماك لتتغذى على عوالق جذور المانجروف، وتُحول أرض المستنقع إلى مناطق صيد غنية، كما تُوفر أشجار المانجروف نفسها الوقود والأدوية والخشب لبناء المنازل والقوارب.

أشجار المانجروف في مصر:

يوجد نوعان حاليًا في مصر هما المانجروف الرمادي والمانجروف الأحمر، ولكنّ مساحتهما صغيرة وبعيدة جدًا عن المناطق الحضرية الكبيرة. تتواجد أشجار المانجروف فى سيناء بخليج العقبة بمنطقة نبق ورأس محمد، كما تتواجد في أماكن متفرقة على طول ساحل البحر الأحمر في جزر داخل المياه ومنطقة مرسى علم والجونة بالقرب من الغردقة.

في الوقت الذي نتحدث فيه عن انقراض الأنواع العالمية بمعدلات غير مسبوقة، من المشجّع معرفة أن جميع أشجار المانجروف في مصر تقع  في مناطق مصنفة كمحمية طبيعية قبل بدء هذا التطوير المكثف على طول ساحل البحر الأحمر، وعلى الرغم من حمايتهم الرسمية، إلا أنّ التهديدات التي تتعرض لها لا تزال موجودة.

 

التحميلات المرفقة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 767 مشاهدة
نشرت فى 2 ديسمبر 2020 بواسطة OrnaPWT

نباتات الزينة والأشجار الخشبية

OrnaPWT
رسالة وأهداف القسم ( Objectives) 1-اجراء دراسات لادخال أصناف من زهور القطف تلائم السوق المحلي والتصدير. 2- احياء زراعة بعض الاشجار ذات القيمة الاقتصادية. 3- استخدام التقنيات والتكنولوجيا الحديثة في مجالات انتاج نباتات الزينة ومعاملات مابعد الحصاد. 4- أقلمة بعض الاشجار الخشبية ذات القيمة الاقتصادية للزراعة في بيئات مختلفة. 5- »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

17,300