بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

الآهات والأنات الشاردة من جوف الصدر!!

قـــــــال :

جدران الحياة أصبحت بلا نوافذ .. وقد استحال السير فوق أسنان الرماح !.. ذهاب وإياب قد أصبح بلا معنى .. نظرت حولي فلم أجد دروب الانشراح .. ولقد أبكاني الشتاء في مواسم الصيف .. كما أبكاني الصيف في مواسم الشتاء .. وتلك نعمة الشهيق والزفير أصبحت تباع في أرفف الأسواق .. وأصبحت الأحلام من سقط المتاع .. وراحة النفس تمثل السراب في صحراء الضياع .. أمرت النفس بالصمت رغم الأوجاع .. فترددت كثيرا ثم رضخت في انصياع .. ولكن تلاحقت الحلقات ضيقاً كالأفعى يلتف حول الأضلاع .. والصبر قد أشتكى من كثرة الصبر حتى النخاع .. والذي يقول الحمد لله على القدر المتاح لا ينال الثناء .. بل لا بد من ضريبة في مقابل القناعة !.. فهو ذلك الملام في كل الأحوال إذا بكى أو أشتكى !! .. الدمعة يبذلها مرغماً ثم لا ينال في مقابلها الجزاء .. تلك الدمعة التي تفقد المكانة في الحدقة ثم تنحدر متخاذلة .. لتؤكد للناظر مقدار العناء .. وبعدها تنساب في حياء حتى تعانق الثرى !.. ولا تجد أنامل رحمة وشفقة تمسح لتؤكد الرثاء .. والأرض قد أصبحت منفى تنوء بالوباء .. وتلك الشمس تشرق يوميا ثم تدعي براءة الأبرياء .. ولا تقف لحظة لتتفقد أحوال الأنبياء .. ولو تأملت الشمس قليلاً لأدركت أن هنالك مبصر يستهلك الأضواء كما يشاء .. كما أن هنالك أعمى يعانق الظلام أبد العمر في الشقاء .. ومع ذلك يقال أن الشمس حرة في سريانها وفي تجاهلها لنوازع الأهواء .. سأل سائل في حيرة وقال من أخرجك من قوقعة الصمت .. فقلت قد أخرجتني شدة الأوجاع .. والأعجب أن غيري قد لا يملك عدة القول فهو في زمرة البكماء .. وقد تلاشت ملامح الانشراح والحبور فتلك خيام المآتم في الأرجاء .. يبكي المولود عند لحظة مولده رغم زغاريد الأهل والأقرباء !.. لأنه يرى أمام عينيه مستقبل الحياة مجرد حمم للبراكين تجري كالماء .. لقد أدرك الحقيقة قبل موسم الإدراك بحكم الإيحاء .. مفارقات تؤكد عبقرية الإنسان في لحظات الوهن والضعف .. حيث مولود جديد يعلم ومولود قديم يجهل الأنباء !!.. فإذا بالنبوءة تصدق مع مرور السنوات والأيام .. وهي تلك الأحوال التي تبخل بالضحكات وتجود بالبكاء .. فلو تصافت النفوس يسعها المقلتان .. أما إذا خبثت النفوس فيضيق بها الفرقدان .. يعاتبني المعاتب بقلة الصبر ولو لا ذلك الصبر لما بلغت هذا العمر !.. ولكن ألا يوجد للصبر حد قبل الوصول للقبر ؟ .

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 150 مشاهدة
نشرت فى 27 يونيو 2018 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

764,122