بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

( حـــــــــروف من ذهـــــــــــــــب )

مجــــــــــــرفة الدمـــــــــــوع !!

اعتاد القلب أن يرجم الحظ .. ولا يرى الفرحة تحتل الفؤاد .. ونمط الخطوب زلازل تعاود التردد والإعادة .. لا ذابح يذبح عطفاً .. ولا قاتل يقتل رحمةً .. ولقد أصابنا الليل بلفحات تحرق الكبد حرقة .. والذكريات قد هربت في زحمة الأنات والغفلة .. سافرت وتلاشت دون أن يلاحقها أثر .. رحلت حين أرعبها ذلك النفر .. وتناست أن في مدارها يدور ذلك القمر .. ما لان فؤادها عطفاً ولا بكت عينها من أجلك يا عمر .. قسا قلبها كصفحة جلمود لا يزورها مطر .. يتخذها الجبين وسادة حين يبكي وتلك أشواكها والوبر .. ذاك جزاءنا من الإرث حيث الموت بالأقساط والشذر .. ينفث الجوف آهاتً وأناتً تماثل اللهيب في مرجل القطر .. آهات تتصاعد شاردة كالحمم من فوهة بركان يشتكي من قلة المطر .. تترحل ساخطة لترجم كالشهاب منابت الشجر .. وتلك أصداءها تتباعد أبداً ولا ترتد عائدة لتفشي حقيقة الخبر .. تتواصل في الابتعاد والسفر وكأنها بذور العشر .. وحالنا كحال آدم وحواء حين تركوا الجنان تلبية لنصيحة القدر .. وتلك صيحات التوبة والأوبة ما زالت تعانق دعواتنا حتى تقوم قيامة البشر .. والآمال تحدونا بأن نلتقي يوماً بعد طول ذلك السفر .. وحينها تكون أعيادنا في رحاب الخير والنضر .. وقد لا نلتقي أبداً حتى يأخذنا الصمت عند حافة القبر .. لا نلومها أبدأ فتلك صيحاتها تموت كمداً كما أن صيحاتنا تموت بالحظر .. برزخ يحجب البين مانعاً وحاجز يحجزنا بألوان السد والحجر .. فيا ليت أناملها تسبق الأنامل لتضلل اتجاهات الخطر .. ويا ليت القلوب تنفرد وحيدة في محرابها وتنجو من ملامة النظر .. حينها ينخدع الناس بالإيهام ويهجروا منابع الشـــرر .. وقد طعنوا في عفة الأسرار يوم أن قالوا في السر والجهر .. أرادوا سجالا وفصالاً بالبث والنشر .. هربت وقالت لا تريد وداداً يوجع القلب بالكدر .. غير أنها ظالمة لقلب يملك الطيبة كالنهر .. ما ذنب قلب أخلص العهد دوماً ولم يلتقي بالشر .. أنصاع مجبراً حين قالوا عليك بالحيطة والحذر .. وصام تأدباً حين قالوا عليك بالصوم كل الشهر .. ثم كان جزاءه عيد من وبال وصد وهجر .. وقد ضاعت معالم الذكريات في حوبة الدموع والسهر .. ويقيني أن الهلال لن يكمل الدورة حتى يتجلى بمثابة البدر .. بل سيبقى خائفاً خلف الغمام ليتجنب عواصف المطر .. نرفع الأكف عالية ونقول أجزأ الله من كان سبباً في استحالة الوطر .

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 154 مشاهدة
نشرت فى 18 مايو 2018 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

764,628