بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

لا يـــــــلام الأســــد حيــــــــن يتباهــــــــــــى !!

وقف بعيدا يلتمس المسافة .. لا يتلهف في خطوات نحو الأمام .. ولا يجتهد في إزالة حواجز تعيق الوئام .. يتأنى بأدب المؤدب الذي يقدس السلام .. فقيل لما غريق الماء يخشى الاصطدام ؟ .. فقال أعذروني فللوقفة مقال ومقام .. ولقد رأيت ملامح عين تنكر الترحاب .. وعاصفة صد تتلبد خلف السحاب .. وتلك نفس تعلم اليقين من طارق يطرق الباب .. ثم تدعي الصمم بحجة الاحتجاب .. وهنالك بوادر خصام لا تبشر بلقاء الأصحاب .. والنوايا تلمح بسهام قد تمزق صفحات الكتاب .. والذي يرى معالم الحمم يتفادى الدنو والاقتراب .. ونحن أهل عزة وكرامة لا نرمي بأنفسنا في التراب .. ندرس السيماء في الوجوه بحكمة عالية تعانق الألباب .. وحينها يبكي الباكون منفردين في المحراب .. ونحن لا نلتقي معهم إلا حين يلقون الحراب .. وتلك سيرتنا دائما تؤكد القمة فوق السحاب .. حيث لا نتواجد إلا عند لحظات الفرحة والسعادة التي تزيل الاكتئاب .. ولو كانت ملامح الغيث تبشر بالإمطار كانت علامات الرضا والوفاق .. وكانت خطواتنا نحو العناق .. حيث الند بالند في مناسك الإشراق .. وإلا فإن أنفسنا لا ترقص في مسارح النفاق .. ولا تسعي ببوادر تعني الشقاق .. وتلك الخصال هي إرث يميزنا عن الرفاق .. حيث الخصال التي تنمو فوق مروج الكبرياء .. وتتعالى تيها وهي تعانق السحاب في الفضاء .. وحين يتواضع الآخرون سماحة نفترش القلوب لهم مزينة كالفسيفساء .. ونبادلهم الود بإحسان يعادل الإحسان .. ولا نبادلهم الود بقسط يجاري الخذلان والنكران .. وتلك الصفات فينا تؤكد روعة الخصال في الوجدان .. وقد يجدونها نقطة ضعف تبرر التجريح في الأوزان .. وعندها نتمرد ولا نعرف التجاوز والغفران .. وقفة إباء وكبرياء وعزة نفس بعزيمة الشجعان .. فكيف يلومنا لائم حين لا نتلهف كالجرذان ؟ .. ولعمري لا تعرف الأزمان شائبة توسمنا بمعالم الكذب والبهتان .. ولو دخلنا في سجال المقامات كان المقام لنا حين يبكي الآخرون بالنقصان .. وعندها نتفادى معاول الشماتة حتى لا يبكي الآخرون بالفقدان .. علو في المكانة وسماحة في الأخلاق تمنع ملاحقة المجروح بالطعان .. نحو أقوياء في تحمل الأذى ولكننا لا نرفع أبدا راية الاستسلام .. بل ذلك الإمهال حتى ينهزم الناطح بكثرة الارتطام .. قزم قد يناطح الجبل دهراً ثم يتناثر أخيرا فوق حافة الركام .. والعيب فيه أنه موهوم بفرية المكانة وهو لا يعادل العهن في الميزان .. والأيام كفيلة بتعرية الأوهام التي تجيش في الوجدان .. حيث ترتد الأحجام لأبعادها الحقيقية للأعيان .. عملاق مهيب يملك المكانة أو قزم صغير ليس في الحسبان .

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 174 مشاهدة
نشرت فى 10 سبتمبر 2017 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

764,626