بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

ذلك الأمـر عنـدما يطرق الخيــال !!

حقيقة تقولها النفس والضباب يقمع العين .. وهي النفس التي ترغب حين ترغب .. تلح في طلب يتواجد في أرفف الحياء .. جملة من المعالم تتمثل في الخيال .. في لحظات تحتل الحواس ثم تعطل الوقار والاتزان .. نداءات تبدأ بالدغدغة وهي عزيزة المرام .. وحينها تغلق النوافذ إلا نافذة تريدها النفس .. ويساعدها الخيال .. وهو الخيال الذي يجيد تجسيد المعطيات بدقة متناهية تنافس المنطق والمعقول .. خيال يقول عن الوجه ويقول عن الجسم ويقول عن المعالم .. بكل الدقة والتفاصيل .. وقد يقول القائل أن الوجه ميسر ولا يستحق الخيال عنه تلك الإشادة .. كما أن المعالم والأوصال ميسرة ولا يستحق الخيال عنها مدحاً أو ثناءً .. أما المعجزة الحقيقية فإنها تتمثل في تلك الأسرار التي يقولها الخيال عن المتواجد في المتاهة والدهاليز .. حيث عندها تتجلى عبقرية الخيال .. وتلك مهارة تفوق المعقول .. خيال يجسد الصورة التي تريدها النفس بقدر يماثل الحقيقة ويطابق الشمس في كبد السماء .. وعندها يستحق الخيال بحق وحقيقة أوسمة الجدارة .. كما يستحق تلك الإشادة والتمجيد .. حيث في ثواني معدودة تتوفر الصورة المطلوبة .. وتقع المعجزة عياناً وبياناً .. والخيال في تلك اللحظات يعادل الرجل الصالح الذي أوجد عرش بلقيس من اليمن للشام في طرفة العين .. وبالمثل فإن الخيال يوجد الصورة المطلوبة عن الملامح في طرفة العين .. مهارة فائقة في تجسيد المستحيل .. وما بعدها مهارة .. حيث تكون اللوحة مجسدة في الخيال كما خلقها الخالق .. وحينها تبدأ النفس في خلجات الرغبة والشغف .. ورغم أن الصورة هي مجرد أوهام في الخيال إلا أنها تقول الكثير .. وهي تعجب الأمزجة المتلهفة بقدر يجلب التمرد والإصرار .. ملامح تريدها النفس بشغف وشدة .. ولو أن تلك الملامح وضعت على الطاولة مجردة من النزعات لما تناولتها الأيدي .. ولكنها في تلك اللحظات تعادل الدنيا وما فيها .. والنفس تفضلها حيث هي وكما هي .. ومستعدة أن تتجاوز عن كل عيوبها .. وهي تلك الملامح التي قد لا تخلو من الشوائب .. ومجرد الوصول إليها هو هدف وغاية من الغايات القصوى .. ومن العجيب أن تلك الملامح قد لا تكون جاذبة وملهمة للصاحب والمالك .. ولكنها بالتأكيد تمثل الغاية القصوى لدى ذلك المتعطش الهائم .. وقد يكتفي طرف بالأداء دون الانتباه لزينة الملامح والمعالم .. وتلك حالة تخلق ذلك الجدل الفلسفي الذي يقول هل للأدوات والملامح دور فوق خشبة المسرح ؟؟ .. والحقيقة أن تلك الأدوات تمثل الأساس والجوهر في الأمر .. وهي عدة لازمة ودافعة في تحريك المشاعر بالخيال .. ولو لا مظاهر تلك العدة والأدوات لما تحرك الإنسان لتحقيق الغايات .. متواليات لا بد منها .. مجريات ثم رقصات في الخيال ثم أداء وإشباع .. ثم انتظار لمواسم تلو مواسم .. مسرحية لا تنتهي عروضها لمرة أو مرات ولكنها تواكب الحياة حتى الفناء .. فطرة ملزمة تعني المودة بين إنسان وإنسان .. خيال وصور وأدوات ومغريات وملامح ثم لقاء وأداء .. ثم ينادي المنادي من أنت يا ذلك الإنسان ؟.. فطرة لا يوقفها الحياء .. ولا تمنعها الأديان .. ولا ينكرها القرآن إذا وافقت الشروط بالإحسان .. ومن يجادل تمرداً واستنكاراً فتلك حجة أخرى ليس لها المجال هنا والأوان .

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 395 مشاهدة
نشرت فى 2 مايو 2018 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

807,169