بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

صهـــــــاريج الدمـــــوع !!

قال والقول مسموع في الأعماق :

ردد الجلاد أورادا وأمسك في اليد مسبحة .. وتعالت الزغاريد حين أدلوا حبل المشنقة !.. رقص المشنوق طرباً حين لاحت ساعة المطرقة .. والليل اكتحل سواداً وقد مارس الأشباح طقوس المحرقة .. والشمس كعادتها رحلت تدندن وهي تعزف نغمات المسخرة .. وتقول غداً سوف آتي وأنا الفارس بطل المعركة .. وتلك خيام الصمت ممزقة الأستار تلمح بالمهزلة .. تجبر العاقل ليضع الكف خجلاً فوق السوءة الفاضحة .. الحي يناجي الميت ويقول أفسح لي في القبر قليلاً حتى أقتبس من نور البركة .. والميت يرفض طلبه ويقول أنت دخيل من صناع الحركة .. وذاك الشيخ يقدم نصحاً للأجيال ويطالب بأن تخلو الأفواه من العلكة .. قال اقصروا الجلباب لباساً وأقصوا الشوارب حداً وأعفو اللحية طولاً .. وعليكم بالصبر والتحايل وعندها سوف تكون لكم الدائرة .. فقال الحيارى كيف نتحايل والأقدام تتخذ القرار تخبطاً !. في حين أن العقل يواكب الأحوال شروداً .. ولقد استأمنا المقام فوق أجنحة الفراشة وكنا نعلم أنها هشة .. وكان الظن فينا أن تلك الأجنحة سوف تحملنا لتلك النزهــة .. ولكن ضلت الأقدام في الأعماق وهي تبحث عن يابسة بين الأكمة .. فنحن فينا المنبوذ وفينا المطرود من ساحة الرحمة .. وقد مزقوا شهادات الميلاد وقالوا أنتم رقم في قائمة الصفحة !.. وتلك الأرقام قد محيت لأنها تمثل جدلاً في إحصائية الأمة .. فقلنا كيف بالشائبة التي تؤكد أننا عدم وأننا خارج الهوية ؟.. وتلك نوافذ الحياة قد أغلقت دون أسباب تبرهن سلامة الحجة .. كما أن أبواب الموت قد أوصدت لأنها لا تقبل في غير مواسم الشدة .. وقد أصبح التخويف بالموت لا يخيف أحداً مهما كانت الحدة !. وقال الواعظ توبوا فإن العاقل من يبادر بالتوبة .. ولكن كم من عاقل قد تاب من قبل ثم قيل له تلك فرية وكذبة .. فذاك الجلاد لا يقبل أجراً دون عمل ينحر الكبش في الرقبة .. والخيار إما العدم في الحياة بالعدم أو الموت بالموت والسكتة .. فالماء من البحر والبحر من الماء مهما كانت الفكرة .. ولكن الموجع في الأمر أن الموت ألف مرة في الحياة لا يعادل الموت في العمر مرة !.. فلسفة تجعل النفس تحاور النفس وتسأل من أنا في الزمرة ؟ ,, فتجيبه الأصفار وهي تتراقص بالشمال وتقول أنت نكرة .. والعجيب أن سلة التعداد تنوء بأثقال الهوامش دون تلك القيمة .. ندرة في الدرر والألماس وكثرة في زبد البحار الذي يمثل الوفـرة .. وتلك مشيئة الأقدار أن تتواجد الرمال دوما تحت هجير الشمس بينما تحتمي الألماس في الحفرة !

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 127 مشاهدة
نشرت فى 14 مارس 2018 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

807,250