بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

الفــــــــــاقد للـذاكــــــــــرة !!

قـــــــــــال :

بكت الحسناء وقالت أين كنت يا ذلك الإنسان ؟.. فقال نحن كنا في بحار الدمع نبحر تائهين ،، نعتلي مركب الأحزان في رحلة الأوهام .. كانت مجاديفها تمثل المطارق .. وشراعها نسيج من كرامة الإنسان ؟؟ .. شراع ممزق يخون حين يمرر الهواء .. ترافقنا أشباح تخيف بالعواء .. وتلك دفة المركب نالت العتق من العبودية ثم صارت حرة القرار .. لا تطيع من يديرها ولا تنصاع .. ولا يحق لكائن أن يقول لها يمينا أو شمالاً .. وقبطانها كان ذلك الصائم صمتاً والعابد زيفاً .. حاله يماثل حال السكارى في أرض الحيارى .. ولقد أوجدنا في بحار أمواجها تماثل الجبال .. وتلك تيارات الأهواء تلاعبت بنا كالبالون في كف الصغار .. وكانت تلك الصفعات تلو الصفعات من العواصف الهوجاء .. وحينها فقدنا بوصلة الوجهة والجهات .. كما فقدنا بوصلة الإرشاد في الأذهان .. فمن تكوني يا أيتها السائلة الحسناء ؟؟ .. فقالت أنا حبيبة العمر ورفيقة الدرب في السراء والضراء .. ولنا معكم ذكريات في الماضي كما لنا ثمار باللقاء .. فقال لها عجباً فتلك ذاكرتي تخون وتقول أنها لم تراك من قبل في يوم من الأيام !.. فقالت يا ويح نفسي كيف تبادرني بالتصريح والتجريح ولا تبادرني بالعناق ؟!. وهل يلزم الأمر أن أنادي في الناس وأقول ذلك الزوج قد أنكر إحساني ؟؟ .. أين ضاع العقل وكيف ضاعت تلك الليالي ؟.. فقال لها عجباً وهل كانت لنا ليالي ؟؟ .. فقالت ثكلتك أمك يا ذلك الحائر المتحير .. كيف تسأل ذلك السؤال ؟ .. كنا نتعانق منذ إسدال الشمس لأستارها حتى يؤذن المؤذن بالفجر حي على الصلاة .. فقال لها عجباً فتلك واقعة تزيد الأمر أكثر حيرة وإرباكاً .. ولو صدق قولك فالويل لنا قبل أن يكون الويل لك يا صاحبة الألغاز .. وقلبي ما زال يتردد حائراً في متاهة الطلاسم ولا يوافق تلك الأحاجي .. وتلك ذاكرتي لا تجد في أضابيرها ما يثبت الليالي .. وكيف لي تلك الثمار ولا أذكر أني قد بذرت البذرة يوماً في أرضكم ؟!.. فقالت عجباً وهل تظن أن المرأة تسود وجهها بسواد الطلاء ؟.. إنما هي تلك المكائد من الرجال حين يريدون الفرار .. يجتهدون العمر في تخصيب الأراضي .. فإذا جادت الأرض بثمارها تهربوا بالإنكار .. وقد أصابتك عين حاسد يا ذلك الجاحد المكار .. وسوف ترتاد المجاهل تائهاً وتطرق الأبواب تلو الأبواب .. وعندها سوف يصفعك الناس دون أسباب .. ولن يكون لك الترحاب إلا عند الأحباب .. ثم كان موكب الصغار حيث دنا نحو الجدار .. تعلق الصغير بالأنامل وقال يا أبي .. وتلك يافعة قد عانقت وقالت يا روح قلبي .. وعندها تموجت الذكريات في الذهن وأعادت الدائرة .. فقال أني أشتم رائحة النفس في هؤلاء البراعم .. ثم كانت الدموع .

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 197 مشاهدة
نشرت فى 5 مايو 2018 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

806,962