بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

قـــــــالت لا تريـــــــد !!

لا تعبثي فالبين نبراس .. ونقطة المداد قد تهتك عذرية الصفحة البيضاء .. كنا نقول دائماً الصفاء قاطعة .. وما زلنا نقول .. ولكن بدأت تماطر الشوائب .. نقاط من الرزاز تصيب النوافذ .. تريد الدخول .. ونحن حذراً لا نريد لها الدخول .. نخشى العواقب .. ونحتاط للسلم والسلامة .. ولقد بدأت ملامح لا تسر الناظرين .. مادح يمدح النوع ويفاضل .. ومنشد يتغنى انحيازاً ؟.. حواء تمدح حواء .. وآدم يمدح آدم !.. والكل يدرك أهمية السالب والموجب .. وأن الجنس يكمل الجنس .. وجهان لعملة واحدة .. يسقط الوجه إذا سقط الآخر.. لا فائدة في بذور يحملها آدم إذا لم تقبلها أرض .. ولا فائدة في أرض تعشق الجدب والبور والقحط .. ولو كانت النزعة هي النزعة كما يريدها البعض لتوقف النسل .. ولاشتكت الرياض من ندرة الإنسان والبراعم .. ولتوقف آدم عن إكمال الرسالة .. خطأ في المعادلة .. وخطأ في المفاضلة .. وخطأ في القياس .. وكان العهد منذ ذاك العهد .. حين نزع الضلع ليوجد الفرع .. تواجدت حواء ثم قالت قبلت بالشروط .. فلا يحق لها الآن أن تقول لا تريد .. كما لا يحق لآدم أن يقول لا أريد .. هي دائماً تمثل الأرض .. وهو دائما يمثل البذر .. ولا بد من إيفاء الشروط حتى توجد الثمرة .. وهي شروط تسري حتى قيام الساعة .. رسالة حملها آدم كما حملتها حواء .. فما الحكمة في التمرد والعصيان ؟.. والمضحك في العمق فرية الجنس بالمثل .. فرية لا توجد الثمار .. ولا تكمل مشوار آدم .. فما أغبى ذلك الإنسان !.. هل يلام آدم بوزر حواء إذا قالت لا تريد ؟.. وهل تلام حواء إذا أمسك آدم وقال لا أريد ؟ .. فرية عجيبة تتوفر في أروقة هذا الزمن .. وهي فرية تجلب سخرية أهل القبور الذين رحلوا منذ القدم !.. وتمثل لطمه في جبين الإنسانية .. ومجرد سردها لا يجوز .. وأصوات الحكماء تنادي بالتعقل .. والخروج من دوائر السقوط .. وعدم السلوك كالأنعام .. وحتى أن تلك الأنعام لا تعرف المثلية .. ولكنها تجاري السبيل السوي بالفطرة

      الصراط الممهد بالانسيابية والطهارة يعفي الجميع من شائكة الخطايا .. كما يعفي الجميع من التمرد المفضوح والخروج عن النصوص .. والحكيم الناصح من لا يبالي بالاجتهادات ولا يجاري المستجدات .. ولسان حاله يقول : فليطرق الطارق على النوافذ بالقدر الذي يشاء .. فنحن ما زلنا نتمسك بشروط آدم وحواء .. لا يحق لحواء أن ترفض الشروط .. كما لا يحق لآدم أن يرفض العهد .. وبذلك تنتصر لجان الفضيلة وتعلو أصوات الأنبياء .. ثم يرتاح آدم في السماء ويقول أجزأكم الله يا أبنائي الأعزاء .. وللقصة بقية .. ففي يوم من الأيام سوف تلام وتعاقب أشد العقاب تلك الحواء التي قالت لا تريد .. وبنفس القدر سوف يعاقب ذلك الآدم الذي قال لا أريد .

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 202 مشاهدة
نشرت فى 26 إبريل 2018 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

807,012