بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحـــــــــزام الناســــــــــف !!

كل يوم يسمع الناس ذلك النبأ العجيب .. جماعات تفضل الموت على الحياة .. وتركض هاربة نحو الفناء ! .. ورغم مغريات الدنيا فإن هؤلاء يتسابقون إلى سواحل الآخرة .. والموت الذي يختارونه ليس بذلك الموت المهادن والذي يلازم المهد والفراش .. بل هو ذلك الموت الرهيب الذي يمزق الجسد إلى الأشلاء .. وقد يوجع صاحبه بقدر هائل من الآلام .. لا يعلم مقدارها إلا رب العالمين .. وتلك الصورة التي أصبحت نمطية في عالم اليوم تخلق الألف والألف من علامات الاستفهام .. والناس حول العالم يستغربون من ذلك الحدث المفرط في العجب .. ويقولون : كيف ينهي الإنسان حياته بالحزام الناسف ؟؟ .. فيجيب الحكماء بأن المرء إذا هانت عليه الدنيا فإنه لا يبالي بالعواقب .. والمدمن على عواصف النوازل والمحن فإن الرعود لا تخيفه بالجلجلة .. وكثرة المخاض في بحار الحمم يجعل الموت هو ذلك المرغوب .. وقد تأتي على الإنسان لحظات يرى فيها باطن الأرض خير من ظاهرها .. وعندها يفضل الموت على حياة هي تلك المذلة .. ومن العجيب أن تدور تساؤلات العالم حول إقدام وجرأة ذلك المسبب ولا تكون تساؤلات العالم حول مسببات الحدث ! .. وتلك صورة تؤكد غباء الأغبياء في هذا العالم الذين يبحثون عن الدواء ولا يبحثون عن أسباب الداء !.. يبذلون الجهد تلو الجهد في مواجهات الطوفان ولا يبذلون قدرا ولو يسيرا في إدراك الأسباب !.. ولو أدركوا الحقيقة لاجتهدوا في تجفيف المنابع التي تمثل الأسباب وتمثل الدوافع والأخطار ! .. والبعض منهم يعلم تلك الأسباب ولكنه يتعمد التجاهل والاستخفاف .. ولا يجهل أحد تلك الأيدي التي تزرع الأوجاع في حقول العالم وتبذر بذور الفتن ثم تريد حصادا غير الندم ! .. تزرع الآلام وتخلق الفوارق وتنشر الظلم ثم تريد أن تجني ثماراً تخالف مواصفات القدر ؟ .. هؤلاء الطغاة الذين يفرضون الأحكام والشروط ثم لا يبالون بمناهج وشريعة الآخرين .. والإنسان بالفطرة الكامنة في النفوس يرفض الإذعان للإملاءات والشروط .. وهؤلاء الطغاة ينعتون الآخرين بالأشرار .. والأشرار لا يولدون أشراراً من بواطن الأرحام بل هي تلك الأيدي للطغاة التي تخلق الخلل في المجتمعات ثم توجد تلك الصفة المزعومة .. ولو أنصف العالم في المعاملات بين البشر لأصبحت الأرض موطناً يقبل الجميع دون أحقاد وكراهية .. وبذلك القدر الذي يؤاخي بين الذئب والحمل .. ولكن مع الأسف الشديد فإن أنفس الطغاة تتعالى صلفا وتجبرا وتكبراً .. حيث يصر البعض منهم أن يضع أقدامه فوق رقاب الآخرين من البشر .. وعندها تتعاظم نزعة الكبرياء في نفوس الضعفاء وتتوالى درجات الغضب .. ثم تقع تلك المواجهات الضروسة في أرجاء المعمورة .. والعالم يشهد ذلك التحدي السافر والمحاولات العقيمة في إنهاء تلك الظاهرة .. ثم الإصرار الواهي في إبادة كل من يقاوم الظلم .. ذلك التحدي الذي يجتهد في إخماد أصوات المظلومين بالكبت والقهر .. وإبادة كل من يقول ( لا ) في هذا الزمن .. وتلك الإبادة المزعومة لن تكون يوماً في قواميس الحقيقة .. بل هو ذلك المشوار الطويل والهالك للحرث والنسل .. فتلك حواء فوق وجه الأرض تواصل مشاوير الإنجاب .. والمحصلة مواليد إما في خنادق الظلم والظالمين وإما مواليد في خنادق المجبرين على المقاومة والرفض .. وهو ذلك السجال المستميت بين الراغبين في مباهج الدنيا وبين هؤلاء الذين يفضلون الموت على حياة المذلة .. والتجارب لسنوات وسنوات أثبتت أن هؤلاء المظلومين لا يرتحلون عن الدنيا إلا بعد إحداث المقدور من الأضرار الجلل .. وإزهاق الكثير من الأرواح .. تلك الأرواح التي قد تكون بريئة وقد لا تكون كذلك .. ورغم ذلك فإن الأحداث في عالم اليوم تجري بوتيرة التحدي دون حكمة وروية .. والصورة أصبحت مألوفة في عالم اليوم .. وهي تلك الصورة التي تصنف البشر صنفين .. إما ذلك الظالم المحتكر الطامع الذي يفرض الشروط على الآخرين .. وإما ذلك الرافض الذي ينهي حياته وحياة الآخرين بالحزام الناسف .. راغب طامع محتكر لمقومات ومقدرات البشر فوق وجه الأرض .. وزاهد مظلوم يفتقد الحيلة ثم يهرب من جحيم الحياة .

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 150 مشاهدة
نشرت فى 15 أكتوبر 2017 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

761,037