بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

الخيمـــــة مـــــــن نســـــــيج العناكـــــــــب !!

لأجل ماذا نخاطر بالمخاطر ؟.. وإلى متى نبدي السمات تواضعاً ثم نحصد ثمار الحنظل !.. الأسماع قد اكتفت من تراشق الألسن .. والثوابت هي الثوابت لا تغادر الأعراف .. الشمس هي الشمس .. والقمر هو القمر .. ولو اجتمع أولي القوة في تبديل موجبات الأقدار لعجزوا عن ذلك .. ثم مازالت المزاعم تسود .. والكل يرتاد منابر التحايل .. فالذي كان قد كان .. والذي جرى قد جرى .. وموروثات الطبائع لا يذهبها الإدعاء .. وتلك الأرحام لن تعيد سيرة المواليد لتكون بجديد المواصفات .. والتاريخ لا يعرف ترميم عثرات الماضي .. ولكنه يكتفي فقط بالإشارة للحيثيات التي جرت ذات يوم .. فلماذا التمثيل والتظاهر بغير الحقائق ؟.. ومن الخطل تلك الشكاوي عن المعطيات التي يفرضها الواقع .. مجرد تحايل كألوان الحرباء التي تخدع الأبصار .. والمحصلة أن كل من يخاطر بالخواطر والمخاطر يمتطي فرس المزاعم .. مزاعم زيد لا تبدل الأحوال .. ومزاعم عمرو لا تفيد غير الجدال .. وتلك العناكب تنسج خيوط الأوهام وتظن أنها تبني أعظم القصور فوق وجه الأرض .. ولو أنها أدركت مقدار الوهن لما أفنت الأعمار في الشقاء .. فكم من مجتهد يفني العمر في تلوين الهواء .. وكم من متطاول يزعم التطاول وهو لا يبلغ الجبال طولاً .. وكم من راقص يبالغ بالرقص حتى يهلك ذاته بالابتذال .. مظاهر تواكب الأهواء دون الطموحات والرجاء .. ينتهي المطاف بأهلها عند ساحة الفناء .. وذاك جدل ما كان يستحق العناء .. والذي يواكب الأحوال بعين المهارة لا يجاري الرياح كيف تشاء .. إدراك يخلق العبقرية في العقول الحكيمة .. وفراسة تمنع الخطوات فوق مزارع الألغام .. فكم من حصيف يحسب الخطوة قبل الإقدام .. وكم من متهور هو ذلك المتسلق لجدار الأوهام .. فإذا قال مادح قولا من قبيل الإشادة والثناء فالممدوح أدرى بأسرار نفسه .. وعندها قد يكون المادح كاذباً في المقام .. فما الذي يجبر الإنسان أن يتملق حتى يقال ؟ .. وما الذي يجبر المرء أن يخوض في سواحل الأوحال ؟.. وقد تعاظمت زوايا المحن في هذا العصر .. والأمور قد تلونت بقدر يجلب العجب .. والذي يتمعن في اللوحة من خارج الإطار يموت دهشة بالذي يجري في داخل الإطار .. عالم من السراب يتلون زيفا ثم يتلاشى كالبخار .. والكائن مهما يتجسد صلابة وجدية فإنه يذوب عند الامتحان .. ولا يمكن القسم بالله جازما بأن الحقيقة هي الماثلة للأعيان .. ورغم أن المظاهر توحي ببراءة الأنبياء .. ورغم أن المنابر تعج بالأدعياء .. إلا أن مذاق الثمار دائما يمثل ذلك العلقم والحنظل .. ذلك المذاق الذي يفسد الخواتيم .. ثمار بمواصفات تخالف أوصاف المعاجم .. وقد ترادفت مظاهر الزيف والرياء في حياة الناس بالقدر الذي يجلب الشك في مصداقية الإنسان !.. الملامح قد تكون هي الملامح .. والأسماء قد تكون هي الأسماء .. والعناوين قد تكون هي العناوين .. ولكن الإنسان قد لا يكون ذلك الإنسان .. بل مجرد كائن يضمر ويقول ما ليس في السريرة .. مخلوق عجيب يشفع للشيطان عند الحاجة !.. والمعضلة في ثوابت قد تبدلت .. ففي الماضي كان العتاب جدل يوجع الضمائر .. وتوقظ النخوة في الأنفس .. أما في الحاضر فاللوم والعتاب جدل يخلق المكابرة في الأنفس .. ولسان حال الناس يقول : لو لا المقام والأهمية لما كان اللوم والعتاب .. أنفس تعشق الاصطياد في الظلام .. وتعشق الحمرة لأنها توافق لون المجازر والدماء .. ومن العجيب أن شوائب الصيت في الماضي أصبحت زينة في عرف أهل الحاضر .. فنعت القاتل أصبح نعتاً يشرف القاتل ولا يعيبه .. كما أن تعت السارق أصبح نعتاً يشرف السارق ولا يعيب .. ونعت الفاشل أصبح يشرف الفاشل ولا يعيب .. أما نعوت الشرف والأمانة والكفاءة فقد أصبحت نعوت الضعف والعجز في المقدرات .. فالإنسان في هذا العصر شريف وأمين لأنه عاجز وضعيف .. وأنه مخلص وطائع لأنه أحمق وبليد !.. فهو ذلك الكائن العاجز الذي لا يواكب المجريات والأحداث بالقدر الذي يفيد ويستفيد .. والماهر في عرف هذا الزمن هو من يرتاد أسواق الفساد .. وهو ذلك المتسلق لجدار النفاق .

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 112 مشاهدة
نشرت فى 8 نوفمبر 2017 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

766,088