بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

يــــوم لك ويــــوم للآخــــرين !!

المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً .. فلا يجوز التراشق بألفاظ الإهانة بين المؤمنين .. وتلك الأيام لا تعرف وتيرة الثبات لأمة من الأمم .. ولا تعرف الإدامة لشعب من الشعوب .. فدوام الحال من المحال .. والتاريخ دائما وأبداً يؤكد تلك الحقيقة .. فالغني لا يبقى غنياً إلى ما لا نهاية .. والفقير لا يبقى فقيراً إلى ما لا نهاية .. وعندها تسقط شماتة الشامتين على الفقراء حين تكون عليهم الدائرة .. كما تسقط حسادة الحساد على الأغنياء حين تكون لهم الدائرة .. فالشماتة والحسادة لا تجوز بين الأخلاء والمسلمين .. والإقرار بالأقدار والأرزاق من فروض الإيمان .. العاقل من الناس هو من يمتطي الحكمة ويقر بتقلبات الأيام ويحمد الله في كل الأحوال .. وقد سمعنا البعض من عقلاء الناس يقول : ( كانت لنا بالأمس جولات وجولات مع الفقر والفاقة ) .. حيث كنا نرتاد السواحل والمواني نترقب ونرتجي الخيرات وهي ترد إلينا من بلاد الآخرين .. ثم دارت الدوائر مرة أخرى .. فإذا بأغنياء الأمس يمثلون فقراء اليوم .. ويلتمسون منا الفضل والخيرات .. وعند ذلك تتكرر وتيرة السنن .. حيث يوم علينا ويوم عليهم .. وحيث يوم لنا ويوم لهم .. بالأمس كنا في حاجة إليهم .. واليوم هم في حاجة إلينا .. والمآل تجري بوتيرة توافق السنن الكونية .. كما توافق سنن التاريخ .. وعند ذلك تسقط المواقف والأنانية .. حيث لا يجوز لشامت أن يشمت .. ولا يجوز لساخط أن يسخط .. ولا يجوز لحاسد أن يحسد .. ولا يجوز لبازل أن يبذل بالمن والأذى .. ولا يجوز لمتأفف أن يتأفف من كثرة الأيدي الممدودة .. وفي عرف الإنسانية لا ينكر الأفضال إلا ذلك اللئيم ! .. ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ) .. والمحصلة في نهاية المطاف تؤكد أن الصورة الحسنة لا تكون إلا بمفاخر الإسلام .. حيث العروة الوثقى بين أبناء الإسلام في السراء والضراء .. ولكن مع الأسف الشديد فقد ظهرت في الآونة الأخيرة أصوات من أصوات النشاز .. وهي أصوات تماثل أصوات أصحاب الجنة الذين أقسموا ليصرمنها مصبحين .. أصوات تتخافت وتقول : ( لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ ) !.. ألا يخشى هؤلاء أن يطوف عليها طائف من ربهم وهم نائمون ؟؟ .. فمن وقت لآخر يجري التراشق بين هؤلاء وهؤلاء .. وبالأمس قالت طفلة في مواقع التواصل : ( لا فضل علي من الآخرين ) .. إنما الفضل لأبي الذي يبذل عرق الجبين .. يقدم الخدمة ويأخذ الأجر في المقابل .. فرد عليها أحدهم قائلاً من أين لأبيك ذلك المال وهو الذي أتى إلينا مفلساً .. تراشق ما كان يليق بين الإخوة المسلمين .. ولأن قالت الطفلة ما قالت فهي طفلة في المقام الأول .. تملك العذر فيما تقول لأنها ما زالت طفلة تجادل بالفطرة .. كما أن لأبيها ذلك الحق من الأجر حين يقدم الخدمة .. ويلام ذلك المجيب للطفلة .. لأنه يستنكر الفكرة ويظهر نوعا من التعالي والسطوة .. فهو لا يتخذ منطقا يجانبه الصواب ! .. ولا يقبل المنطق إطلاقاً أن يمثل أجر العامل صدقة من صاحب العمل !! .. أي عقل يقبل ذلك في أرجاء العالم ؟.. وبالمحصلة فإن مثل ذلك التراشق لا يليق بأصحاب العقول الكبيرة .

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 145 مشاهدة
نشرت فى 11 مارس 2018 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

807,115