بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

أحذر يا هـذا من مظاهر البراءة !!

الحزمة الناسفة قد تنام تحت باقة الوردة الوديعة .. والبراءة قد لا تخلو من الإيلام .. وثمارها ما ليس في الحسبان .. تطرب العصافير حين تزقزق .. ولكنها تزعج حين ترفرف .. وملمس الأفعى نعومة تغري حتى مشارف الأنياب .. وعندها مكمن السم الزعاف .. وجمال الزهرة يجذب الأنامل لو لا تلك الأشواك .. قد يمد الطفل يده إعجابا بمظهر الجمرة .. ثم يحصد ثمار البراءة بالحرقة .. محاسن تحاط بالأخطار .. وهي قد تخيف عمالقة الجبروت والكبار .. ذلك الليث حين يسأل لما تغازل الظربان دون جرأة الشجعان ؟.. يميل خجلاً ويقول ألا ترى تلك الإشارات بالإعلان .. والثعلب المكار يراوغ القنفذ حذرا وحين يسأل يقول ألا ترى تلك السهام والأشواك ؟.. والفراشة الوديعة تتوجس خوفاً من نسائم عليلة قد تقذفها نحو الهلاك .. فليس كل الجمال محاطاً بالأمن والأمان .. وليس مذاب الحديد البراق يقبل العبث بالبنان .. فقد يكون الحال إطاراً يحيط بلوحة الشيطان .. والصد والهجران قد يشكك في بسمة الحسان .. تحايل ومكائد تجعل المظاهر تزهو بالأضواء .. وقد تتلألأ الشمس بوهج الإغراء .. ثم تحرق الغابات وتجعلها كالجبة السوداء .. وكل المعالم في لوحة الخيال مجرد زيف من الطلاء .. وهي زخارف تخدع الأعين كألوان الحرباء .. يرقص اليعسوب طربا لنقيق الضفادع بالغناء .. فإذا بـه يجــــد الذات في قاعة الأمعاء .. وذلك المنادي ينادي بأن لا تخافوا من كيد الأخلاء .. وتلك فرية لا يقبلها عقل عاقل قد مر بأسواق الرمضاء .. يقول المجرب هل آمنكم على جدل المظاهر كما أمنتكم على الإخاء ؟.. وحكمة العصر تقول لا تنام إلا بعين واحدة والأخرى تترصد في الأرجاء !.. أما إذا غفوت مطمئناً فقد تحسب ميتاً ثم مصيرك الإقبار بالخفاء .. فتلك البراءة قد تكون قاتلة وقد تخدع الإنسان بعلل الافتراء .. والحريص من يتقدم شبراً نحو الجمال ثم يتراجع عنه ميلاً خشية الابتلاء .. وكل من يفعل ذلك يستحق الوسام والثناء .. وكثرة الطرق في الموضع يوجد أثراً هو الهلاك والفناء .. والعاقل اللبيب هو من يتقي حين يمطر السماء .. برق ورعد ثم سيل يجرف الأثقال تحت الماء .. فيا لها من مخاطر تصاحب سخاء المزن بالعطاء !.. وعين الحسان حين تخلص توحي بالنقاء والصفاء .. وهي العين حين تجفو تشير بالعداء والجفاء .. حيث تفقد صدق البراءة التي تجمع البياض والسواد في نفس الإناء .. وقد تتلاشى عنها نعوت المحاسن التي يتغنى بها الشعراء .

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 181 مشاهدة
نشرت فى 30 يونيو 2018 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

766,051